الرئيس المصري محمد أنور السادات |
اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات أو حادث المنصة أو عملية الجهاد الكبرى كانت خلال عرض عسكري أقيم في 6 أكتوبرا1981 احتفالاً بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر. نفذ عملية الاغتيال خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص لاحقاً في أبريل 1982.
بدأ العرض العسكري في الساعة 11 وجلس الرئيس السادات وإلى يمينه نائبه محمد حسني مبارك، ثم الوزير العُماني شبيب بن تيمور،مبعوث السلطان قابوس، وإلى يساره المشير عبدالحليم أبو غزالة وزيرالدفاع ثم سيد مرعي، ثم عبدالرحمن بيصار شيخ الأزهر في ذلك الوقت. كان الحاضرون يستمتعون بمشاهدة العرض، خصوصاً طائرات "الفانتوم"، وهي تمارس ألعاباً بهلوانية في السماء، ثم انطلق صوت المذيع الداخلي "الآن تجيئ المدفعية". وتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وحوله عدد من راكبي الدّراجات النارية، وفجأة توقفت إحدى الدّراجات بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ، ونزل قائدها وراح يدفعها أمامه، لكن سرعان ما انزلقت قدَمه، ووقع على الأرض، والدّراجة فوقه فتدخّل جندي كان واقفاً إلى جوار المنصة، وأسعفه بقليل من الماء.
كل هذا حدث أمام الرئيس والجمع المحيط به، وأسهمت تشكيلات الفانتوم وألعابها في صرف نظر الحاضرين واهتمامهم، لذا عندما توقفت سيارة الإسلامبولي، فيما بعد ظُنَّ أنها تعطّلت، كما تعطّلت الدّراجة النارية.في تمام الثانية عشرة وعشرين دقيقة، كانت سيارة الإسلامبولي، وهي تجرّ المدفع الكوري الصنع عيار 130مم، وقد أصبحت أمام المنصة تماماً، وفي لحظات وقف القناص (حسين عباس)، وأطلق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات، بينما صرخ خالد الأسلامبولي بالسائق يأمره بالتوقف، ونزل مسرعاً من السيارة، وألقى قنبلة ثم عاد وأخذ رشاش السائق وطار مسرعاً إلى المنصة. كان السادات قد نهض واقفاً بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ، بينما اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم. وتحت ستار الدخان، وجّه الإسلامبولي دفعة طلقات جديدة إلى صدر السادات، في الوقت الذي ألقى فيه كل من عطا طايل بقنبلة ثانية، لم تصل إلى المنصة، ولم تنفجر، وعبدالحميد بقنبلة ثالثة نسي أن ينزع فتيلها فوصلت إلى الصف الأول ولم تنفجر هي الآخرى. بعدها قفز الثلاثة وهم يصوّبون نيرانهم نحو الرئيس. وكانوا يلتصقون بالمنصة يمطرونه بالرصاص. سقط السادات على وجهه مضرجاً في دمائه، بينما كان سكرتيره الخاص فوزي عبدالحافظ يحاول حمايته برفع كرسي ليقيه وابل الرصاص، فيما كان أقرب ضباط الحرس الجمهوري، عميد يدعى (أحمد سرحان)، يصرخ بهستيريا "إنزل على الأرض يا سيادة الرئيس"، لكن صياحه جاء بعد فوات الأوان. صعد عبدالحميد سلم المنصة من اليسار، وتوجّه إلى حيث ارتمى السادات، ورَكَله بقدَمه، ثم طعنه بالسونكي، وأطلق عليه دفعة جديدة من الطلقات، فيما ارتفع صوت الأسلامبولي يؤكد أنهم لا يقصدون أحداً إلا السادات. بعدها انطلقوا يركضون عشوائياً في اتجاه حي رابعة العدوية، تطاردهم عناصر الأمن المختلفة، وهي تطلق النيران. لم يكن السادات هو الضحية الوحيد للحادث فقد سقط سبعة آخرون هم: اللواء أركان حرب حسن علام، وخلفان ناصر محمد (عُماني الجنسية)، والمهندس سمير حلمي إبراهيم، والأنبا صموئيل، ومحمد يوسف رشوان (المصور الخاص بالرئيس)، وسعيد عبدالرؤوف بكر، وشانج لوي (صيني الجنسية).
الشخصيات الأساسية الضالعة في الاغتيال
خالد الإسلامبولي: المخطط والمنفذ الرئيسي لعملية الاغتيال، ترجل من سيارته أثناء العرض بعد إجبار سائقها - والذي لم يكن مشتركا في العملية - على إيقاف السيارة، ثم اتخذ طريقه بشكل مباشر نحو المنصة وهو يطلق النار بغزاره على الصف الأول مستهدفا السادات، وبالفعل استطاع توجيه رصاصات نافذه إلى صدر السادات بشكل عام وقلبه بشكل خاص وكانت من أسباب وفاته ، أصيب في ساحة العرض وتم القبض عليه ومحاكمته ومن ثم إعدامه رميا بالرصاص بعد ذلك. وهو الذي اختار فكرة الهجوم بشكل مباشر على المنصة من الأمام من خلال عدة بدائل كانت مطروحة آنذاك منها مهاجمة المنصة بواسطة إحدى طائرات العرض العسكري أو مهاجمة استراحة السادات أثناء إقامته فيها.
قبر الجندي المجهول الذي اغتيل السادات أمامه
عبود الزمر: شارك في تخطيط و تنفيذ في عملية الاغتيال وهو الذي اختار فكرة الهجوم بشكل مباشر على المنصة من الأمام من خلال عدة بدائل كانت مطروحة آنذاك منها مهاجمة المنصة بواسطة إحدى طائرات العرض العسكري أو مهاجمة استراحة السادات أثناء إقامته فيها . وصدر عليه حكمان بالسجن في قضيتي اغتيال السادات (25 عاما) وتنظيم الجهاد (15 عاما)وقد قررت المحكمة في 2007 التنحي عن النظر في الاستشكال الذي تقدم به عبود الزمر
حسين عباس: قناص بالقوات المسلحة ، كان ضمن فريق الاغتيال المنفذ للعملية ، وكان يجلس فوق سيارة نقل الجنود التي كانت تقل فريق التنفيذ ، وانتظر حتى حصل على فرصة اقتناص السادات وبالفعل أطلق طلقة واحدة اخترقت رقبة الرئيس الراحل وكانت من الأسباب الرئيسية لوفاته، وبعد قنص السادات ترجل من السيارة وتابع ما حدث لزملائه من خلال تسلله إلى منصة المشاهدين ثم رحل كأي شخص عادى ولم يتم القبض عليه إلا بعد ثلاثة أيام من خلال اعترافات زملاؤه تحت التعذيب .
عطا طايل
عبد الحميد عبد السلام
يتهم عمر عبد الرحمن وهو إمام لمسجد، بأن فتوى له كانت دافعا للاغتيال وتم محاكمته في هذه القضية في مصر وحصل على البراءة.
اللواء فولي: يرصد تفاصيل اغتيال السادات في 44 ثانية
كشف اللواء متقاعد أحمد محمد فولي، ضابط سابق بكلية الشرطة وشاهد عيان علي"حادث المنصة"،الذي اغتال الرئيس الراحل الأسبق محمد أنور السادات، موضحًا أن مدة الاغتيال لا تستغرق أكثر من 44ثانية.
أكد "فولي"- في تصريح خاص لـ"شبكة رصد الإخبارية- تفاصيل اغتيال الزعيم الراحل أنور الساداتخلال العرض العسكري الذي أقيم في 6 أكتوبر 1981 احتفالًا بالانتصار الذي تحققت خلال حرب أكتوبر.
قال: إن لحظة الاغتيال كانت عندما وقفت قاطرة ضخمة من الطراز الروسي تجر من خلفها سيارة أخري تحمل مدفعًا ثقيل الحجم، عيار 130ملي أمام المنصة توهم الحاضرين بأنها تعطلت فجأة بسبب سيرها المتقطع.
واستنكر"اللواء متقاعد" ومعه ضابط شرطة ممدوح عطل السيارة أمام عرض الرئيس، مستشهدًا بتحقيقات العسكرية التي أثبتت أن خالد الإسلامبولي كان يجلس بجانب السائق، وأجبره علي أقافها.
نافيًا علاقة السائق بمنفذي عملية الاغتيال "عطا" و"حسين" و"عبد الحميد"، قائلًا: إن الثلاثة كانوا يقفون وأمامهم المدفع الآلي في التشكيل مروري منظم لاستكمال العرض.
واستدرج في حديثه، قام "الإسلامبولي" بجذب فرامل يد السيارة عنوة، في محاولة أخرى من السائق لإعادتها للسير مرة أخرى، مما نتج عنه تقطع في سيرها، فصوب سلاحه الرشاش عليه فتح السائق الباب وفر هاربًا.
وأضاف"فولي" أن أنور السادات وقف وخلفه كبير اليوران"حسن علام"، ليخرج "الإسلامبولي" من صدره قنابل يدوية ألقاها علي الحاضرين مما تسبب في إحداث عدة إصابات .
مشيرًا إلي تزامن ذلك مع قيام منفذي عملية الاغتيال بتصويب المدفع الذي أخرج وابل من الرصاص تجاه الرئيس وكان الجو ضبابي غير موضح الرؤية بسبب كثرة الرصاص المنتشر في الهواء.
وأكمل حديثه بقوله: إن "الإسلامبولي" أخذ الرشاش البورسعيدي وقام بتصويبه تجاه الرئيس الراحل لتخرج أحد الرصاصات تجاه قطعة رخامة موجودة أمام السادات وخرجت الطلقة الخارقة لتدخل جسده من الجانب الأيسر لتهتك الأوردة والشرايين التي تصل إلى القلب، وأسفر عنه نزيف شديد توفي الرئيس على إثره في الحال.
وأوضح مقاطع الفيديو المصور لعمليةاغتيالالرئيس المصري الأسبق "أنور السادات"أن الجريمة تم التخطيط لها مسبقًا وبعناية كبيرة.
فلنبدأ باليوم فهو تاريخ ارتبط بنصر عظيم صار مناسبة لاتغفلها ذاكرة الشعوب إذ هو حرب السادس من أكتوبر عام 1973.
أما الحدث: فهو مثار جدل الآن وتفاصيل. آراء. اجتهادات قضايا. ومحاكم
بينما المكان فهو المنصة التى شهدت العرض العسكرى الذى طوى به القدر مرحلة ليبدأ مرحلة جديدة صارت قديمة الآن.
لكن الاسم: فعلينا ان نتوقف امامه كثيرا لنفتح ذاكرته ونقرأ اسرارا ونرصد مشاهد وصفها لنا منذ ان كان ضابطا بشرطة رئاسة الجمهورية برتبة «المقدم». هو الآن لواء احمد فولى الذى شاهد لحظات اغتيال الرئيس السادات منذ البداية وحتى غرفة التشريح داخل مستشفى القوات المسلحة بالمعادي.
كتابة التاريخ مهمة ثقيلة. وسرد الحقائق امانة. وتزييف الواقع خيانة وتضليل، وما بينهما توقف معنا اللواء احمد فولى عند حادث المنصة ليعود بذاكرته إلى عام 1981 ليقول «عشت لأروى» ما شهدته وعشته وسجلته وكنت مشاركا فيه.
مشاهد عديدة وتفاصيل مثيرة ابطالها بعضهم لايزال على قيد الحياة وبعضهم وافته المنية فى حينها بينما البعض الآخر التزم الصمت حتى الآن لكن دعونا نعد عرضها على الورق بلسان احد شهودها المقدم احمد فولى وعلى مسئوليته كاملة.
- النهـاية:
هنا داخل مستشفى القوات المسلحة بالمعادى يخرج كبير الجراحين الى غرفة الانتظار المجاورة الى غرفة العمليات، حيث يوجد الرئيس السادات. تسأله السيدة جيهان السادات. إيه الاخبار يا دكتور. لم يستطع كبير الجراحين ان يتمالك اعصابه وانفجر فى بكاء عميق. لتردد السيدة جيهان وهى تضرب بكفيها: الريس خلاص. انا فهمت. انا فهمت. وتبدأ ملامح جديدة لمرحلة حكم جديدة فى مصر بشكل عام وداخل اسرة الرئيس السادات بشكل خاص.
- المشهد الأول:
يتوجه المقدم احمد فولى فى صباح ذلك اليوم ضمن قوات خدمة تأمين وحراسة المنصة يوم العرض العسكرى يقف يسار الصف الأول على السلالم المؤدية الى ارض العرض وبجواره احد ضباط الحرس الجمهورى يدعى المقدم ممدوح رياض، ويبدأ العرض. الطيران يمر امام المنصة فى لحظة مرور التشكيل الخاص بالمدافع (131 م) وهو مدفع ثقيل وكبير الحجم. فجأة تأتى سيارة لورى من سيارات العرض. تسير لحظات وتتوقف لحظات اخري. يهمس الفولى فى اذن زميله ممدوح رياض قائلا: «هى حبكت السيارة دى متعطلش غير امام المنصة». لم يصل الاثنان الى تفسير بينما بعد ذلك اثبتت التحقيقات ان الذى كان يجلس بجوار سائقها هو خالد الاسلامبولى الذى كان يجبر السائق على التوقف وعندما كان يرفض السائق يلجأ الاسلامبولى الى رفع فرامل اليد. لينزلها السائق ثم يعود الاسلامبولى ليرفعها مرة اخرى وهكذا استمر المشهد لدقائق. بينما كان يجلس فى صندوق السيارة كل من عطا طايل وحسين عباس وعبدالحميد عبدالسلام مسلحين.
- المشهد الثاني:
يهبط خالد الاسلامبولى من السيارة. ويفر نحو السائق خائفا بينما يتوجه خالد باتجاه المنصة للمكان الذى كان يجلس فيه الرئيس السادات ومرافقوه. لايمسك خالد اية اسلحة فى يديه اثناء تلك اللحظة. بل كان فقط يصرخ باصوات غير مفهومة. ويشيح بيديه. فى هذه اللحظة يقف الرئيس السادات متسائلا: فيه إيه يا ولد؟ فيه إيه يا ولد؟! يظهر فى الكادر من الخلف اللواء حسن علام كبير الياوران. «لانه عادة فى البروتوكول عندما يقف الرئيس يلاحقه فى الوقفة كبير الياوران». «السادات يعتقد أن الإسلامبولى صاحب مظلمة لا أكثر» فجأة يخرج خالد الاسلامبولى من داخل ملابسه قنبلتين يدويتين ويقوم بالقائهما باتجاه المنصة. تتفجر القنبلتان. الناس فى ذهول. حالة هرج ومرج. ينتبه الحضور بعد الانفجار. بينما يرجع خالد الى الخلف باتجاه كابينة السيارة التى كان يجلس بها. لكن فى نفس التوقيت يبدأ الثلاثة عطا طايل وحسين عباس وعبدالحميد عبدالسلام باطلاق رصاص البنادق الآلية فى اتجاه المنصة. ويعود خالد فى نفس اللحظة بعد ان احضر رشاشا من كابينة السيارة ليواصل اطلاق النيران. ويقف الاربعة فى اتجاه المنصة التى كانت تبعد عنهم نحو 30 مترا. وبسرعة شديدة يتوجه خالد الى منتصف المنصة ويتوجه عبدالحميد عبدالسلام الى السلم من ناحية اليمين، حيث يقف المقدم احمد فولى برفقة المقدم ممدوح رياض من الحرس الجمهوري، محاولا الوصول الى مكان جلوس الرئيس السادات من داخل المنصة لكن لم يستطع الوصول إذ إن المقدم عصام شحاتة من امن الرئاسة يجلس بجوار سليم رزق الله مترجم الرئيس وسرعان ما يعاجل عبدالحميد عبدالسلام برصاصة تسكن بطنه يأخذها وينسحب.
- المشهد الثالث:
الحرس الجمهورى يلقى القبض على الثلاثة احياء عطا وعبدالحميد وخالد بعد ان هرب حسين اثر نفاذ ذخيرته ويتحرك المقدم فولى من مكانه بسرعة للاشتراك فى إخلاء الرئيس من مكانه. لا يرى شيئا. الدخول أو الوصول ليس سهلا. كومة كراسى ومقاعد تراكمت. يقفز المقدم الفولى مستخدما الكرسى الشهير الذى كان خاليا وموضوعا أمام المنصة أسفل مكان جلوس الرئيس من ناحية الشارع وهذا الكرسى يثير تساؤلات عديدة حول فكرة تركه خاليا أسفل المنصة.
يستطيع المقدم الفولى دخول المنصة لكنه لا يجد الرئيس بينما يجد النائب محمد حسنى مبارك وممدوح سالم وهما يحاولان القفز. ويقفز الفولى ويتخطى المصابين والقتلى والكراسى الملقاة عليهم إذا به يسمع صوت ضابط يناديه: «الحقنى يا أحمد يا فولي. الحقنى يا أحمد يا فولي. الريس معايا». الرئيس ينزف الدماء. الضابط الذى ينادى الفولى هو المقدم محمد حمص من الحرس الجمهورى يمسك بالرئيس من منطقة الوسط. يشاركه الفولى فى الإمساك بالرئيس من قدميه من الجزء الأسفل ويبدأ حمص فى الأمساك بالرئيس من الجزء الأعلي. بعد خطوتين أو ثلاث يسقط منهما الرئيس فوق الأرض. يستبدل الاثنان أماكنهما ويمسك الفولى بالرئيس من النصف الأعلى حيث منطقة الصدر واضعا رأسه على ساعده الأيسر ويده اليمنى تحتضن الرئيس حتى ظهره، بينما حمص يمسك بالجزء الأسفل ويتوجه به الاثنان مسرعين الى الطائرة والنزيف يزداد بكثافة من فم الرئيس. الطائرة «الجازيل» تقلع به الى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، برفقة ضباط من الحراسة الخاصة.
- المشهد الرابع:
لم يتوقع أحد أنها محاولة اغتيال وتنتهى، بل يعتقد البعض للحظات ومنهم المقدم الفولى أنها عملية انقلاب عسكري. ويقرر أن يعود لإخلاء حرم الرئيس السادات السيدة جيهان حيث كانت تجلس فى شرفة الدور الأول لمشاهدة العرض بصحبة سوزان مبارك وفايدة كامل.
تسأل السيدة جيهان: الرئيس ماله يا فولي؟!
الفولى يرد: الريس بخير.
تواصل السيدة جيهان: ازاى بخير. أنا شيفاك من الشرفة وبدلتك غرقانه دم.
الفولى يحاول تهدئتها: هو بخير. بس متعور فى إيده. وان شاء الله هيكون كويس.
السيدة جيهان لم يهدأ لها بال حتى تذهب الى مستشفى المعادى لتعرف الحقيقة. وبالفعل تذهب برفقة الحراسة لتجد الرئيس فى غرفة العمليات. بينما هى تجلس فى الغرفة المجاورة. غرفة الانتظار.
- المشهد الخامس:
يقف المقدم الفولى فى حيرة وارتباك شديدين بينما صوت يناديه: الحقني. الحقني؟! ينظر حوله ليجد العميد وجدى مسعد قائد الحراسة الخاص بالرئيس ملقى على ظهره ومصابا بأعيرة نارية. ينقله الى سيارة الأسعاف. تم يتذكر فجأة ضرورة الذهاب الى مستشفى المعادى ليلحق بالرئيس السادات وأسرته. فإذ به يلتقى بالعقيد محمد عادل فريد من شرطة الرئاسة واللواء مصطفى صادق مدير أمن الرئاسة الذى صار محافظا لبورسعيد. فيما بعد. لم يجدوا سيارة تقلهم وفجأة وقعت عين أحدهم على سيارة مرسيدس سوداء يقف بجوارها السائق. يطلبون منه التوجه الى المستشفى فيقول لهم: لأ. أنا مقدرش أترك مكاني. أنا فى انتظار سيادة الوزير محمد أحمد لم يتردد الفولى فى تهديده وإجباره على الذهاب السائق يسمع الكلام ويركبون معه ويسيرون فى عكس الاتجاه الذى كانت تسير فيه سيارات العرض العسكري. وبينما كانت السيارة تسارع الأرض. يجدون فجأة الطريق مغلقا بسبب سيارة لورى تسد الطريق بعطل بها يتركون السيارة المرسيدس السوداء. ثم يشهرون السلاح فى وجه سائق آخر بعد أن يعبروا الطريق المغلق. هنا لا يستطع أحد معارضتهم فهؤلاء يرتدون الزى العسكرى ويمسكون فى أيديهم الأسلحة. تتوقف سيارة لتنقلهم الى مستشفى المعادي. يدخلون حيث غرفة العمليات وبداخلها الرئيس. السيدة جيهان السادات وبناتها الثلاث لبنى ونهى، وجيهان الصغرى يجلسن معها فى غرفة الانتظار. حالة من الحزن والوجوم تعتصر الحضور من هول المشهد. المقدم الفولى يدخل فى حالة انهيار وهبوط حاد بينما تظهر ملامح القوة والتماسك على وجه السيدة جيهان التى تنادى ابنتها «لبنى»: (اعملى ميه بسكر للفولى بسرعة) وبينما يحاول الفولى أن يلملم نفسه ويلتقط أنفاسه يخرج من غرفة العمليات كبير الجراحين فتنتفض السيدة جيهان وتسأله «ها. يا دكتور. هل إحنا محتاجين استدعاء جراحين من الخارج» فرد كبير الجراحين: «لأ. أطباؤنا شغالين. ثم راح فى بكاء عميق». السيدة جيهان تهز رأسها وتضرب كفيها لتقول: الريس خلاص. أنا كده فهمت» ثم تنادي: يا فولى نادى لى سيادة النائب». يخرج الفولى من غرفة الانتظار ليجد النائب محمد حسنى مبارك ومعه ممدوح سالم والنبوى إسماعيل يحاول الفولى الاقتراب منهم. ليجد النبوى إسماعيل يقول لمبارك: «أنا مش قلت بلاش العرض يا فندم. مش قلت بلاش العرض يا فندم». يقترب الفولى أكثر ليخبر سيادة النائب بأن يذهب الى السيدة جيهان السادات. لتقول له: سيادة الريس. مصر أمانة فى أيديكم لحظات من الصمت. عدم القدرة على الكلام. لحظة فارقة ومشهد فاصل. يعود مبارك ومن معه الى مجلس الوزراء بينما تنادى السيدة جيهان بناتها وحراستها (تعالوا نودع الريس). (هنا حسب رواية الفولى حول تصرفات السيدة جيهان السادات فهى امرأة قوية. متماسكة. تقوى على الوصف). تعود السيدة جيهان وحراسها وبناتها الى المنزل ويظل الفولى وزميله المقدم عصام شحاتة داخل المستشفى بجوار جثمان الرئيس. فجأة يعلم الاثنان بوجود المتهمين الثلاثة بعد القبض عليهم مصابين وهم خالد الأسلامبولي، وعبدالحميد عبدالسلام وعطا طايل داخل نفس المستشفى فيذهبان اليهم. فيجدان ضباطا من القوات المسلحة يستجوبون المتهمين داخل غرفتهم. بينما عطا طايل فى حالة انهيار يحاول الانتحار بكسر ترمومتر الحرارة فى فمه، وبينما وقعت عين عبدالحميد عبدالسلام تجاه المقدم عصام شحاتة فإذا به يقول له: إنت اللى ضربتنى بالطلقة فى بطنى لكننى رفضت أموتك. لأننى كنت عايز أوصل للسادات. بعد هذه الجملة يصمت الطرفان ويترك الفولى وشحاتة غرفة المتهمين ويتوجهان لحراسة جثمان الرئيس وينضم اليهما المقدم مدحت الغرباوى والمقدم حسن صدقى والعقيد محمد السباعى من الحرس الجمهورى ليتناوبوا الحراسة.
- المشهد السادس:
يحاول الفولى فى اليوم التالى استلام ملابس الرئيس «الكاب» والجاكت، والملابس الداخلية ونجمة سيناء داخل «باستيلة بلاستيك» يعطيها له كبير الأطباء الشرعين يدعى الدكتور الكيلاني، وفى هذه الاثناء يأتى اليه ضابط أمن بالمستشفى ومعه صور للأشعة المأخوذه للجثمان ويعرضها على د. الكيلانى ويقول له: يا دكتور: عايزينك تذكر فى تقريرك أن المقذوف الصغير الذى ظهر فى الأشعة أعلى الصدر بجوار الترقوة هو عبارة عن طلقة طبنجة. يرد د. الكيلاني: «يا ابنى أنا عمرى فوق السبعين سنة. وكبير الأطباء الشرعين. وده الرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية. يعنى مقدرش أقول حاجة بناء على صورة أشعة. أنا لازم أفتح. وأشوف وبعدين أكتب. غير كده لأ». ينزعج الفولى لكلام ضابط أمن المستشفى ويسأله: تقصد أيه بطلقة الطبنجة؟! ثم إن المتهمين لم يكن بحوزتهم طبنجات؟! ولا حضرتك تقصد أن الحراسة هى اللى قتلته؟! يرد ضابط الأمن: لأ المقذوف صغير وليس مقذوف بندقية آلية؟! ثم ينهى الفولى الحديث، ويأخد الملابس ويتوجه الى منزل الرئيس بالجيزة لتوصيل الملابس، وبينما يجلس الفولى فى غرفة السكرتارية. يحدث أمامه اتصال بين الدكتور فؤاد محيى الدين والسيدة جيهان السادات. ترد السيدة جيهان على التليفون: ألو يا دكتور فؤاد.
أيوه يا هانم فى حاجة مهمة لازم تتعمل بخصوص جثمان سيادة الرئيس.
السيدة جيهان: إيه يا دكتور؟!
د. فؤاد: لازم يتم تشريح الجثة.
السيدة جيهان: لأ. هيبقى صعب علينا جدا.
د. فؤاد: التشريح يا فندم لصالح التحقيقات.
السيدة جيهان: اذا كان كده. أنا موافقة يا دكتور. أنا أروح على المستشفى حالا. تنتهى المكالمة. ويطلب العميد الجوهرى أحد ضباط الحراسة من الفولى سرعة العودة الى المستشفى مؤكدا له أن الأستاذ جمال السادات عاد من أمريكا وسوف يتجه بصحبة الهانم الى المستشفى لحضور تشريح الجثة. يذهب الفولى مسرعا الى المستشفى ويبلغونه عبر اللاسلكى أثناء طريقه بمنطقة الملك الصالح بأن السيدة جيهان وجمال السادات فى طريق المستشفى، وداخل المستشفى يلتقى الفولى بأفراد الأسرة. ويذهبون الى اللواء كريم مدير المستشفى ويبلغونه بأنهم سوف يحضرون التشريح. وإذ به يرفض رفضا باتا. يغضب جمال السادات. ولم يكن أمامه بد من محاولة الاتصال بالنائب محمد حسنى مبارك ويقوم ضابط الحراسة بهذه المهمة ويتحدث الطرفان. جمال السادات ومبارك ويتم حوار بينهما نصه كما يلي:
جمال السادات: لو سمحت يا سيادة الريس «قيل إنها المرة الأولى التى قيل فيها لمبارك يا سيادة الرئيس: أول وأخر طلب أطلبه من حضرتك. أنا وأمى عايزين نحضر تشريح جثة والدي. واللواء كريم رافض واثناء المكالمة يردد جمال السادات: لأ. حضرتك متتعبش نفسك. إحنا هناك ومعنا الزملاء الضباط ثم يقوم الابن جمال السادات بإعطاء السماعة للواء طبيب كريم الذى يظل يردد:
(حاضر يا فندم. حاضر يا فندم. حاضر يا فندم) تنتهى المكالمة. وتسأل السيدة جيهان. فين مكان المشرحة يا فولي؟! يشرح لها الفولى وفور دخولهم باب غرفة التشريح. تشترط السيدة جيهان السادات عدم دخول أى شخص غير المقدم الفولى وابنها جمال. بينما يهمس الفولى فى أذنها ليستأذنها بدخول زميله عصام شحاتة من أمن الرئاسة فتوافق، ويتم إخراج جثمان الرئيس من الثلاجة للتشريح.
- المشهد السابع:
الطبيب يُخرج المقذوف محل الخلاف. لتأخذه السيدة جيهان وتسأل: ده أيه يا فولي؟!
يرد الفولي: ده يا فندم لب الرصاصة الحارقة الخارقة فبعد أن ارتطمت بالرخامة التى كانت أمام الريس غيرت اتجاهها وجاءت من أسفل الى أعلى مخترقة الجانب الأيسر للرئيس من صدره فى الاتجاه الأعلى حتى سكنت بجوار «الترقوة» بالكتف اليمنى.
تواصل السيدة جيهان سؤالها: يعنى الرصاص ده زى اللى استخدموه الولاد؟!
يرد الفولي: أيوه يا أفندم هذا هو اللب الداخلى للبنادق الخارقة الحارقة.
السيدة جيهان السادات: أنا كده استريحت.
«يا ابنى أنا عمرى فوق السبعين سنة. وكبير الأطباء الشرعيين. وده الرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية. يعنى مقدرش أقول حاجة بناء على صورة أشعة. أنا لازم أفتح. وأشوف وبعدين أكتب. غير كده لأ».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.