الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

محفل ( الفنان المصرى ) الماسونى

مربكة هذه الدراسة ومرهقة وصادمة ومحيّرة وموتِّرة كذلك.
كلما عبرت من صفحة إلى أخرى انتابتك هذه الأسئلة العميقة الآسرة فى حياتك، هل ما نعيشه مجرد خدعة؟ هل هناك مؤامرة منذ مئات السنين تقود مصر وتنقاد لها ونحن غفل أو مستغفَلون؟
مشكلة هذه الدراسة ليست فى معلوماتها الموثقة ولا الحقائق التى تزيح عنها التراب وتنزعها من مخابئها، بل فى مدى فرط معلوماتها المزعجة التى تدفعك إما إلى الشك فى كل هذه المعلومات (رغم ثبوتها السخيف!) وإما إلى أن تسلم بقنوط أن رجال مصر الكبار المؤثرين القادة والفاعلين فى تاريخنا إما أنهم ضحكوا علينا وإما أنهم كانوا مضحوكا عليهم.
الدراسة تحمل عنوان «الماسونية والماسون فى مصر»، وهى فى الأصل رسالة ماجستير نالها المؤلف وائل إبراهيم الدسوقى بإشراف واحد من أساتذة التاريخ الكبار هو الدكتور أحمد زكريا الشلق، وصدرت كتابًا عن سلسلة «مصر النهضة» بدار الكتب.
ولعل الجميع قد صادف يوما تعبير الماسونية فى حياته مذكورا بالسب والاتهام وملحقا بالطعن والرجم، وبينما يظل تعريف الماسونية غامضا عند كثيرين فإنهم يحتفظون بصورة نمطية عنها شديدة السوء والسواد، وبعيدا عن أصول لفظ الماسونية التى تعنى «البناء الحر» ومن ثم فالماسونيون هم البناؤون الأحرار، والماسونية تنظيم رغم علانية وجوده فى بعض الدول، فإنه تنظيم سرى عالمى له طقوسه وقواعده الخفية وتركيبته صارمة وهياكله التنظيمية شديدة السرية والتعقيد، وهو تنظيم متهم بأنه يدير العالم عبر محافله السرية التى تضم قيادات وشخصيات من جميع بلاد الدنيا تحت شعارات أخلاقية، لكن السؤال الآن: هل الماسونية كانت قريبة جدا من مصر؟
العجيب أن دراسة وائل إبراهيم الدسوقى تقول إنها ليست قريبة من مصر فقط، بل لعلها نشأت فى مصر أصلا!
فقد رأى بعض المؤرخين أن الماسونية من حيث مبادئها وتعاليمها مصرية، وبعبارة أخرى أن التعاليم الماسونية كانت موجودة فى مصر، وتعمل على أسلوب قريب من أسلوب الماسونية، وبنظم تقترب كثيرا من نظم الماسونية، الأمر الذى حمل بعضهم إلى القول بأن الجمعية الماسونية فرع من الكهانة المصرية، أو أنها ظهرت فى العصر المسيحى أو بعد الفتح الإسلامى لمصر، واستدلوا على صدق دعواهم بأدلة كثيرة، لكن لم يستطع أحد منهم إثبات شىء مؤكد. لكن تسرد الدراسة أمثلة تستحق الانتباه اللافت، منها حكاية لوحة «فانوس»، وهى اللوحة الجدارية المعلقة على جدران كنيسة الأنبا ريوس ببطريركية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية، وهى لوحة رسمها فنان مصرى مسيحى وهو إيزاك فانوس، واللوحة ملونة (متر وعشرون سم فى أربعين سم)، وكُتب تحتها بالقبطية «الأب باخوم أبو المديرية»، واللوحة تمثل الأب باخوم (292م-347م) يمسك بيسراه لفافة يمكن التخمين أنها تحمل كلمات من الكتاب المقدس، وفى اليد اليمنى أمسك بالزاوية والفرجار، ولذلك فهى تثير كثيرا من التساؤلات التى تحتمل عديدا من الإجابات عنها، فمن المعلوم أن الزاوية والفرجار لم يمثلا يوما رمزين مسيحيين، ولا تعطيهما المسيحية أى قداسة، فلماذا يصور الأب باخوم بالرموز الماسونية؟ ولأول وهلة يمكن أن نحكم على الأب باخوم بالماسونية، وبالتالى ندلل بذلك على وجود الماسونية فى مصر فى العصر البيزنطى، ومما يدعم ذلك أن الأب كيرلس، بطريرك الإسكندرية فى الفترة 384م-412م، مُصوَّر فى كنيسة العذراء، إحدى الكنائس التى تخدم الأرثوذكس المصريين فى لوس أنجلوس بالولاياتالمتحدة الأمريكية، وهو يتكئ على عمود قصير من الطراز الرومانى، وهو تقليد غير متبع فى تصوير القديسين فى الفن المسيحى، لكنه متبع فى تصوير الأساتذة العظام فى الماسونية، فالعمود رمز مهم من رموز الماسونية. والملاحظ هنا أن القاسم المشترك بين اللوحتين هو من رسمهما وهو إيزاك فانوس، مما يجعلنا نرجح أن فانوس ماسونى أخذته الحماسة الماسونية حتى صور الأب باخوم والأب كيرلس بالرموز الماسونية.
إذا كانت هذه القصة شدت انتباهك فإليك أخرى، فيذكر المؤرخون أن ابن طولون حين شرع فى بناء الجامع كلف مهندسا مسيحيا ماسونيا ببنائه فجاء معمار الجامع أقرب إلى الهندسة الماسونية ناطقا برموزها وشعاراتها، كما يذهب عدد من المؤرخين وينفى آخرون.
لكن متى نشأت المحافل الماسونية فى مصر؟
يقول وائل الدسوقى إن ترجيحات كثيرة تقول إن المحافل بدأت فعليا مع الحملة الفرنسية إلى مصر وتأسس معها محفل فرنسى للماسونية، وهو ما صبغ نشأة الماسونية كلها بمحافلها بالطابع الأجنبى داخل القاهرة والإسكندرية وعواصم الأقاليم المصرية كذلك سواء فى طنطا أو المنصورة أو الزقازيق، وضم أجانب إلى جانب مصريين كثيرين من رموز المجتمعات ووجهاء البلد وأعيانها وسياسييها ومثقفيها، بل وشيوخها، ولكن عمليا فى أكتوبر 1876 التأم المحفل المصرى الأكبر والأشمل وسُمى «محفل الشرق الوطنى المصرى الأعظم»، وكرس بحضور الموظفين والمندوبين من قبل المحافل العظمى والأجنبية، التى بلغ عددها نحو ثمانين محفلا فى مصر كانت تحت رعاية رسمية من الدولة، ولم يزل مقر المحفل الأعظم فى القاهرة حتى مُنعت الماسونية فى مصر فى عام 1964، وقرر المحفل الأكبر الوطنى المصرى انتخاب الخديو توفيق باشا أستاذا أعظم له، فذهب وفد من الماسون لمقابلته وعرضوا عليه الرئاسة قائلين: «إنه إذا لم يشد أزرهم آل أمر الماسونية الوطنية إلى الاضمحلال، فوافق الخديو على طلبهم وقبِل أن يكون رئيسا للمحافل المصرية ووعدهم بالمساندة والمعاضدة، كما اعتذر عن عدم الحضور فى الاجتماعات لدواعٍ مختلفة، وكلف ناظره للحقانية حسين فخرى باشا لينوب عنه فى الرئاسة. وفى عام 1890 طلب الخديو توفيق إعفاءه من الرئاسة العملية فى المحفل الأكبر الوطنى المصرى ليتولاها غيره من أبناء الشعب تشجيعا لهم، وعقد أعضاء المحفل الأكبر اجتماعا فى 9 يناير سنة 1890، وانتخبوا رئيسا جديدا هو إدريس بك راغب»!
ومع ظهور هذا الاسم تحفر الماسونية طريقا جديدا نشيطا وهائلا لها فى مصر، وإدريس باشا راغب هو «ابن إسماعيل باشا راغب، كان فى عهد سعيد باشا هو القائم بأمور البلاد فصار ناظرا على الجهادية والخارجية والخزانة، وفى عصر إسماعيل تقلد إسماعيل راغب منصب باشمعاون رئاسة الوزراء ثم أصيب بشلل نصفى وتقاعد بعد غضب الخديو عليه»، وبدأ إدريس راغب عمله صحفيا يراسل جريدة «المقتطَف» بمقالات رياضية وعلمية، ثم انضم إلى المحفل الماسونى وحصل على درجة أستاذ معلم فى محفل مصر، ثم تولى رئاسة المحفل الأكبر الوطنى المصرى، وكان ساعتها مديرا (محافظا) للقليوبية، وأنشأ خلال إقامته فى عاصمتها بنها محفلا ماسونيا يحمل اسمه، ونمت الماسونية فى عهد رئاسته لها، وكثرت محافلها حتى صار عددها أربعة وخمسين محفلا، منها محفلان تأسسا على اسمه، وهما محفل «إدريس رقم 43»، ومحفل «راغب رقم 51»، وكان تولى إدريس راغب منصبَه يمثل دفعة قوية للماسونية فى مصر، فذلك الثرى البارز والماسونى المتحمس لماسونيته كرّس كل طاقاته وأمواله لصعود الماسونية المصرية، وأصبح يسيطر بحرص على طرق عمل المحافل، وعلاقتهم بالمحافل الأخرى، وبصفة خاصة الإنجليزية منها لمدة خمس وعشرين سنة، وكان من أهم مصادر التمويل لدى الماسونية فى مصر، إلا أنه عندما هبطت ثروته التى أنفقها كلها على المشروعات الماسونية ضعفت سطوته مما جرّأ بعض تابعيه فى المحافل على عمل بعض المخالفات (يعرف كثيرون راغب باشا بصفة واحدة هى أنه مؤسس النادى الأهلى عام 1907مع آخرين).
وتطرح دراسة وائل إبراهيم الدسوقى بقوة علاقة المحفل الماسونى فى مصر بالماسونية والماسونيين فى أمريكا، وهو نفس ما يؤكده الروائى الأشهر دان براون، مؤلف «شفرة دافنشى»، فى روايته الأحدث «الرمز المفقود»، الذى يركز على الماسونية فى واشنطن شارحا ارتباطا مذهلا بينها وبين مصر وماسون ورموز مصر حتى تكاد لا تصدق أن هذه العلاقة الوثيقة اللصيقة تجرى فى خفاء أو بالأحرى فى إخفاء عن الوعى المصرى، ولعل كتاب «الماسونية والماسون» يعود إلى أصول هذه العلاقة منذ أن زار 450 من الماسون الأمريكيين مصر فى 1895.
ثم تظهر الأسماء التى تثير الأسئلة والألغاز فى تاريخ المحافل الماسونية فى مصر ويسرد بعضها الباحث وائل الدسوقى وكان أبرزها: «جمال الدين الأفغانى – محمد عبده – محمد فريد – إبراهيم ناصف الوردانى – سعد زغلول – عبد الله النديم – الخديو توفيق – الأمير عبد الحليم – الأمير عمر طوسون – الأمير محمد على – سيد قطب – أحمد ماهر باشا – محمود فهمى النقراشى – مصطفى السباعى – عبد الخالق ثروت – فؤاد أباظة – خليل مطران – إسماعيل صبرى – حفنى ناصف – حسين شفيق المصرى»، ومن الفنانين: «يوسف وهبى – كمال الشناوى – محسن سرحان – محمود المليجى – زكى طليمات – أحمد مظهر»، وغيرهم من زعماء ووجهاء المجتمع المصرى الذين كان لهم دور فى نهضة مصر السياسية والاقتصادية والفكرية.
لكن هل معنى ذلك أنهم جزء من مؤامرة مثلا أو خطة سرية خفية؟
يجيب باحثنا بأن الانتماء إلى الماسونية فى مصر كان عند البعض وسيلة للوصول إلى هدف بعينه، ويدل على ذلك اعتراف الأفغانى أنه لم يدخل الماسونية إلا لهدف فى نفسه وأنه خُدع فيها وفى مبادئها. وهكذا، لم يكتفِ بنفض يده من الماسونية بعد طرده منها، بل فضحها وكشف عوراتها موجها إليها وإلى مبادئها ومزاعمها الانتقادات العنيفة، كما أعلن عن مقصده من دخول الماسونية بقوله: «إن أول ما شوقنى للعمل فى بناية الأحرار عنوان كبير: حرية إخاء ومساواة، وأن غرضها منفعة الناس ودكّ صروح الظلم وتشييد معالم العدل المطلق، هذا ما رضيته فى الماسونية، ولكن وجدت جراثيم الأَثَرة والأنانية وحب الرئاسة والعمل بمقتضى الأهواء». ثم كان لعبد الله النديم موقف غاية فى الأهمية ضد بعض الماسون الشوام، حين شكّك فى مصداقية مبادئ الماسونية لديهم وعدم صدق انتمائهم إلى الماسونية وإيمانهم بمبادئها فى أثناء مهاجمته أصحاب جريدة «المقطم» الماسونيين، وكان انتماء زعيم وطنى مثل محمد فريد إلى الماسونية وسط اعتراضات كثيرين، مما كان له أكبر الأثر فى ارتفاع شأن الماسونية بمصر، ومن الممكن أن يكون انضمام فريد إلى الماسونية تقليدا لا اقتناعا بمبادئها، وربما كانت محاولة للتقرب من النظام الحاكم فى تركيا آنذاك، فقد كانت الماسونية تهيمن عليه، ومحاولة منه للاستفادة من التجربة التركية اعتقادا منه أنها ستنجح فى مصر، وقد أصبح فريد أحد الأعضاء الماسون العالميين. ولا يوجد مصدر من المصادر يذكر لنا عملا واحدا قدمه فريد للماسونية، إلا أن انضمام محمد فريد إلى الماسونية. ويبدو أنه لنفس السبب الذى كان وراء انضمام سعد زغلول إلى الماسونية، لأنه يعرف مدى قوتها ورغبته فى معرفة كل ما يدور بمصر من خلال الأعضاء الماسون والتقرب إليهم كى يحقق أهدافه السياسية، فوجهاء المجتمع -فى ذلك الوقت- كان معظمهم من الماسون، وكان أولهم بطرس غالى، ومن الجائز أن سعد قد دخلها مثل النديم أو محمد عبده كى يكون بجوار الأفغانى الذى اختار الماسونية مكانا مأمونا للاجتماعات التى لا رقيب عليها. ومن الواضح أن خدمات سعد زغلول للماسونية لم تنتهِ، فقد منح فى العشرينيات لقب الأستاذ الأعظم الفخرى للمحفل الأكبر الوطنى المصرى، مما جرّأ المحفل الأكبر على أن يكتب ذلك بصورة رسمية على غلاف جريدة «حيرام» التى كانت تصدر فى الإسكندرية، فقد كتب عليها بجوار اسم الجريدة «حرية – إخاء – مساواة»، الأستاذ الأعظم الفخرى وصاحب الدولة سعد زغلول باشا. ثم يضرب وائل الدسوقى فى العميق الغميق ويقول: «ويبدو أن الماسونية امتدت إلى بعض الأعضاء من تنظيم (الإخوان المسلمين) مثل سيد قطب الذى كان يكتب مقالاته فى (التاج المصرى) وهى لسان حال المحفل الأكبر الوطنى المصرى، وإن لم يصرح أى من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا، لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء فى الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه، ولو صدق انضمام سيد قطب إلى الماسونية فسوف يكون هناك علامة استفهام لا تجد من يجيب عنها، فما مدى انتمائه إلى الماسونية؟ وما الغرض من انضمامه؟ وإلى أى مدى كان اقتناعه بمبادئها؟ لكن قطب كان معروفا بتقلباته الفكرية قبل الرسو على بر الإخوان، فقد انضم إلى حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلى حزب السعديين ونشر مثلا فى (الأهرام) دعوته للعرى التام، وأن يعيش الناس عرايا، كما ولدتهم أمهاتهم، ومن المعروف أن دعوة العرى التام قد دعا إليها كثير من رؤساء المحافل الماسونية الغربية، وكتب الشيخ محمد الغزالى فى كتابه (من ملامح الحق): (إنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الإخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم)، وأضاف الغزالى: (... فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة فى الصف الأول من جماعة الإخوان المسلمين إلا يوم قُتل حسن البنا فى الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولّى الرجل الذى طالما سد عجزهم، وكان فى الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حُلّت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلا غريبا عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامى الوليد، فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة فى كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا الكثير مما قيل عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبى نفسه لجماعة الإخوان، ولكننى لا أعرف بالضبط، هل استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذى فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة)» (ملامح الحق صفحة 263 كما أثبت المؤلف فى المراجع).
بعد يوليو 1952 بدأ الاختفاء التدريجى للمحافل الماسونية يتزايد بعد أن كان تدريجيا منذ عام النكبة فى 1948، فانسحب كثير من الأعضاء الماسون، خصوصا من المصريين والبريطانيين والأجانب أصحاب الوظائف المهمة فى الجيش البريطانى، كما انسحب بعض المسؤولين فى الحكومة المصرية، وآثر الأجانب مغادرة البلاد وممارسة النشاط الماسونى فى بلادهم، كما استمرت الحال هكذا حتى أزمة السويس 1956، عندئذ بدأت المحافل الماسونية الأجنبية فى التوقف عن النشاط فى مصر ونقل نشاطها إلى خارج مصر أو إنهاء النشاط بصورة نهائية، إلا أن المحفل الأكبر المصرى كان لا يزال عاملا ويريد الاستمرار، وبالتأكيد كان يحاول تأمين نشاطه بأى وسيلة حتى إن كان ذلك بالتنازل عن شخصيته التنظيمية، وتسجيل نفسه كجمعية تابعة للدولة، وكان يأمل أن تتركه الدولة ومحافله ليمارس النشاط كعهد الماسونية بالدولة منذ بداية الماسونية نشاطها فى مصر فى القرن التاسع عشر. وعندما وجد المحفل الأكبر الوطنى المصرى أن المناخ مناسب له فى مصر تقدم بطلب «رقم 1425» إلى وزارة الشؤون الاجتماعية حسب الأصول الإدارية المتبعة كى يسجل عشيرتهم فى وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية، فطلب منهم المسؤولون تطبيق قانون الجمعيات عليهم. وعند ذلك رفضت إدارة المحفل الأعظم تقديم سجلات بأعمالها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لأنه يتعارض مع السرية التامة التى هى من سمات الماسونية منذ إنشائها، بحيث لا تسمح القوانين الماسونية حتى للدولة التى تعيش فى كنفها، أو لأعضائها العاديين، بالاطلاع على أعمالها ونشاطها وطقوسها، وعند ذلك قررت الحكومة المصرية إلغاء الجمعيات الماسونية فى مصر فى 16 أبريل 1964 وعلى رأسها المحفل الأعظم.
على رغم كل هذه الحقائق التى تلطمك فى هذا الكتاب، فإننى توقفت عند اسم واحد فقط من الماسونيين هو محمد فؤاد عبد الباقى!
واحترت، هل هو المؤلف العظيم للكتاب والعمل الإسلامى الأعظم «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم»؟!
يا رب ما يكون هو نفسه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر