الاثنين، 5 أغسطس 2013

نور الشريف: الفن حاليا لا يعبر عن الواقع السياسي والاجتماعي في مصر




نور الشريف


لندن : مصطفى الدسوقي 
نظم المركز الثقافي المصري مساء أول من أمس، ندوة فكرية للفنان نور الشريف بعنوان «القوة الناعمة للسينما المصرية» أدارت الندوة الدكتورة نادية الخولي المستشار الثقافي المصري بحضور السفير المصري أشرف الخولي والسيدة حرمه، وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية في لندن وثلة من أبناء الجالية المصرية وذلك بقاعة «معهد التعليم» في جامعة لندن.

وقد بدأت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية للدكتورة نادية الخولي بالفنان نور الشريف وزوجته الفنانة بوسي التي حضرت معه، وشقيقتها الفنانة نورا والنجمة الشابة مي نور الشريف.

وبدأ نور الشريف ندوته بالحديث عن الشاعر والكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير الذي يصنف كأعظم كاتب مسرحي على مستوى العالم وأوضح الفنان الكبير نور الشريف بأن سر زياراته المتكررة إلى بريطانيا يرجع إلى عشقه لمواطنها عبقري الأدب العالمي شكسبير وأعماله الخالدة، التي أحدثت نقطة فارقة في تاريخ الدراما العالمية.

وعقد الفنان نور الشريف من خلال محاضرته القيمة مقارنة بين الفن في عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والفن في السنوات العشر الأخيرة، ووصف الأغاني الوطنية التي تذاع حاليا في القنوات الفضائية بالمستفزة كونها لا تعبر عن الواقع السياسي والاجتماعي المصري، ويتساءل نور الشريف: «كيف نستمع إلى أغان تتحدث عن الوطنية والحب والوحدة ومصر تعيش أسوأ فترات الانقسام والتناحر والكراهية بين القوى السياسية والفئات المجتمعية وأطياف الشعب المختلفة بعد ثورة يناير (كانون الثاني) التي سرقت من أصحابها الذين قاموا بها، فالواقع المصري الحالي وما نشهده من صراعات بين السلطة والمعارضة يخالف الوطنية، فأين الحب ومصلحة مصر العليا والوطنية المجردة من المصالح الشخصية، فتلك الصراعات ليس لها أدنى علاقة ما يغنى حاليا».

ونقل نور الشريف حادثة طريفة بين فيها مدى تأثير الفن في المجتمع، يقول «في أثناء زيارة الرئيس جمال عبد الناصر للملك محمد الخامس عام 1960 في المغرب انطلق أحد المواطنين المغاربة مسرعا نحو موكب الرئيس المصري المتجه لقصر الملك محمد الخامس مناديا جمال عبد الناصر بأعلى صوته (يا ريس ناصر.. يا ريس ناصر.. بالله عليك سلم لي على إسماعيل ياسين)»!! يقول نور الشريف إن هذا المواطن البسيط لم يلتفت إلى شخصية جمال عبد الناصر الأسطورية آنذاك ولم ير في قائد ثورة يوليو (تموز) إلا مجرد «بوسطجي» لإيصال رسالة إلى نجمه المفضل إسماعيل ياسين.. وهنا أدرك جمال عبد الناصر أهمية القوة الناعمة وأصدر أوامره بذهاب المطربين والمطربات مع نجوم السينما إلى الدول العربية لإحياء حفلات أضواء المدينة لنقل صورة حضارية عن مصر لا يستطيع إيصالها السياسي أو الدبلوماسي، ويجب ألا ننسى دور كوكب الشرق أم كلثوم في حياة عبد الناصر وتأثيرها الرهيب على الجماهير العربية في أنحاء العالم وكذلك الأغاني الوطنية الحقيقية التي كانت تعكس نبض الشارع المصري للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

وفي إشارة تستدعي التأمل طالب نور الشريف الحضور بقراءة قصة «باب الخروج» لأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية عز الدين شكري وقال: إن القصة تتحدث عن أحد الرؤساء المنتخبين سيصاب بالجنون ويقرر إعلان الحرب ضد إسرائيل وبسبب هذا التهور ستحتل نصف سيناء من جديد فأرجو أن لا يتحقق كلام الكاتب الذي يتحدث عن مصر من ثورة يناير إلى عام 2020. لأن الحرب ستكون كارثة وذريعة للتغطية على الفشل السياسي في مصر.

وفي ختام الندوة رد نور الشريف على عدد من أسئلة للحضور كان أبرزها وأطرفها السؤال الذي طرحه رجل الأعمال المصري والناشط السياسي القبطي مجدي إسحاق، قال: إن هناك مسرحية مصرية قدمت قبل 70 سنة تحت عنوان «حسن ومرقص وكوهين» وهي ترمز للتعايش بين المسلم والمسيحي واليهودي، ثم قدم الفنان عادل أمام قبل سنوات فيلم «حسن ومرقص» فهل تتصور أن بعد عدة أعوام ستقدم السينما المصرية فيلم «حسن» وحده؟ فأجاب نور الشريف وسط ضحكات الحضور «نعم» من الممكن! ومن ناحية أخرى قال أشرف الخولي السفير المصري في لندن إن موضوع الندوة يهم المصريين في الخارج لافتا إلى أن الفن والسينما والثقافة المصرية من الأدوات الناعمة القادرة على إحداث التغيير.. مؤكدا أن الفنان الكبير نور الشريف سعى من خلال الندوة لإظهار نفوذ مصر وتأثيرها في المحيط العربي والعالمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر