الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

تجنيد صلاح نصر للنساء والمشاهير في عمل المخابرات




ذكرت اعتماد خورشيد أن الملك فاروق قتل مسموما وأن من قتله شخص من المخابرات بتوجيهات من صلاح نصر بعد أن راقبه في ايطاليا، ووضع له السم في وجبته، كما أمر صلاح نصر بأن يدفن الملك فاروق في مصر بشكل سري كما أقرت أنه عذب العديد من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين، معلنة أيضا أنه خطط لاغتيالها من قبل، لأنها خالفت أوامر منه، وأنه كان... مشيرة إلى جلسات (السمو الروحاني)، وأنها هربت فنانات وسيدات كثيرات خارج مصر، بعد أن طلب تجنيدهم صلاح نصر.

وأشارت إلى أنه كان يتم تجنيد النساء بالأجهزة الأمنية من خلال تصوير أفلام جنسية لهم مع شخصيات مهمة ووزراء، وأن من كان يصور هذه الأفلام كان صفوت الشريف وزير الأعلام الأسبق والمحبوس حالياً، مشيرة إلى شخص أخر كان يعمل بالمخابرات تم قتله من وقت قريب بالولايات المتحدة الأميركية خوفا من خروج أسرار المخابرات، رافضة ذكر أسمه، موضحة أيضا أن صفوت الشريف لفق تهمة للفنان عمر خورشيد، بأنه سيذهب لإسرائيل.

عمر الشريف



وهناك شاهد آخر على تجنيد صلاح نصر للنساء والمشاهير في عمل الجهاز السيادي ، ومؤخراً تم كشف النقاب عن عدد من النجوم والمشاهير حاول الجهاز السيادي تجنيدهم ، ومن ابرز هؤلاء المشاهير الممثل العالمي عمر الشريف الذي ذكر أنه بعد زواجه من الفنانة المحبوبة فاتن حمامة أقاموا في عمارة ليبون بالزمالك.. وجاء لزيارتهم فجأة صلاح نصر رجل المخابرات الشهير وفوجئ بوجود صلاح نصر في منزله وجلس يتناول القهوة معهما وتحدث في العديد من الموضوعات والقلق يكاد يقتل عمر لعدم فهمه أسباب هذه الزيارة، وكيف لا يقلق وفي بيته رجل المخابرات الأول في مصر.. وفجأة قال صلاح نصر إنه يريد منهما أن يطلعاه أولاً بأول عن أخبار النجوم في مصر وخاصة فلان وفلانة وحدد بالاسم عددا من النجوم في ذلك الوقت وبالطبع أنهي حديثه بالجملة التي كانت سائدة حينذاك وتستعمل كثيراً لتبرير كل عمل لا يرضاه الضمير وهو:إن ذلك من أجل أمن الوطن وسلامته .

ويصف عمر هذه اللحظة بصدق وهو يقول إنه كان يرتعش ولم يدر ما يجب أن يقوله وأنقذته زوجته الفنانة فاتن حمامة التي أجابت صلاح نصر وبكل وضوح وشجاعة أنها ترفض أن تؤدي هذا الدور ضد أي زميل أو زميلة لها.. وبعد هذا الحادث لم يتصل بهما صلاح نصر.. وعندما جاءت الفرصة للفنان عمر الشريف أن يشارك في فيلم لورانس العرب ويخرج إلى العالمية.. كان يجب عليه كما كان متبعا في ذلك الوقت أن يحصل على تصريح بالسفر من مجمع ميدان التحرير، وكان يخشي ألا يوافقوا على سفره وكان عمر على يقين أنه يجب أن يسلك طريقه للعالمية والذي لابد أن يكون من خلال هوليود ولذلك أقام في بيفرلي هيلز مع النجوم وظل بعيداً عن مصر طوال حكم الرئيس عبدالناصر وقام بالاشتراك في العديد من الأفلام العالمية أهمها دكتور زيفاغو وغيره من الأفلام الشهيرة الأخرى.. وحينما عُرض دكتور زيفاجو بدور السينما الأميركية.. لم يصادفه النجاح في أسبوعه الأول، وقابل عمر دافيد لين المخرج بأحد مقاهي نيويورك ليناقش معه أسباب عدم نجاح الفيلم ووجد دافيد يقول له إن السبب هو تركيبة الفيلم ولذلك قام بأخذ النسخة الأصلية وبدأ في إعادة ترتيبها وشوهد الفيلم مرة أخرى وأصبح العالم كله يتحدث عنه. وفجر عمر الشريف مفاجأة من العيار الثقيل وأفصح عن سر احتفظ به لما يقرب من أربعة عقود، وهو أن المخابرات المصرية في عهد نصر الذي ارتبط اسمه بتجاوزات، وانحرافات مخيفة في الستينات، كلّفته بعملية تدخل ضمن نطاق العمليات القذرة، تبدأ بإقامة علاقة مع فتاة، تبين بعد ذلك أنها فنانة شهيرة، تمهيدا للوصول إلى والدها وتصفيته، لأنه كان من خصوم الدولة الناصرية.

لم يكن الشريف يعرف بطبيعة المهمة، لكنه سارع بالذهاب إلى السفارة المصرية في لندن، بمجرد علمه بأن ضابط المخابرات القاطن في السفارة يرغب في رؤيته، وهناك تم تكليفه بالأمر، فأبدى قبولا مبدئيًّا، لأنه لم يكن يمتلك الرفض، فسمعة الاستخبارات المصرية حينها كانت مقرونة بالتصفية والترويع. . وهو ما أكدته أحداث متلاحقة تكشفت عقب هزيمة يونيو 67، فيما عرف بـ «قضية انحرافات المخابرات» التي حوكم بموجبها نصر وأتباعه، وأُودعوا وراء القضبان، كما فقد جزء من فريقه وظائفهم إلى الأبد، ونُفي البعض الآخر اختياريا.

كان جزءا من التمويه، أن يسب عبدالناصر في العلن، ويصل السباب إلى أُذن والد الفتاة أكثر من مرة، ليطمئن إلى أن الفنان المصري على خلاف مع النظام في بلاده، ولا قلق منه.

كانت العملية مليئة بالتفاصيل المعقدة، كما أنه كان متزوجًا في تلك الفترة من النجمة الشهيرة فاتن حمامة، وإقامة علاقة مع امرأة أخرى في هذا التوقيت أمر يهدد حياته الزوجية بالخطر. كانت العملية مليئة بالتفاصيل المعقدة والصعبة، اعتذر عمر في النهاية عنها، وتقبل رجل الاستخبارات اعتذاره. ثم سارع الشريف بإبلاغ الفتاة لتأخذ حذرها، وتحذر أباها.

القصة كانت مثيرة بالطبع، لتوافر الخلطة السحرية،الشهرة ممثلة في الشريف والتشويق والإثارة المرتبطين بأعمال المخابرات عموما، لكنها حصلت على درجات أعلى من الاهتمام، لأنها تفوقت دور عمر الشريف تعدي مرحلة جمع المعلومات أو كتابة التقارير أو حتى التكليف بمهام سرية سياسية، مثلما صرح به من قبل عن دور له في محادثات السلام بين الإسرائيليين والمصريين عقب حرب أكتوبر 1973، تعدت القصة ذلك كله، فلأول مرة يعترف فنان مصري بمهمة قذرة تصل إلى حد القتل.

فنانة لبنانية


لكن لم تكد تمر أيام قليلة، إلا وظهرت تفاصيل أخرى أكثر إثارة، وصادمة..فالفتاة التي كلّفت الاستخبارات المصرية الشريف بإقامة علاقة معها (لم يحدد الشريف نوع العلاقة)، كشف ناقد فني أنها فنانة لبنانية، رمز لها بأول حروف من اسمها (ن .ا)، وهي ابنة عائلة سياسية حتى النخاع، ووالدها قيادي بارز في الحزب القومي اللبناني، وتجرّع آلام السياسة ومعاركها وطورد لفترات متقطعة وطويلة وسافر مع سعادة إلى البرازيل وسجن معه هناك، وعاد إلى لبنان مطالع الحرب العالمية الثانية وطارده الفرنسيون.. وشارك في انقلاب الحزب القومي1961، وحُكم عليه بالمؤبد، ومات الرجل في الثمانينيات بعد رحلة فكرية وسياسية ثرية ومعقدة وكان ممن اصطدم بهم النظام المصري، في فترة ما، أثناء تقاطع نفوذ كيانات عديدة متصارعة على الملعب اللبناني، وقصة تصفيته التي تحدث عنها الشريف ملمّحًا، هي قصة منطقية، كونها تخص رجلاً بهذه الحيوية والتمرد، والنشاط السياسي الدائم.

أسئلة حائرة

وهنا ستظهر أسئلة كثيرة ومتعددة.. من بينها ما يسأل عن طبيعة العلاقة بين تلك الفنانة والشريف! وهل تورط فنانون آخرون في عمليات شبيهة؟ وإذا كان الأمر صحيحا، وظهر متورطون فمن هم الضحايا، من المحتمل أن تنكر الأشقر قصة الشريف لكن ليس هناك ما يدعو الشريف إلى الكذب، وليس هناك أيضًا بالتوازي ما تخجل منه الفنانة التي عرفها الجمهور العربي كعملاقة مسرحية مثقفة، تؤدي أدوارًا صعبة لكبار المبدعين، ومن بينهم سعد الله ونوس، لكنّ أحدًا لا يعرف أنها كانت ستتم على يديّ عمر الشريف.


وظل عمر بعيداً عن مصر حتى قابل الرئيس السادات في حفل أقيم في البيت الأبيض وتلقي الشريف الدعوة بصفته نجما مصريا كبيرا وعندما رآه السادات استقبله بحرارة شديدة وبلهجته المميزة طلب منه أن يحضر فرح ابنه جمال في مصر وفعلاً جاء عمر الشريف إلى مصر مرة أخرى ومنذ ذلك الوقت لم يعد يحتاج إلى تصريح لكي يغادر أو يأتي إلى وطنه .
تكذيب شويكار وفخر الدين


وعلى النقيض من ذلك تكذب الفنانتان مريم فخر الدين وشويكار هذه الاتهامات، مشددتان على أن ما ذكرته اعتماد مليء بالتهويل وبالأكاذيب والقصص غير الواقعية والتي لم تحدث.. وتؤكد فخر الدين أن قصة انفصالها عن زوجها تحت تهديد صلاح نصر، شائعات لا صلة لها بالحقيقة، موضحة أن علاقتها بصلاح نصر بدأت في الإسكندرية حينما شعرت بالملل من القاهرة وكانت وقتها مازالت متزوجة من د.محمد الطويل وحاملاً منه في نجلها محمد وكانت لاتعمل بينما كان زوجها مشغولاً دائماً في عمله فتركته بالقاهرة وسافرت للإسكندرية وهناك التقت صديقتها (زيزي) ودعتها صديقة الطفولة لتناول العشاء معها فاعتذرت مريم لعدم وجود السيارة فأرسلت زيزي لها سيارتها في المساء، وعندما همت مريم بركوب السيارة وجدت أربعة رجال مفتولي العضلات وفوجئت بوجود صلاح نصر الذي ابتسم لها وقال: «شفت عرفت أجيبك إزاي»؟ فأدركت ساعتها أن زيزي تعمل لحسابه فشعرت برعب شديد وردت على نصر: لو لم تحضرني أنت فمن يستطيع إذن؟ وقالت له: معقول هؤلاء الرجال سيحضرون الحوار بيننا فأمرهم بالانصراف وأعطته الأمان إلى أن انشغل بشيء ما ففتحت الشباك وقفزت منه وعادت للقاهرة.


وأكدت فخر الدين أن نصر لم يستحوذ عليها أو يجبرها على العمل معه، متهمة خورشيد بترديد الأكاذيب لتحقيق شهرة عجزت عن نيلها في الفن، قائلة: هذه السيدة سيعاقبها الله على كل ما تقوله وتفعله فقد تجنت على الجميع وقالت كلاماً لم يحدث ولم يكن منطقياً أو مقبولاً ونشرت أشياء لم تحدث لتحقيق الشهرة التي فشلت في تحقيقها في الماضي رغم كل ما سعت لفعله لتلفت الأنظار نحوها وإن شاء الله عقابها عند الله سيكون كبيراً على كل ما قالته في حقي وحق الكثيرين.

كما أكدت الفنانة الراحلة شويكار أنها لم تكن من ضحايا صلاح نصر قائلة: أنا صاحبة تاريخ فني عريق لا ينكره إلا (جاهل) وإذا شعرت أن أحداً لا يقدر هذا التاريخ أدبياً ومادياً، لا أتعامل معه أبداً احتراماً لنفسي وفني وتاريخي)، مؤكدة أنها لم تكن يوماً من ضمن الفنانات اللائي ضمهن نصر لعمل الجهاز مضيفة: هذه المرأة افترت كثيراً وروجت لقصص وحكايات عني وعن غيري لا صلة لها بالحقيقة .


أزمة صحية

وكان مدير المخابرات المصرية صلاح نصر على موعد مع أزمة صحية مفاجئة فقد سقط في مكتبه في صباح 13 يوليو عام 1967 مصابا بجلطة دموية شديدة في الشريان التاجي ، هزت تلك الأزمة الصحية صلاح نصر من الأعماق فهو لم يكن يتوقع أن يداهمه المرض بكل هذه القوة وهو في مكتبه الخاص في جهاز المخابرات العامة .


وقدم نصر استقالته ثلاث مرات الأولى كانت نتيجة استقالة المشير عامر عام 1962 لأن صلاح نصر انحاز للمشير على الرغم من أن صلاح نصر كان وسيطا نزيها في التعامل بين الصديقين ناصر وعامر وهو الذي أقنع عامر بالعودة ، والاستقالة الثانية كانت بسبب قضية الأخوان المسلمين، حيث كان عبدالناصر يريد أن يوكلها للمخابرات العامة، والثالثة كانت عقب نكسة يونيو 1967 .


وتم اعتقال نصر والحكم عليه بعد انتحار أو قتل عبدالحكيم عامر بالمؤبد، وبقى مع معاناته مع المرض إلى أن توفي عام 1982 .

وكيفيه موت صلاح نصر تدور حولها الكثير من الشكوك ،فكثيرون يذكرون انه قتل على يد المخابرات بعد النكسة لما سببه هو والمشير عبدالحكيم عامر من تصدع في الجيش ومما يقوي هذا الاحتمال ما ذكره الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل أن صلاح قال في شريط (يريدون ان يقتلوني كما قتلوا المشير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر