الاثنين، 16 سبتمبر 2013

عبدالحليم حافظ و مغامراته النسائية


 لم يكن عبدالحليم حافظ شخصاً عادياً بل فنان مشهور وذائع الصيت وفارس أحلام داعب خيال نسوة وفتيات بصوته الدافئ وجاذبيته الخاصة. ولو حسبنا عمره بالأيام والليالي نجد أنه لم يتجاوز الثلاثين سنة، عاشها قبل أن يهاجمه النزيف القاتل للمرة الاولى عام 1957 بسبب البلهارسيا. وعاش العندليب الأسمر سنوات عمره الأخيرة في حال حزن وخوف دائمين من شبح النزيف، وكانت لحظات السعادة والحب قصيرة ومحدودة وكان يحاول الهروب من الوحدة في أشد حالات المرض إلى جلسات الاصدقاء الساهرين.

قصة الحب الأولى

عاش العندليب قصص حب عدة مع فتيات كثيرات، منهم سلوى، المستمعة الأولى لصوته عندما كان مدرس موسيقى في مدرسة البنات في الزقازيق، وهناك غنّى لها وشجعته على الغناء والاستمرار، الا أنه عندما انتقل من مدرسة الزقازيق إلى إحدى مدارس القاهرة انشغل عنها.
ويقول البعض أن بطلة قصة الحب الأولى في حياة عبدالحليم اسمها فاطمة واسم الدلع بطة. وكاد حليم يتزوج هذه الفتاة بالفعل وهو في بداية حياته وقبل أن يلمع اسمه في سماء الشهرة والنجومية، وكانت هذه الفتاة من قرية "هربيط" إحدى قرى مركز أبو كبير التابع لمحافظة الشرقية، وكان والدها يعمل مديرا لتفتيش الري في دائرة الأمير محمد علي توفيق وهو شقيق الملك فؤاد.
وكان العندليب في تلك الفترة يعمل مدرسا للموسيقى، لكن سرعان ما حقق
 الشهرة والنجومية كمطرب ونجم سينمائي، فتخلى عن حلمه بتكوين أسرة، وبدأت طموحاته تتركز على الفن وتأكيد اسمه ونجوميته.
وكانت "طاطا" تعيش مع خالتها وهي طفلة صغيرة وهذه الخالة هي التي قامت بخطبتها الى العندليب. وعندما جاء حليم للقاهرة لم ينس "طاطا" بل طلب منها الحضور الى القاهرة لتشاركه في فيلم "أيامنا الحلوة"، ولكنها اعتذرت ولم تأت لأنها كانت قد تزوجت واستقرت في حياتها الأسرية. ولكنها انهارت عند رحيله وأصيبت بصدمة عصبية ودخلت على أثرها غرفة العناية المركزة.
وبعد بدء عمله في الإذاعة التقى بـ "ديدي" الزوجة التي كادت تترك زوجها وأبناءها من أجله.. "ديدي" ابنة الباشوات التي انكسر قلب حليم عندما رفض طلبه بالزواج منها. وفي صيف 1956 التقى حليم فتاة على شاطئ سيدي بشر في الاسكندرية، وكانت تدرس المرحلة الثانوية وتأتي إلى كابينة حليم واستمرت المقابلات بينهما. إلا أنّ خطبتها المفاجئة من أحد أقربائها، سببت له ألماً بالغاً

بتلوموني لي؟

مع شاديةوأثناء غنائه "بتلوموني ليه" على مسرح سينما ريفولي وسط القاهرة لاحظ حليم فتاة رائعة الجمال عيناها واسعتان جذابتان. فغنى لها وتبادلا النظرات متناسياً الحضور، وكانت عينا الفتاة تناجيانه الا ان النجاح لم يكتب لهذه العلاقة وقصة هذه الفتاة "ليلى" يرويها الكاتب الكبير مصطفى أمين في كتابه "شخصيات لا تنسى" اذ يقول : "ذهبت لأسمعه في سينما ريفولي (يقصد حليم) وجلست في الصف الثالث. وتصادف أن جلست بجانبي فتاة رائعة الجمال عيناها واسعتان جذابتان وفمها رقيق وشفتاها غليظتان وقوامها فتان. لم أر في حياتي عينين بهذا السحر والجمال. وكانت تجلس بجوارها بعض قريباتها. وبدأ عبد الحليم يغني أغنية "بتلوموني ليه.. لو شفتم عينيه.. حلوين قد ايه"، ولاحظت ان عبد الحليم كان ينظر وهو يغني الى تلك الفتاة التي تجلس الى جانبي، ثم لاحظت ان عيني الفتاة تتكلمان وتردان عليه وتناجيانه، وفهمت ان أغنية "بتلوموني ليه" موجهة في كل كلمة الى هذه الفتاة التي لم أكن اعرف اسمها، والتي أصبحت حب عبد الحليم الكبير.
وعن هذه الفتاة "ليلى" قال حليم ذات يوم: "ان وجهها يعطيني الأمان بما فيه من طيبة وحنان، والساعة التي انفرد فيها بها اشعر انني أقوى رجل في الدنيا"..

الراقصة ميمي فؤاد..

تعرف حليم الى الراقصة الشهيرة ميمي فؤاد آنذاك أثناء دراسته في معهد الموسيقى وكانت حققت بعض الشهرة كمطربة وراقصة، ويعود الفضل اليها في تقديمه على أحد مسارح الاسكندرية وان كانت تجربة أليمه إذ لم يتقبل الجمهور طريقته في الغناء. بعدها سافرت ميمي إلى بيروت ونظمت حملة دعائية كبيرة على نفقتها الخاصة في الصحافة اللبنانية للتعريف به. وعلى رغم ما قدمته أنكر عبدالحليم صلته بها في حديث صحافي، فأنكرت بدورها علاقتها به بعد أن تسربت الاشاعات عن ذلك.



من المتزوجة الى الشقراء..

وأغرب قصص الحب في حياة العندليب كانت في المغرب، إذ وقع في غرام امرأة متزوجة الا أنه خشي على نفسه من زوجها الجنرال العسكري، فصرف النّظر عن الموضوع وعاد الى القاهرة. وخلال إنهماكه في التحضير لأغنية "رسالة من تحت الماء"، فوجئ بوصولها الى القاهرة، فقضى معها أياماً جميلة. ومن المغربية إلى المليونيرة اللبنانية الشقراء التي ما إن رأته حتى سقطت في هواه وأخذت تطارده في كل مكان بين بيروت ولندن والقاهرة.

خطوبة...


واذا كانت حالات الحب في حياة حليم تعددت، فإنه ارتبط بالخطوبة مرتين كانت الاولى مع إحدى قريباته. الا انّه بعد هذه الخطوبة أصيب بنزيف حاد للمرة الاولى، وعندما كشف عليه الأطباء عرف للمرة الاولى حكاية مرضه فاضطر لفسخ العلاقة. والخطبة الثانية كانت لفتاة من الاسكندرية التقاها على الشاطئ وسأل عنها وطلبها من أسرتها ولم تمر سوى أيام معدودة وعاوده النزيف مرة أخرى ونصحه طبيبه المعالج بضرورة السفر إلى لندن للعلاج ففسخ الخطبة للمرة الثانية والأخيرة. وإذا كان حب عبدالحليم لسعاد حسني وزواجه منها اشاعة، فإن قصة حبه للشحرورة صباح مماثلة أيضاً.



فتاة سعودية..


قبل أن يحين موعد اللقاء بأيام قليلة كان العندليب قد فارق الحياةأما قصة الحب التي كان حسن امام عمر شاهدا عليها في أيام حليم الأخيرة، فهي تلك التي كانت طرفها فتاة سعودية. بدأت تلك القصة تطفو على السطح في منتصف آذار من العام 1977 أي قبل رحيل حليم بخمسة عشر يوما، وكان حليم في مستشفى كينغر كوليج في لندن.
ويروي حسن امام عمر تلك القصة قائلا: "كنت مع حليم في المستشفى لا أفارقه. وخلال وجودي معه كان حليم في لحظات صحوه يحدثني عن الماضي والحاضر والمستقبل. وذات يوم فاجأني بقوله انه قرر الزواج وروى لي قصة حبه الجديدة لفتاة سعودية من أسرة متوسطة الحال، وروى لي كيف أحبها من أول لقاء، وأنها تتصل به يوميا للاطمئنان عليه، وأكد حليم انه سيتزوج تلك الفتاة اذا انعم الله عليه بالشفاء.. بل انه اتصل بشقيقه محمد شبانة بالقاهرة ليجدد شقته بالزمالك استعدادا لهذا الحدث السعيد. وفي أخر حديث تلفوني بين حليم وحبيبته السعودية وعدته بالحضور الى لندن مع والدتها في عيد الربيع. ولكن قبل أن يحين موعد اللقاء بأيام قليلة كان العندليب قد فارق الحياة.
وهكذا عاش العندليب دوامة الحرمان فهو ان كان عاش تجارب الحب، الا انه عانى الحرمان من الزواج من كل واحدة اختارها قلبه، ليعود هذا القلب الذي يسكن هذا الجسد النحيل يرفرف من جديد بقصة حب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر