‏إظهار الرسائل ذات التسميات شمس بدران. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شمس بدران. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 25 أغسطس 2013

الكشف عن كل الأسرار والحقائق التاريخية لنكسة 67



 استيقظت مصر فى صبيحة 5 يونيه على هجوم كاسح لأراضيها من جانب قوات العدو الصهيونى، بالرغم من أن القيادة المصرية كانت تتوقع العدوان إلا أنها لم تتخيل أن يكون بهذا الحجم، حيث تعرضت جميع المطارات المصرية للتدمير وتم شل حركة سلاح الطيران.. العدوان لم يستهدف مصر وحدها، بل شمل احتلال نهر الأردن والقدس والجولان وسيناء وجنوب لبنان.. فى أعقاب نكسة 7691 تحولت إسرائيل من فأر مذعور إلى وحش كاسر يهدد أمن العرب جميعاً بعد أن تكشفت حقيقتها باعتبارها قوة استعمارية ومسماراً دقه الغرب فى نعش الأمة العربية. 


بعد نجاح ثورة 25 يناير تتطلع الأجيال القادمة إلى تجنب هزائم ونكسات جديدة على طريقة ما جرى فى 5 يونيه.. لن يتأتى ذلك سوى بالكشف عن كل الأسرار والحقائق التاريخية لنكسة 67 بغض النظر عمن تدين أو تنصف حتى نغلق الباب فى المستقبل أمام ظهور حاكم إله أو فرعون أو محدود الكفاءة.

رغم مرور أكثر من أربعة عقود على هذه الهزيمة النكراء فإن هناك علامات استفهام كثيرة لم تجد إجابة، لأنه ببساطة لم يفكر أحد فى إجراء تحقيق مستقل ونزيه حول تلك الأحداث المأساوية وتحديد المسئول عن ضياع الأرض والعرض العربى على أيدى حفنة من المرتزقة الصهاينة. فى مصر جرت تحقيقات صورية مع بعض قادة الطيران وانتهت إلى تبرئة المتهمين الذين كان أبرزهم اللواء عبدالحميد الدغيدى قائد القوات الجوية والدفاع الجوى فى تلك الفترة.. التحقيقات مع الدغيدى كشفت عن أسرار خطيرة بعد أن ألمح إلى خيانة بعض الضباط الذين تغيبوا عمداً عن المواجهة يوم 5 يونيه.

مفارقات غريبة قرأتها وسمعتها من أطراف مازالوا على قيد الحياة حول أحداث تلك النكسة من بينهم الفريق عبد المحسن مرتجى قائد الجيش الميدانى وقت حرب 67 وشمس بدران وزير الحربية فى نفس الفترة إلى جانب شهادات الأستاذ محمد حسنين هيكل مبتكر مصطلح «نكسة» يونيه بدلاً من هزيمة.

من حق الأجيال الجديدة أن تعرف ماذا حدث بالضبط صبيحة 5 يونيه ومن المسئول عن هذه الكارثة، بل ومن حق المجتمع أن يطالب المؤرخين بأن يشرعوا فى كتابة التاريخ الحقيقى لهذه الحقبة الخطيرة من تاريخ مصر والأمة العربية حتى نتجنب السقوط مرة أخرى فى بئر الهزيمة على أيدى العدو المتربص بنا على الحدود الشرقية.



ربما تكون حرب المذكرات التى تركها لنا قادة تلك المرحلة زادت من الجدل حول أمرين الأول يتعلق بالدور الروسى وتسريبهم معلومات مغلوطة للقيادة المصرية بشأن العدوان الإسرائيلى على سوريا، ثم تبين عدم صدق هذه المعلومات من خلال زيارة الفريق محمد فوزى بنفسه بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر.



الأمر الثانى يتعلق بإشارة «عجلون» التى أرسلها الفريق عبدالمنعم رياض الساعة السابعة والربع - صبيحة 5 يونيه قبل بدء العدوان بنحو الساعتين - إلى مقر العمليات الذى كان يرأسه الفريق محمد فوزى فى ذلك الوقت، لكن المفارقة أن هذه الإشارة لم يتلقاها ضابط الإشارة أو تلقاها ولم يبلغ القادة بها. المدهش أن هذا الضابط لم يواجه المحاكمة خاصة أن صورة من هذه الإشارة وصلت إلى مكتب وزير الحربية شمس بدران فى نفس التوقيت لكن تم التعامل معها باستهانة، الدليل على ذلك أن المشير عبدالحكيم عامر سافر بالطائرة فى نفس التوقيت من القاهرة إلى سيناء وأثناء وجود طائرته فى الجو قامت الطائرات الإسرائيلية بتدمير جميع المطارات المصرية فى دقائق معدودة.


الخبراء يجزمون بأن الفارق الزمنى بين وصول إشارة عبدالمنعم رياض القادمة من عجلون فى الأردن وموعد وبدء الهجوم الجوى فى التاسعة والربع كان بإمكانه تقليل الخسائر إلى النصف سواء فى الطائرات والمطارات ويمنح المضادات الأرضية فرصة للتعامل مع طائرات العدو. عند سؤال شمس بدران عمن يتحمل مسئولية هزيمة 5 يونيه حدد خمس شخصيات بالترتيب التالى: الأول: القيادة السياسية المتمثلة فى الرئيس جمال عبدالناصر بسبب اتخاذه قرار إغلاق المضايق وسحب القوات الدولية وهو يعنى للعدو إعلان حرب من جانب مصر فى نفس الوقت الذى يدرك فيه أن قواته غير جاهزة وليس لديها القدرة على تلقى الضربة الأولى وفقاً للقائه مع قادة الجيش فى مطلع يونيه.



الثانى: القيادة العسكرية المتمثلة فى المشير عبدالحكيم عامر بسبب موافقته على قرار عبدالناصر وعدم التصدى له مهما كانت بينهما من مودة وعلاقات شخصية طيبة لأن الأمر فى هذه الحالة يتعلق بمصير البلد بأكمله.

الثالث: الفريق محمد فوزى، حيث يرى أنه ربما يكون تعمد إخفاء إشارة «عجلون» عن قصد لتوريط عبدالحكيم عامر والقضاء على التحالف الذى كان يجمعه مع عبدالناصر، حيث كان يرى هذا التحالف عقبة فى طريقه للوصول إلى قلب الرئيس، ولذلك لم يحاكم ضابط الإشارة الذى تغيب بدون أسباب وأغلق مكتب الإشارة فى القيادة العامة وهذا مخالف لكل القواعد العسكرية ويصل إلى حد الخيانة العظمى.



الرابع: سامى شرف مدير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر الذى أدت اتصالاته مع الروس إلى توريط الرئيس بعد أن عمق ثقته فيهم وهم كانوا يسعون إلى إضعاف مصر ورئيسها لتحقيق مصالحهم الاستراتيجية.



الخامس: الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل باعتباره شريكاً فى اتخاذ القرارات الخطيرة والذى زين وهيأ كل الأجواء أمام الرئيس عبدالناصر ووافق على قرار إغلاق المضايق بالرغم من إدراكه التام لخطورة هذه الخطوة خاصة بعد مشاركته فى اجتماع الطيارين الشهير فى قاعدة أبو صوير قبل العدوان بأيام معدودة ويعلم أن النصر فى الحروب يكون لصاحب الضربة الأولى وهذا ما سمعه من الطيارين بأذنه.



الفريق فوزى فند اتهامات شمس بدران فى مذكراته بخصوص سبب عدم وصول إشارة عجلون لمقر القيادة بأن الشفرة كانت تغيرت فى ذلك اليوم، ولم يكتف بتبرئة نفسه وضابط الإشارة بل ألقى باللائمة على كل من شمس بدران والمشير عامر باعتبارهما تلقيا نفس الإشارة ولم يعيراها أى اهتمام، وأن وجود المشير فى الجو فى ذلك التوقيت كان سبباً فى وقف تعامل الدفاع الجوى مع الطائرات المغيرة.



الفريق عبدالمحسن مرتجى قائد القوات البرية الذى أعلن اعتزال العمل العسكرى فى أعقاب تلك الهزيمة كان من بين من حاولوا كتابة شهادتهم عن تلك المرحلة وبعد أن انتهى منها أرسلها إلى الجهات المعنية لكن تدخل الرئيس السابق ومنع نشرها.. السبب كما عرفه صاحب المذكرات وأبلغنى به أن مضمونها يسبب القلاقل ويثير المشكلات وسط قوى عديدة فى المجتمع!!

ويرى الفريق مرتجى أن الرئيس عبدالناصر ارتكب خطأً جسيما عندما قرر إغلاق المضايق وهو وجميع القادة يعلمون أنه إعلان حرب فى نفس الوقت الذى كان يعلم تماماً عدم جهوزية القوات لخوض حرب لأسباب كثيرة بعضها مرتبط بوجود ربع القوات المصرية فى اليمن، كما طلب من القيادة العامة تحمل الضربة الأولى وأن يتركوا له الباقى، وتجاهل حقيقة أن التنازل للعدو عن مبدأ المفاجأة أهم مبادئ الحرب المعترف بها.. ومن يمتلكها يضمن 70% من عناصر الفوز.



ويضيف: إن الانهيار الذى أصيبت به القيادة يوم 5 يونيه ترتب عليه ليس فقط أخطاء عسكرية بديهية، ثم لحق بها أخطاء أخرى استراتيجية، حيث أبلغنى أحد أعضاء وفدنا فى هيئة الأمم بنيويورك أن «جولد برج» المندوب الأمريكى عرض قبول مصر وقف إطلاق النار مقابل وعد أمريكى بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه والضغط على إسرائيل لتعود إلى حدودها قبل القتال لكن لم يتلق رداً من مصر.



أيضا سامى شرف سكرتير الرئيس عبدالناصر للمعلومات يملك النسخة الوحيدة للشريط المسجل عليه لقاء عبدالناصر بالطيارين فى أبوصوير قبل النكسة بعد أن تم إعدام شريطين آخرين للقاء بأمر عبدالناصر وقد حاولت إحدى الفضائيات شراء الشريط من شرف مقابل مليون دولار إلا أنه رفض تماما وقال إنه لا يملك هذا الشريط وليس له وجود وأنه تم إعدامه مع الشريطين الآخرين، بناء على هذا نتساءل:



متى يتاح للأجيال الجديدة التعرف على حقيقة ما جرى ومن هو المسئول عن هذه النكسة أمام التاريخ؟



طرحت السؤال على عدد من المؤرخين والمختصين منهم الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ المعاصر والذى فجر مفاجأة حيث رأى أن أحداث وأسرار تلك الهزيمة لن يتم حسمها سوى بعد ربع قرن والسبب يرجع إلى أن الأرشيف البريطانى الذى يسمح بالإفراج عن الوثائق بعد مرور 25 عاماً على وقوعها قرر أن يمد هذه الفترة إلى 75 عاماً بالنسبة لجميع الوثائق التى ترتبط بهزيمة يونيه 1967 بالذات.



الدكتور الدسوقى يرى أن القرار البريطانى يرجع إلى أن الإفراج عن وثائق 67 يفضح أدوار العديد من الأطراف خاصة بريطانيا والولايات المتحدة باعتبارهما حلفاء رئيسيين لإسرائيل ومن ثم تتضرر مصالحهما فى العالم العربى بسبب تواطؤهما مع المحتل الإسرائيلى على حساب الحقوق العربية.



ويدعو الدكتور عاصم الدسوقى الجهات الرسمية فى مصر إلى ضرورة تنفيذ القانون والإفراج عن وثائق تلك المرحلة بعد مرور 25 عاماً على وقوعها حتى يتسنى للرأى العام والأجيال الجديدة التعرف على تفاصيل ما جرى فى تلك الحقبة التاريخية المهمة وتجنب الوقوع فى نفس الأخطاء مرة أخرى.



المؤرخ والأكاديمى الدكتور قاسم عبده قاسم أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق يتفق مع الدكتور الدسوقى فى أن هناك «قرصنة» على المعرفة كان يرتكبها النظام السابق وأن عدم السماح للباحثين والمؤرخين بالاطلاع على وثائق 67 يندرج ضمن مخطط لعدم تنوير الرأى العام وتركه فريسة لحرب المذكرات التى عادة لا تقدم الحقيقة بقدر ما يسعى أصحابها إلى الدفاع عن أنفسهم وتبرئة ذمتهم.



فيما يتعلق بكتابة تاريخ تلك الفترة يرى الدكتور قاسم عبده قاسم أنه من الصعب إدانة شخص بعينه فى النكسة لأن الظروف والتوازنات الدولية كانت تياراً جارفاً وأقوى من أى شخص، حيث كان نظام الرئيس عبد الناصر يؤسس لمشروع قومى عروبى فى المنطقة.. هذا المشروع رأت إسرائيل والولايات المتحدة أنه يضر بمصالحهما فكان لزاماً عليهما تدميره وإحباطه وساهمت فى ذلك الرجعية العربية التى بالمصادفة تسعى حالياً إلى إفشال ثورة 25 يناير المصرية لحرمان مصر من النهوض وقيادة المنطقة من جديد.



أما الدكتور محمد الجوادى الباحث المتخصص فى رصد مذكرات قادة 67 فيرى أنه يصعب حسم وتحديد المخطئين فى حق أوطانهم خلال تلك الأحداث ويتبنى خمس نظريات حول تقييم أداء قادة تلك الفترة: النظرية الأولى يسوقها أنصار الرئيس عبدالناصر وتقوم على أن المشير عبدالحكيم عامر لم يكن مستعداً لخوض الحرب وضلل الرئيس عبدالناصر الذى بنى رؤيته وقراراته على معلومات غير دقيقة.



الثانية يسوقها أنصار المشير عامر وتقوم على أساس أن القوات المصرية كانت مستعدة للقيام بالضربة الأولى وكانت لدينا الخطط والتدريبات التى تضمن نجاحها بنسبة كبيرة لكن إصرار ناصر على تحمل الضربة الأولى هو الذى كلفنا كل هذه الخسائر.



الثالثة يشارك فيها الفريق سعد الشاذلى والرئيس أنور السادات وتقوم على أساس أنه كان بإمكان القوات المصرية تلقى الضربة الأولى مع عمل تكتيكات وخطط حربية يمكن أن تحقق التوازن فى القوة مع العدو.



الرابعة يروج لها الاشتراكيون المصريون وهى أن مصر كان لديها مشروع تنموى ونهضوى ضخم، هذا المشروع كان لا يصب فى مصلحة إسرائيل والقوى الغربية فكان لابد من هزيمة وكسر شوكة عبدالناصر ومن ثم إفشال مشروعه والقضاء عليه.



النظرية الخامسة والأخيرة يتبناها ويسوقها الأمريكان وهى تقوم على فكرة البحث عن المستفيد من هزيمة مصر وانكسار عبدالناصر ووفقاً لهذه النظرية نجد أن الاتحاد السوفيتى هو المستفيد الأول من نتائج 1967 فقد كان يحلم بالتواجد بقواته فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط ولم يكن يمكن أن يحقق ذلك سوى بهزيمة وانكسار ناصر ومشروعه أمام إسرائيل.



ويطرح الدكتور الجوادى فكرة توزيع نسب لكل نظرية سابقة حيث يرى هو شخصياً أن يمنح النظرية التى تحمل المسئولية للمشير عامر 5% أما من يحمل ناصر المسئولية 35% ونظرية السادات والشاذلى 10% ورؤية الإشتراكيين 5% وأخيراً يرى أن 45% هى النسبة الأقرب إلى الصواب لأن الروس أرادوا بالفعل القضاء على مصر وإضعاف عبدالناصر فتآمروا وروجوا لحكاية العدوان الإسرائيلى على الأراضى السورية والتى تبين عدم صدقها، وكذلك رفضوا تقديم الدعم وترددوا كثيراً فى توصيل المساعدات العاجلة التى وعدوا بها كما حدث فى لقاء المشير بالسفير الروسى ليلة الهزيمة.

الأحد، 11 أغسطس 2013

شمس بدران يخترق المحظور ويكشف عن الحياة الجنسية لعبدالناصر وقادة ثورة يوليو




في مدينة صغيرة جنوب انكلترا يعيش وزير الحربية المصري الأسبق العقيد شمس بدران، الذي حمل ذات ليلة من العام 1975 حقيبة صغيرة تضم أغراضه الشخصية متوجهاً الى مطار القاهرة ليعبر نقاط التفتيش بجواز سفر ديبلوماسي ليستقر في مدينة انكليزية منذ هذا التاريخ.
وعلى امتداد فترة اقامته في المهجر لم يفكر شمس بدران في كتابة مذكراته، خاصة وأنه كان أحد من اتهمتهم وثائق «محكمة الثورة» ومعه 55 آخرون بالمسؤولية عن نكسة 1967 بصفته وزيراً للحربية في هذا الوقت، ومحاولة قلب نظام الحكم في الدولة باستخدام القوة العسكرية.
شمس بدران أثناء محاكمته بعد «النكسة»


وفجأة وبعد طول صمت بدأ الحديث يدور عن أن بدران يكتب مذكراته، وأن مؤسسة الأهرام القاهرية، هي من شجعته على نشرها. وتردد بقوة أن بدران قال في مذكراته التي لم تر النور بعد، ويبدو أنها ستتأخر في خروجها للنور: أن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر كان يثار جنسياً بمشاهدة بعض الأفلام «الخاصة» للفنانة الراحلة سعاد حسني، وأن تلك الأفلام كانت، وحسب تعبير بدران، بمثابة الفياجرا في ذلك الوقت.


ما قيل وما تسرب عن فحوى المذكرات أثار غضباً من الناس ومن أسرته ومن قيادات الحزب الناصري عبر عنه نائب رئيس الحزب أحمد الجمال في مقاله بجريدة «العربي» الناصرية، وأشار الى حصول رئيس مجلس ادارة «الأهرام» الدكتور عبدالمنعم سعيد على مذكرات شمس بدران، ومحاولة نشرها مسلسلة في «الأهرام».


لكن جهات سيادية، حسب الجمال، رفضت النشر، وهو ما جعله يفكر في اذاعة المذكرات عبر فضائية «أون. تي. في» التي يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس.
الجمال، وعبر مقالات عدة، قام بحملة استباقية لمنع نشر المذكرات، ووصف ساويرس بأنه أحد أعداء عبدالناصر، الذين لا يخفون عداءهم لثورة يوليو ورفضهم لمنهجها وانكارهم جميع انجازاتها.
أحمد الجمال


صحيفة «العربي الناصري» قالت ان وكالة «الأهرام» للاعلان تعاقدت مع شمس بدران لنشر مذكراته مقابل «170» ألف دولار أميركي (نحو مليون جنيه مصري) ونقلت عن الصحافي يسري فودة قوله: ان مذكرات بدران لن تكون سياسية أو عسكرية فقط، بل ستشمل الأسرار الشخصية التي يدعي أنه يعرفها عن الرئيس جمال عبد الناصر واللواء عبد المنعم رياض ووزير الدفاع السابق محمد فوزي.


الكاتب المصري يسري فودة ربما يكون أول من نبه الى تلك المذكرات وحصول «الأهرام» عليها، مفصحاً أنه ستشمل بالاضافة الى المذكرات الأسرار الجنسية لعبد الناصر، العلاقات الخاصة للرموز العسكرية المصرية في القرن العشرين.
فودة والذي كان من المفترض أن تردد أن يتولى تسجيل المذكرات على حلقات تلفزيونية مع بدران قبل أن تمنع الظروف ذلك، قال: غادر شمس بدران مصر كي يبدأ حياة جديدة في جنوب انكلترا في اطار صفقة أحد بنودها كما يبدو ألا يتكلم. واليوم بعد أربعين عاماً من الصمت، يقرر بدران أن يتكلم للمرة الاولى، لكنه حين يفعل فانه يتناول الحياة الجنسية لجمال عبدالناصر.
ويواصل فودة قائلاً في مقاله: «وبينما نوجه تهنئة لوكالة «الأهرام» على هذا السبق الصحافي الذي تم توثيقه كما نعلم الآن في «36» ساعة مسجلة على شرائط، فاننا لا نستطيع في الوقت نفسه، مقاومة احساس بالاستغراب من السماح لرجل كان على خلاف مع رجل آخر هو الآن في ذمة الله، بالحديث عنه بما يمس عرضه وشرفه دون سند موثق».
يسري فودة


يسري فودة في مقال لم يذكر شيئاً عن اتفاقه السابق مع «الأهرام» بالاشراف على تسجيل الحلقات مع بدران، لكن أطرافاً أخرى هي من أفصحت عن ذلك، فقد اتصل مدير عام مؤسسة «الأهرام» طه عبدالعليم، وطلب منه أن يقوم بالتسجيل مع شمس بدران في بريطانيا في مشروع تموله وكالة «الأهرام» للاعلان تقوم بتسويقه بعد ذلك للقنوات الفضائية. غير أن الاتفاق لم يمض الى نهايته لأن يسري لم يكن عملياً فيما طلبه من «الأهرام»، فقد طلب فريق بحث ليقوم بعمل بحث دقيق وعميق ووثائقي قبل أن يقوم بالتسجيل، واضافة الى ذلك فقد طلب أن يكون هناك اتفاق مع ادارة القناة الفضائية «اون. تي. في» للعمل مع «الأهرام»، لأنه لا يزال على ذمة القناة بحكم عقد عمل بينهما لمدة عامين.
ولكن مع رواج الخبر في أوساط اعلامية وسياسية في مصر كان على «الأهرام» حسب ما نشر في جريدة «العربي الناصري» أن تنجز مهمتها بسرعة خاصة أن شمس بدران من مواليد العام 1929، أي أن عمره الآن «81» عاما، ويبدو أن حالته الصحية لم تكن مطمئنة، وهو ما جعل «الأهرام» ترسل على وجه السرعة فريقاً الى لندن لتسجيل مذكرات شمس بدران، وتمت المهمة وأصبح لديها ما مدته 36 ساعة من الأسرار!
وبعد الاعلان عن امتلاك «الأهرام» لتلك المذكرات، وتسرب بعض ما تتضمنه قيل انها ستنشر على «أون. تي. في» وهو ما استدعى نفياً سريعاً من مالك القناة رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي أكد على أن قناته وجميع العاملين فيها يحترمون جميع زعماء مصر السابقين أياً كان تاريخهم، وذلك باعتبارهم رموز مصر، وأن قناته لا تهتم بالجوانب السلبية. مؤكداً في هذا السياق على احترامه الشديد للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأن ما أشيع من نشر المذكرات عبر الفضائية التي يمتلكها لا يمكن الموافقة عليه، حيث من المفروض وضع عبدالناصر في المكانة الصحيحة، وأكد أنه لم يكن مطروحاً اذاعة هذه الحلقات من الأساس على قناته.
نجيب ساويرس


وقال ساويرس: أعتقد أن شمس بدران ومهما قال فلن يكون عنده أكثر مما قاله خصوم عبدالناصر منذ فتح لهم السادات الباب ليتقولوا على الرجل بما لم يكن فيه، لقد أفرج أبناء عبدالحكيم عامر عن بعض الأوراق التي كتبها والدهم، وفيها اشارات الى حياة عبدالناصر الخاصة وجلساته الحريمي، وعلاقاته النسائية، لكن كل ذلك لم يصمد، لأن الافك فيه واضح.
الأزمة في حقيقة الأمر لم تكن لدى ساويرس ولا لدى قناته، فحسب أحمد الجمال فان شمس بدران وهو، رجل الهزيمة، أو كما أطلقت عليه «العربي» لسان حال «الحزب الناصري»... «وجه النكسة الكئيب» سوف يشوه ويضلل ويفتت ويزيد الوطن تقسيماً وتفتيتاً. وحذر الكاتب «الناصري» من هذه الفتنة لأنها لا تخص موضوعاً سياسياً وانما شخصي للغاية وهو، حياة عبدالناصر الجنسية، وهو ما سيدعو الجميع الى أن يقفوا أمام اذاعتها ونشرها، ان لم يكن من باب الوطنية فمن باب الأخلاق.
ومن جهته، حذر رئيس تحرير جريدة «العربي» الكاتب الصحافي عبدالله السناوي مؤسسة «الأهرام» من نشر المذكرات التي تتطرق لحياة الزعماء الجنسية، بمن فيهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأيضاً للرئيس المصري الراحل أنور السادات ورموز عسكرية مثل: عبدالمنعم رياض ومحمود فوزي، واصفاً تلك المذكرات بـ «المشبوهة».
وقال، في مقال نشرته صحيفة «العربي»: هناك بعض الأشخاص يأبون أن ننسى بعض فترات التاريخ الكئيبة التي مررنا بها وأن هؤلاء المزايدين يعتبرون دخول غرف نوم الزعماء نوعاً من أنواع التوثيق للتاريخ وحرية الرأي. وأضاف موجهاً كلامه للدكتور عبد المنعم سعيد: افعل ما شئت في تلك المذكرات وسنرى من سيبقى في منصبه، وأكد أن الساعين لنشر هذه المذكرات يستحقون القتل بمن فيهم شمس بدران. وحذر من رد فعل الشارع المصري والعربي والجيش المصري والمؤسسة الحاكمة على هتك أعراض قادته ورموزه واهانة العسكرية المصرية. وطالب رئيس مجلس ادارة الأهرام الدكتور عبد المنعم سعيد، بتوضيح موقفه من خبر نشر هذه المذكرات والرد على الاتهامات الواضحة الموجهة اليه.
مسؤولون في «الأهرام» أكدوا لـ «الراي» علما بأن قياداته رفضت التعليق.. أو الخوض من جديد في هذا - الملف الشائك على ما أثارته - التي لم تنشر باستهدافها لأسباب سياسية ولأخرى شخصية، وبرروا ذلك بأنه ليس معقولا أن يقول أحدهم ان التسجيلات عبارة عن فضح لحياة عبدالناصر الجنسية، وانها خوض في عرضه، لأن 36 ساعة من التسجيلات تناولت شهادة بدران على الحياة السياسية في مصر، ولم يكن تعرضه لحياة عبدالناصر الا بما اقتضاه السياق الذي صيغت به المذكرات.
ويبدو أن كم المخاطرة والمشاكل وراء تلك المذكرات أكثر مما يمكن أن يتحمله أحد، على الأقل في الوقت الراهن، وما يبدو أن هناك اتجاهاً لطي تلك الصفحة في الوقت الحالي، حتى لو كان الأمر كما يؤكد مسؤولون في «الأهرام» من أن المذكرات مستهدفة، لأسباب سياسية ولأخرى شخصية، فليس معقولاً أن يقول أحدهم ان التسجيلات عبارة عن فضح حياة عبد الناصر الجنسية، وأنها مخصصة للخوض في عرضه، فهذا كلام لا يصدر الا من هواة، لأن 36 ساعة من التسجيلات تناولت شهادة شمس بدران على الحياة السياسية المصرية بشكل عام في ذلك الوقت، ولم يكن تعرضه لحياة عبد الناصر الا بما اقتضاه السياق الذي صيغت به المذكرات. 
هدى عبدالناصر

ومن جانبها، امتنعت ابنة الرئيس الراحل هدى عبدالناصر عن الرد على تساؤلات «الراي» حول هذا الموضوع، قائلة انها لن تتحدث عجمال عبد الناصر، أو عمي الزعيم الران حياة والدها الشخصية، وفي السياق ذاته رفض طلعت السادات التعليق قائلاً: لن أتحدث عمن يريدون تشويه الزعيم حل أنور السادات.

نادر جداً : فيديو يظهر به شمس بدران ونكسة عبدالناصر

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر