الأحد، 11 أغسطس 2013

شمس بدران يخترق المحظور ويكشف عن الحياة الجنسية لعبدالناصر وقادة ثورة يوليو




في مدينة صغيرة جنوب انكلترا يعيش وزير الحربية المصري الأسبق العقيد شمس بدران، الذي حمل ذات ليلة من العام 1975 حقيبة صغيرة تضم أغراضه الشخصية متوجهاً الى مطار القاهرة ليعبر نقاط التفتيش بجواز سفر ديبلوماسي ليستقر في مدينة انكليزية منذ هذا التاريخ.
وعلى امتداد فترة اقامته في المهجر لم يفكر شمس بدران في كتابة مذكراته، خاصة وأنه كان أحد من اتهمتهم وثائق «محكمة الثورة» ومعه 55 آخرون بالمسؤولية عن نكسة 1967 بصفته وزيراً للحربية في هذا الوقت، ومحاولة قلب نظام الحكم في الدولة باستخدام القوة العسكرية.
شمس بدران أثناء محاكمته بعد «النكسة»


وفجأة وبعد طول صمت بدأ الحديث يدور عن أن بدران يكتب مذكراته، وأن مؤسسة الأهرام القاهرية، هي من شجعته على نشرها. وتردد بقوة أن بدران قال في مذكراته التي لم تر النور بعد، ويبدو أنها ستتأخر في خروجها للنور: أن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر كان يثار جنسياً بمشاهدة بعض الأفلام «الخاصة» للفنانة الراحلة سعاد حسني، وأن تلك الأفلام كانت، وحسب تعبير بدران، بمثابة الفياجرا في ذلك الوقت.


ما قيل وما تسرب عن فحوى المذكرات أثار غضباً من الناس ومن أسرته ومن قيادات الحزب الناصري عبر عنه نائب رئيس الحزب أحمد الجمال في مقاله بجريدة «العربي» الناصرية، وأشار الى حصول رئيس مجلس ادارة «الأهرام» الدكتور عبدالمنعم سعيد على مذكرات شمس بدران، ومحاولة نشرها مسلسلة في «الأهرام».


لكن جهات سيادية، حسب الجمال، رفضت النشر، وهو ما جعله يفكر في اذاعة المذكرات عبر فضائية «أون. تي. في» التي يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس.
الجمال، وعبر مقالات عدة، قام بحملة استباقية لمنع نشر المذكرات، ووصف ساويرس بأنه أحد أعداء عبدالناصر، الذين لا يخفون عداءهم لثورة يوليو ورفضهم لمنهجها وانكارهم جميع انجازاتها.
أحمد الجمال


صحيفة «العربي الناصري» قالت ان وكالة «الأهرام» للاعلان تعاقدت مع شمس بدران لنشر مذكراته مقابل «170» ألف دولار أميركي (نحو مليون جنيه مصري) ونقلت عن الصحافي يسري فودة قوله: ان مذكرات بدران لن تكون سياسية أو عسكرية فقط، بل ستشمل الأسرار الشخصية التي يدعي أنه يعرفها عن الرئيس جمال عبد الناصر واللواء عبد المنعم رياض ووزير الدفاع السابق محمد فوزي.


الكاتب المصري يسري فودة ربما يكون أول من نبه الى تلك المذكرات وحصول «الأهرام» عليها، مفصحاً أنه ستشمل بالاضافة الى المذكرات الأسرار الجنسية لعبد الناصر، العلاقات الخاصة للرموز العسكرية المصرية في القرن العشرين.
فودة والذي كان من المفترض أن تردد أن يتولى تسجيل المذكرات على حلقات تلفزيونية مع بدران قبل أن تمنع الظروف ذلك، قال: غادر شمس بدران مصر كي يبدأ حياة جديدة في جنوب انكلترا في اطار صفقة أحد بنودها كما يبدو ألا يتكلم. واليوم بعد أربعين عاماً من الصمت، يقرر بدران أن يتكلم للمرة الاولى، لكنه حين يفعل فانه يتناول الحياة الجنسية لجمال عبدالناصر.
ويواصل فودة قائلاً في مقاله: «وبينما نوجه تهنئة لوكالة «الأهرام» على هذا السبق الصحافي الذي تم توثيقه كما نعلم الآن في «36» ساعة مسجلة على شرائط، فاننا لا نستطيع في الوقت نفسه، مقاومة احساس بالاستغراب من السماح لرجل كان على خلاف مع رجل آخر هو الآن في ذمة الله، بالحديث عنه بما يمس عرضه وشرفه دون سند موثق».
يسري فودة


يسري فودة في مقال لم يذكر شيئاً عن اتفاقه السابق مع «الأهرام» بالاشراف على تسجيل الحلقات مع بدران، لكن أطرافاً أخرى هي من أفصحت عن ذلك، فقد اتصل مدير عام مؤسسة «الأهرام» طه عبدالعليم، وطلب منه أن يقوم بالتسجيل مع شمس بدران في بريطانيا في مشروع تموله وكالة «الأهرام» للاعلان تقوم بتسويقه بعد ذلك للقنوات الفضائية. غير أن الاتفاق لم يمض الى نهايته لأن يسري لم يكن عملياً فيما طلبه من «الأهرام»، فقد طلب فريق بحث ليقوم بعمل بحث دقيق وعميق ووثائقي قبل أن يقوم بالتسجيل، واضافة الى ذلك فقد طلب أن يكون هناك اتفاق مع ادارة القناة الفضائية «اون. تي. في» للعمل مع «الأهرام»، لأنه لا يزال على ذمة القناة بحكم عقد عمل بينهما لمدة عامين.
ولكن مع رواج الخبر في أوساط اعلامية وسياسية في مصر كان على «الأهرام» حسب ما نشر في جريدة «العربي الناصري» أن تنجز مهمتها بسرعة خاصة أن شمس بدران من مواليد العام 1929، أي أن عمره الآن «81» عاما، ويبدو أن حالته الصحية لم تكن مطمئنة، وهو ما جعل «الأهرام» ترسل على وجه السرعة فريقاً الى لندن لتسجيل مذكرات شمس بدران، وتمت المهمة وأصبح لديها ما مدته 36 ساعة من الأسرار!
وبعد الاعلان عن امتلاك «الأهرام» لتلك المذكرات، وتسرب بعض ما تتضمنه قيل انها ستنشر على «أون. تي. في» وهو ما استدعى نفياً سريعاً من مالك القناة رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي أكد على أن قناته وجميع العاملين فيها يحترمون جميع زعماء مصر السابقين أياً كان تاريخهم، وذلك باعتبارهم رموز مصر، وأن قناته لا تهتم بالجوانب السلبية. مؤكداً في هذا السياق على احترامه الشديد للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأن ما أشيع من نشر المذكرات عبر الفضائية التي يمتلكها لا يمكن الموافقة عليه، حيث من المفروض وضع عبدالناصر في المكانة الصحيحة، وأكد أنه لم يكن مطروحاً اذاعة هذه الحلقات من الأساس على قناته.
نجيب ساويرس


وقال ساويرس: أعتقد أن شمس بدران ومهما قال فلن يكون عنده أكثر مما قاله خصوم عبدالناصر منذ فتح لهم السادات الباب ليتقولوا على الرجل بما لم يكن فيه، لقد أفرج أبناء عبدالحكيم عامر عن بعض الأوراق التي كتبها والدهم، وفيها اشارات الى حياة عبدالناصر الخاصة وجلساته الحريمي، وعلاقاته النسائية، لكن كل ذلك لم يصمد، لأن الافك فيه واضح.
الأزمة في حقيقة الأمر لم تكن لدى ساويرس ولا لدى قناته، فحسب أحمد الجمال فان شمس بدران وهو، رجل الهزيمة، أو كما أطلقت عليه «العربي» لسان حال «الحزب الناصري»... «وجه النكسة الكئيب» سوف يشوه ويضلل ويفتت ويزيد الوطن تقسيماً وتفتيتاً. وحذر الكاتب «الناصري» من هذه الفتنة لأنها لا تخص موضوعاً سياسياً وانما شخصي للغاية وهو، حياة عبدالناصر الجنسية، وهو ما سيدعو الجميع الى أن يقفوا أمام اذاعتها ونشرها، ان لم يكن من باب الوطنية فمن باب الأخلاق.
ومن جهته، حذر رئيس تحرير جريدة «العربي» الكاتب الصحافي عبدالله السناوي مؤسسة «الأهرام» من نشر المذكرات التي تتطرق لحياة الزعماء الجنسية، بمن فيهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأيضاً للرئيس المصري الراحل أنور السادات ورموز عسكرية مثل: عبدالمنعم رياض ومحمود فوزي، واصفاً تلك المذكرات بـ «المشبوهة».
وقال، في مقال نشرته صحيفة «العربي»: هناك بعض الأشخاص يأبون أن ننسى بعض فترات التاريخ الكئيبة التي مررنا بها وأن هؤلاء المزايدين يعتبرون دخول غرف نوم الزعماء نوعاً من أنواع التوثيق للتاريخ وحرية الرأي. وأضاف موجهاً كلامه للدكتور عبد المنعم سعيد: افعل ما شئت في تلك المذكرات وسنرى من سيبقى في منصبه، وأكد أن الساعين لنشر هذه المذكرات يستحقون القتل بمن فيهم شمس بدران. وحذر من رد فعل الشارع المصري والعربي والجيش المصري والمؤسسة الحاكمة على هتك أعراض قادته ورموزه واهانة العسكرية المصرية. وطالب رئيس مجلس ادارة الأهرام الدكتور عبد المنعم سعيد، بتوضيح موقفه من خبر نشر هذه المذكرات والرد على الاتهامات الواضحة الموجهة اليه.
مسؤولون في «الأهرام» أكدوا لـ «الراي» علما بأن قياداته رفضت التعليق.. أو الخوض من جديد في هذا - الملف الشائك على ما أثارته - التي لم تنشر باستهدافها لأسباب سياسية ولأخرى شخصية، وبرروا ذلك بأنه ليس معقولا أن يقول أحدهم ان التسجيلات عبارة عن فضح لحياة عبدالناصر الجنسية، وانها خوض في عرضه، لأن 36 ساعة من التسجيلات تناولت شهادة بدران على الحياة السياسية في مصر، ولم يكن تعرضه لحياة عبدالناصر الا بما اقتضاه السياق الذي صيغت به المذكرات.
ويبدو أن كم المخاطرة والمشاكل وراء تلك المذكرات أكثر مما يمكن أن يتحمله أحد، على الأقل في الوقت الراهن، وما يبدو أن هناك اتجاهاً لطي تلك الصفحة في الوقت الحالي، حتى لو كان الأمر كما يؤكد مسؤولون في «الأهرام» من أن المذكرات مستهدفة، لأسباب سياسية ولأخرى شخصية، فليس معقولاً أن يقول أحدهم ان التسجيلات عبارة عن فضح حياة عبد الناصر الجنسية، وأنها مخصصة للخوض في عرضه، فهذا كلام لا يصدر الا من هواة، لأن 36 ساعة من التسجيلات تناولت شهادة شمس بدران على الحياة السياسية المصرية بشكل عام في ذلك الوقت، ولم يكن تعرضه لحياة عبد الناصر الا بما اقتضاه السياق الذي صيغت به المذكرات. 
هدى عبدالناصر

ومن جانبها، امتنعت ابنة الرئيس الراحل هدى عبدالناصر عن الرد على تساؤلات «الراي» حول هذا الموضوع، قائلة انها لن تتحدث عجمال عبد الناصر، أو عمي الزعيم الران حياة والدها الشخصية، وفي السياق ذاته رفض طلعت السادات التعليق قائلاً: لن أتحدث عمن يريدون تشويه الزعيم حل أنور السادات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر