السبت، 24 أغسطس 2013

لغز وفاة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني

* القاهرة - أيمن الشندويلي:
بنفس الضجة التي أحدثتها في حياتها كنجمة سينمائية شاملة وصاحبة مدرسة خاصة في التمثيل، كانت الضجة أيضاً في رحيل فهي حديث الشارع المصري والعربي.
الآراء متناقضة ولكنها تدور في سؤالين هل انتحرت سعاد حسني؟ أم سقطت من الدور السادس؟.. وعلى قدر حرارة اللقاء في استقبال جثمانها يوم الاربعاء القادم في مطار القاهرة قادماً من لندن لدفنه في القاهرة تأتي حرارة معرفة الحقيقة أشد منها بسبب الوفاة لإنهاء الحيرة الشديدة والبلبلة التي أصابت الشارع المصري 


والعربي.. ووصول تقرير الطبيب الشرعي من مستشفى و«ستمنستر» بلندن لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية.
وبعيداً عن السؤال الحائر والبلبلة فقد اهتمت مصر بالوفاة وطلب الرئيس مبارك سفير مصر في لندن عادل الجزار سرعة انهاء الترتيبات الخاصة بعودتها إلى القاهرة وسيكون في استقبال الجثمان بمطار القاهرة يوم الاربعاء القادم وفود رسمية من وزارات الثقافة والإعلام والداخلية والخارجية وممثل عن رئيس الجمهورية ومجلس نقابة الممثلين والسينمائيين وأصدقاء وأقارب سعاد حسني.
أسباب البلبلة
وأسباب البلبلة في وفاة سعاد حسني يأتي لتضارب الآراء حول هل هو انتحار أم مجرد حادث سقوط عادي فأصحاب الرأي الأول )الانتحار( يشكلون الغالبية وتفسيرهم لذلك أن سعاد حسني تعاني من أمراض عديدة وخطيرة في الكبد والعمود الفقري وغيرها من الأمراض التي يصعب شفاؤها وقد استمر علاج سعاد حسني سنوات وسنوات صاحب مرحلة العلاج انطلاق العديد من الشائعات حول إصابتها بالشلل وشائعات أخرى عن حاجتها للمال للإنفاق على نفسها ورفضها المساعدة من الأصدقاء أو بعض الشخصيات المصرية أو العربية وقد ساءت حالتها النفسية لدرجة كبيرة مما جعلها تتمنى الموت، خاصة وأنها لم تكن تقيم في المصحة التي تعالج بها، إنما كانت تقيم مع إحدى صديقاتها في برج سيتوارت بلندن والذي سقطت منه من الدور السادس لتنهي رحلة العذاب التي عاشتها.
أما الرأي الثاني وهو الرسمي حتى الآن والذي صرح به د. عصام عبدالصمد الطيب المكلف بمتابعة حالة سعاد حسني في المستشفى والمقرب لها جداً خلال الفترة الماضية فقال إنها كانت تعالج لانقاص وزنها بأحد مستشفيات التأهيل وخرجت من المستشفى يوم الاثنين الماضي وكانت تعاني من حالة اكتئاب شديد بسبب الضغوط النفسية والشائعات التي تعرضت لها في الفترة الأخيرة ونتيجة للهبوط الذي يصاحب الريجيم القاسي سقطت سعاد حسني من الدور السادس لأنها لم تستطع التحكم في جسدها وهي تنظر من السلم.
تأخر التقرير الطبي
ويرجع تأخر التقرير الطبي من تشريح جثمان سعاد حسني إلى الإجازة الاسبوعية للأطباء الشرعيين في لندن وهي السبت والأحد وسيتم تشريح الجثمان اليوم الاثنين ومن ثم اعلان التقرير الطبي غداً الثلاثاء والذي يؤكد ان الوفاة كانت انتحاراً أم حادث سقوط عادي بسبب المرض ثم تنهي سفارة مصر بلندن الأوراق الخاصة بنقل الجثمان إلى القاهرة يوم الاربعاء القادم.
وقد سافر إلى لندن لمتابعة ترتيبات الجنازة ونقل الجثمان شقيق سعاد عز الدين حسني وهو موسيقي أيضاً وكذلك زوجها ماهر عواد السيناريست وعدد من أصدقائها المقربين.
مدرسة فنية!
وسعاد حسني صاحبة الجماهيرية العريضة في الوطن العربي والتي تقدر بالملايين كانت صاحبة مدرسة فنية خاصة بها لدرجة أن جميع نجمات الجيل الحالي يعتبرنها القدوة والمثل الأعلى في هذا المجال فإلى جانب التمثيل كانت سعاد فنانة استعراضية ومطربة صوتها جميل حيث قدمت كل فنون العمل الفني وبدأت سعاد حسني حياتها الفنية عندما اكتشفها الشاعر عبدالرحمن الخميس وقدمها في أول بطولة سينمائية مع المطرب محرم فؤاد في فيلم «حسن ونعيمة» إخراج هنري بركات ثم فيلم نادية إخراج أحمدبدر خان وخلال فترة الستينيات والسبعينيات كانت سعاد حسني هي نجمة الوطن العربي والممثلة الأولى وقدمت أكثر من 75 فيلما وشاركت في خلال الثمانينات في حوالي سبعة أفلام كان آخرها الراعي والنساء إخراج على بدر خان مع يسرا وقدمت للشاشة الصغيرة مسلسل واحد هو «هي وهو» تأليف وأشعار صلاح جاهين وإخراج يحيى العلمي مع الفنان أحمد زكي.
وأهم أفلام سعاد حسني كان خللي بالك من زوزو الذي حقق أعلى الإيرادات واستمر عرضه في دور العرض أكثر من عام وهو الفيلم الذي قدمت فيه أشهر أغاني الصيف «الدنيا ربيع» وغيرها أمام حسين فهمي من ألحان كمال الطويل.
ويعتبر الشاعر صلاح جاهين أكثر الشعراء الذين كتبوا لها أغنيات وكانت تربطها علاقة صداقة وطيدة وقيل أنه كان مغرماً بها.
ومن أشهر أفلامها أيضاً «القاهرة 30»، «الزوجة الثانية»، «الكرنك»، «الاختيار»، «أهل القمة»، «على من نطلق الرصاص»، «الحب الضائع»، «صغيرة على الحب»، «الجوع»، «موعد على العشاء»، «حب في الزنزانة»، «الخوف»، «المتوحشة»، «غريب في بيتي»، «بئر الحرمان»، «شفيقة ومتولي»، «غراميات امرأة» وغيرها.
حياتها
أما حياة سعاد حسني فقد شهدت معاناة كبيرة في بدايتها فعاشت هي وشقيقتها نجاة الصغيرة وشقيقهما عز الدين حسني مع والدتهم بعد ان انفصلت عن والدهم محمد عز الدين حسني الذي كان يعمل خطاطاً وتزوج الأب من امرأة أخرى أنجب منها عدداً من الأولاد والبنات، وتزوجت الأم من عبدالمنعم حافظ الذي كان يعمل في مجال انتاج الاسطوانات وعاش الأولاد مع زوج أمهم والذي أنجب من الأم عدداً آخر من الأولاد والبنات فأصبح لدى سعاد من والدها ووالدتها 17 أخاً وأختاً بينهم 15 غير أشقاء.
ورغم معاملة عبدالمنعم حافظ الحسنة لسعاد إلا أنه رفض دخولها المدرسة وعندما اكتشفها عبدالرحمن الخميس وشاركت في فرقته المسرحية عمد إلى الممثل الراحل ابراهيم سعفان بتعليمها القراءة والكتابة وإلى أنعام سالوسة بتعليمها التمثيل.
ولسعاد حسني صداقة خاصة بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وانتشرت اشاعات أكدها البعض بأن عبدالحليم تزوج من سعاد عرفياً ورغم ذلك رفضت سعاد تأكيد أو نفي هذه الاشاعات.
تكريم
وكان الرئيس السادات قد كرم سعاد حسني في عيد الفن عام 1979 لعطائها الفني المتميز كما فازت بالعديد من الجوائز في المهرجانات الفنية عن أفلام «غروب وشروق»، « الزوجة الثانية»، «أهل القمة»، «أين عقلي»، «الكرنك»، «شفيقة ومتولي»، «موعد على العشاء»، «حب في الزنزانة».
وتم اقتراح تكريم اسم سعاد حسني في مهرجان القاهرة السابع للإذاعة والتلفزيون الذي يقام يوم 2 يوليو القادم بمدينة الانتاج الإعلامي.
ويدرس حسين فهمي تكريم اسمها في الدورة القادمة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر