الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

علاقة دودي الفايد والأميرة ديانا


في الرابع والعشرين من نوفمبر من العام 1995، ظهرت الأميرة ديانا على شاشة تلفزيون B.B.C البريطاني وA.B.C الأمريكي في حوارين طويلين تحدثت فيهما عن علاقتها بزوجها الأمير تشارلز والأسرة المالكة، منذ اليوم الأول وحتى انفصالها عنهم، وعن علاقتها السابقة واللاحقة لزواجها وطلاقها وعشقها لدودي الفايد، حيث قالت: «كان يوم زفافي أسوا أيام حياتي، فلم أكن أريد الارتباط بتشارلز في البداية، لكنني وافقت أمام ضغوطات عائلتي والمقربين مني، فقد كنت حينها (أثناء الخطوبة وقبل الزواج) أسمع بالشائعات التي كانت تقول بوجود علاقة بين الأمير تشارلز وكاميلا باركر، لكنني لم أحاول أن أتأكد حينها، وبعد الزواج فوجئت بحقيقة تلك العلاقة، التي أصر عليها تشارلز، فحاولت الانتحار مرات ومرات وقطعت شرايين رسغي في مرة من المرات، عندما حاول تشارلز إهدائي سوارا كانت ترتديه صديقته كاميلا في يدها، كانوا يريدون مني أميرة أسطورية تأتي وتلمسهم فيتحول كل شيء إلى ذهب وتتلاشى كل مخاوفهم، لكنهم لم يعرفوا إلا قليلا عن هذه الكائنة الإنسانية، التي تصلب نفسها في أعماقها ولا تجيد مثل هذه الأدوار».
وتضيف ديانا قائلة: «لم تكن علاقاتي مع أصدقاء لي تتجاوز الحدود مطلقا، وكل ما نشر مناف للحقيقة وفيه الكثير من الخيال، ف«جيمس هويت» كان مدرب الخيول لدى عائلتي وكنت بطبيعة الحال سأكون قريبة منه، كذلك الأمر بالنسبة إلى«جيمس جيلي»، الذي لم تتجاوز علاقتنا سوى التقبيل فقط، وكان ذلك يرجع إلى شعوري بالسأم والملل رفقة تشارلز، وإذا شعر أحد بالسأم والملل من شخص ما، فمن الصعب أن يسليه بعد ذلك»، «وفي سنوات الزواج الأولى، تضيف ديانا، بذلت كل ما استطعت وحاولت الاهتمام بمظهري كما كانوا يريدون وحاولت فعل كل ما كان يطلب مني لأرضي رغباتهم رغما عني، لكنني لم أستطع الاستمرار في تلك الحياة التي سلبت مني زوجي تشارلز، الذي بقي مصرا ومتمسكا بعلاقته بكاميلا».
وتقول الكاتبة آنا باسترناك، في كتابها الذي حمل عنوان «الأميرة العاشقة»، في وصفها لحالة الإحباط والحالة النفسية التي كانت تمر بها ديانا أثناء زواجها وقبل تعرفها على دودي الفايد: «كانت تشعر بتحفظات شديدة قبل الزواج، خاصة أن كاميلا باركر كانت تشغل أفكار زوجها تشارلز، لكنها لم تكن تعرف عمق تلك العلاقة وافترضت (في سذاجة منها) أن كل شيء سوف يصبح على ما يرام عندما تصبح زوجة الأمير وولي العهد، كانت صغيرة وقليلة الخبرة، وبذلك لم تفهم القوى المعقدة للجاذبية، رغم أنها كانت واثقة من أن جمالها وشبابها وحبها الشديد لزوجها وشخصيتها القوية ستكون بمثابة الأشياء التي ستطرد كاميلا من مخيلة تشارلز إلى الأبد. كانت ديانا تشعر بالاضطراب خلال شهر العسل رفقة تشارلز عندما كانا في رحلة بحرية حول المناطق الهادئة في البحر المتوسط، لم تستطع أن تصدق أو تفهم سبب ابتعاده الجسدي عنها، كانت تشعر بالجوع إلى الإشباع الجنسي والحاجة إلى تحقيق ذاتها كامرأة مكتملة، ونحن نعذرها عن ارتمائها في أحضان الكثيرين من الرجال، الذين كان آخرهم حضن دودي الفايد، الذي رسمت له الجهات الأمنية الخطط لاغتياله رفقة ديانا في حادث النفق الشهير».
وتضيف الكاتبة على لسان ديانا «لم يكن تشارلز يعرف أن كل ما كنت أريده هو العاطفة والشعور بأنني امرأة مكتملة يشعر بجاذبيتها الخشنة، لكن الذين يعيشون في دروب الحياة السرية مكتوب عليهم أن يموتوا على جنباتها، كنت أعشق تشارلز وكنت أرغب في مشاركته بكل شيء، ولا يوجد ما هو أسوا من الشعور بالخيانة في الحب عندما تكون صغيرا وساذجا وعاشقا، لقد حاولت كثيرا لأحافظ على زواجي، ولحظات حياتي الوحيدة والجميلة كانت في مولد ويليام وهاري، لكنني اليوم أحلم بالإخلاص والحب من جديد رفقة دودي الحبيب، فقد أصبح أهم شيء عندي، فانا مثل الباخرة التي خاضت عاصفة رعدية وترغب في السير في بحار هادئة لبعض الوقت، وها أنا ذا أعيش في سعادة جديدة وراحة عارمة في حضن أميري الجديد دودي.
الحلم الذي لم يتحقق
كانت قصة زواج الأميرة ديانا بالأمير تشارلز بعيدة عن الحب والعشق المتبادل، الشيء الذي أضحت معه الخلافات كبيرة أواخر الثمانينات، والتي أدت بدورها إلى انهيار ميثاق الزواج بأكمله، بعد الاتهامات المتبادلة لكل منهما تجاه الآخر أمام وسائل الإعلام العالمية، والتي كشفت من خلالها خيانته العظيمة التي لا تغتفر مع إحدى صديقاته التي تدعى كاميلا باركر، مقررة بذلك الانفصال عنه لمدة أربع سنوات تقريبا، قبل أن يتم الطلاق بشكل رسمي في الثامن والعشرين من غشت عام 1996.
فبعد أن منحت الأميرة ديانا حريتها في عام 1996، تعرفت على شاب عربي وثري في إحدى رحلاتها وتجوالها للتبضع بأسواق لندن، وهو عماد الدين الفايد (دودي)، ابن الملياردير المصري الشهير محمد الفايد، صاحب متاجر هارودز الشهيرة بلندن، والتي أضحت ترافقه في كل رحلاته الخاصة والعامة، لتزداد علاقتها به ويقرر الزواج منها ( لم يتم بسبب اغتيالهما)، بعد مصارحته لوالده بهذا الشأن، ليصطحبها في طائرته الخاصة إلى باريس لشراء خاتم الخطوبة من أشهر محلات الصياغة والمجوهرات.
سارت الأمور بشكل آخر بين العاشقين، خاصة أن ديانا قد عانت الكثير أثناء زواجها الأول (قبل ارتباط ديانا بدودي الفايد كانت قد ارتبطت بتاجر تحف متزوج يدعي أوليفر هور، وبلاعب الريكبي ويل كارلنج، وكريستوفر والي وملك إسبانيا خوان كارلوس وجون كنيدي الابن، وأخيرا جراح القلب الباكستاني حسنات خان، المقيم في لندن، والذي تعرفت عليه خلال زيارة لها لزوج صديقتها المقربة في المستشفى الذي يعمل به) وأضحيا يرسمان معالم جديدة لمستقبلهما، بعد أن شعرت معه بالأمان والطمأنينة والحب الحقيقي المتبادل، وحول ذلك تروي ديانا عن مرحلة انفصالها وتعرفها على دودي الفايد: «كنت يائسة ومدمرة في المراحل الأخيرة من زواجي وقبل انفصالي عن تشارلز، وزاد ذلك عندما علمت وتيقنت من خيانته لي مع كاميلا، فرفض جسمي الأكل وحاولت الانتحار من جديد مرات ومرات كثيرة، لكنني فشلت، وحينها أشارت علي إحدى صديقاتي بأن أطلب الانفصال عن تشارلز، فسارعت في ذلك رغم رفضهم في البداية، لكن إصراري على ذلك منحني حريتي التي جعلتني ألتقي بحبيبي «دودي»، الذي أشعرني بطعم الحياة المليئة بالحب والحنان والتفاهم والاحترام المتبادل، وأحسست معه بأنني ولدت من جديد وكأنني خلقت لهذا الشخص، لقد وجدت في «دودي» الحبيب والصديق المخلص والوفي، وجدت فيه المنقذ الذي أوصلني إلى بر الأمان، بعد أن كنت على وشك الغرق في مستنقع الحياة البائسة الذي خلفه لي زواجي الأول».
الأعزب المرغوب رقم واحد
كان دودي الفايد قد ملّ هو الآخر من علاقاته المتعددة، التي خاض غمارها مع العشرات من فتيات المجتمع البريطاني الراقي، فقد خاض تجربته الأولى مع مشاهير السينما ونجومها أمثال بروك شيلدر، التي تزوجها أندريه أغاسي، الرياضي وبطل لعبة التنس الشهيرة، ثم بجوليا روبرتس ثم أميرة موناكو ستيفاني ثم أتبعها بعلاقة مع جوان هوايلي، النجمة المعروفة وبطلة مسلسل «ملائكة تشارلي» وعارضة الأزياء ماري هيلفين، وآخرها علاقته بالحسناء البريطانية سوزان غريغارد، التي ارتبط بها حتى شهر غشت من عام 1987، قبل أن يطلقها، بعد أن دفع لها مليوني جنيه إسترليني كمؤخر صداق.
يقول الكاتب والمحرر في صفحة «مشاهير» بمجلة «الحوادث» اللبنانية، محمود المراغي، في وصفه لعلاقات دودي الفايد الجنسية: «كان دودي الفايد قد أضحى منتجا سينمائيا يربح الملايين وكانت ثروته الشخصية التي حصل عليها من عدة أفلام ناجحة، التي كان من أهمها فيلم «عربات النار» هي السبب في وقوعه فريسة لهن، حتى كاد أن يطلق عليه لقب الأعزب المرغوب فيه رقم واحد، فهو يمتلك إلى جانب شركته الإنتاجية منزلا ضخما في لوس أنجلوس وآخر لا يقل فخامة عنه فينيويورك وثالثا في لندن ورابعا في باريس، بالإضافة إلى إقامته بجناح خاص بفندق «الريتز»، الذي يملكه والده، بحيث لا يكاد يشاهد إلا برفقة حسناء تدير الرؤوس.
يقول دودي الفايد، في حوار أجرته معه مجلة «باري ماتش»: «لقد أحببت ديانا، لأنني رأيت فيها تلك الصورة الجميلة، التي تظهر جمال شخصيتها إلى جانب جمالها، أحببت فيها المرأة التي تعكس أحاسيس كثيرة، وهو السبب نفسه لحب المصورين لها، لقد أحببت في ديانا طفولتها الصغيرة وأحببت فيها عملها الخيري وحرصها الشديد على القيام به، فهي تعكس شجاعة بدنية وذهنية تتعامل مع مرضى البرص وتذهب من دولة إلى أخرى في حالة حرب تحافظ على قوتها، دون أن تتوقف عن رغبتها التي وضعنا لها سويا برنامجا جديدا ومشروعا يضم مساعدة الفقراء والمحتاجين ومساعدة الناس، الذين يعانون ويلات الحرب ومآسيها عبر الارتباط الفعلي بها إنشاء الله قريبا، حينما تتوفر الظروف المناسبة لذلك، وهذا ما تؤكده ديانا بنفسها، فأنا أشعر بنفسي قريبا جدا من أسرتها وأبنائها، خاصة ويليام، حيث أضحينا نشكل معا عائلة دافئة، فلماذا إذن اخفي كل هذا».
تصريحات قاتلة
كانت تلك التصريحات التي أطلقها دودي الفايد، خاصة فيما تعلق بعزمه على الزواج من ديانا، سببا مباشرا وراء عدم تحقيق هذا الحلم، فقد كانت أنظار الأسرة المالكة البريطانية تنظر إلى مثل هذه العلاقة موضع عدم الترحيب، كونها ستؤثر في سيرة الحكم، حيث سيؤدي ارتباطها به إلى تدنيس شرف العائلة الملكية، وبالتالي كانت تعد العدة للقضاء عليهما مجتمعين، خاصة بعد أن ثارت الأقاويل حول نية الأميرة إعلان إسلامها بعد زيارتها للأماكن المقدسة لدى المسلمين، خاصة الأزهر الشريف في القاهرة ومسجد بادشاهي في باكستان ووضعها الحجاب على رأسها لعدة مرات، لتتحقق أمنية الأسرة الحاكمة البريطانية ويتم اغتيالهما في عملية لم يحدد الطرف المسؤول عنها إلى حد الآن، وما زالت خيوطها متشابكة ومعقدة، في الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة من صباح يوم الأحد الواحد والثلاثين من غشت 1997، ويتم الرحيل على بكاء الملايين، الذين رددّوا كلمات المغني الشهير وصديق ديانا القريب إلتون جون «إلى اللقاء يا وردة انجلترا، فلتكبري إلى الأبد في قلوبنا ويبدو لي أنك عشت حياتك، إلى اللقاء يا شمعة في مهب الريح لا تذوب وإن هطل المطر أو قررت السماء أن تستريح، إلى اللقاء يا وردة إنجلترا من بلد دون روحك ضاع وفقد الحنان»، وليقف محمد الفايد (والد دودي) وكل العرب يغنون للأمير، الذي رحل قبل أن ينجب ولدا يسميه محمد، يرددون كلمات قصيده أخرى لنزار قباني ويقرأ فنجانه المقلوب، الذي جاء بما لا تشتهيه سفنه وسفن ابنه الراحل: «جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب قالت يا ولدي لا تحزن فالحب (الموت) عليك هو المكتوب يا ولدي...».
لكن هل انتصر محمد الفايد على بريطانيا العظمى عندما أقام قصرا ضخما في قلب عاصمتها الشهيرة لندن؟ وهل انتصر حينما وضع في قلب قلعته صورة ضخمة للأمير دودي والأميرة ديانا وأحاطها بالورود والشموع وبكلمة تقول: وداعا أيها الأمير الشرقي الأسمر القادم من أرض النيل، وداعا أيتها الأميرة الساحرة ستبقون كالنجوم المضيئة في عتمة الليل؟ يبقى السؤال مطروحا ما دام الطرح قائما حول حقيقة الاغتيال.
كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر