السبت، 17 أغسطس 2013

أسرار عبدالحليم حافظ.. مع النساء والحب وعلاقته بالثورة والسلطة.

المصورالمشهور فاروق إبراهيم كان رفيقا دائما ل عبدالحليم حافظ سواء في رحلاته الخارجية أو حفلاته في مصر ليسجل بعدسته أفراحه وأحزانه وأوجاعه وأحلامه ويرصد معه لحظات نجاحه وعلاقته بالناس والحياة. بعد 29 عاما من رحيل العندليب تحدث فاروق إبراهيم عن عبدالحليم الإنسان والفنان وكشف عن أسراره مع النساء والفلوس والسلطة وأحب اللقطات إلى قلب حليم.




٭ متى كان أول لقاء لك مع عبدالحليم حافظ؟


- تعرفت على عبدالحليم سنة 1954 كان قد بدأ مشواره الفني سنة 1951 تم التعارف بيننا عن طريق مفيد فوزي ولم تكن العلاقة بيني وبين عبدالحليم صداقة منذ البداية كان هو مطربا بدأ يشق طريقه في عالم الأضواء وكنت مجرد مصور مغمور لا يعرفني أحد لكن شعورا غريبا بدأ يجمع بيننا يبدو أنه شعور المعاناة والكفاح في مواجهة صعوبات الحياة وظروف النشأة والطفولة القاسية التي مر بها كل منا. وفي إحدى المرات التي سافر فيها عبدالحليم في بداية مرضه للعلاج بالخارج وجدت نفسي اذهب لاستقباله في المطار عند عودته وفوجئ عبدالحليم بي فاحتضنني بود شديد.. كنت المصور الصحفي الوحيد الذي ينتظره وكان الموسيقار محمد عبدالوهاب في استقباله في اليوم التالي ولكن ليس في المطار لقد أراد أن يستقبل عبدالحليم في الهواء الطلق كان ينتظره بالقرب من باب الكلية الحربية.. وقد أعجبني حرارة اللقاء في الهواء البارد فالوقت كان بعد الفجر ولم تفتني الفرصة فسجلت المشهد بمجموعة طريفة من الصور ومنذ ذلك الحين صار هناك اتفاق قلوب أصبحت بموجبه أرافق عبدالحليم في كل تحركاته وأعماله.


٭ ماذا عن الفلوس في حياة عبدالحليم؟


- عبدالحليم عاش فقيرا ومات فقيرا.. لأنه كان يصرف على فنه ويقوم بعمل أكثر من ثلاثين بروفة لكل أغنية على حسابه الخاص ولا يحصل من الشركة المنتجة إلا على ثمن تسجيل الأغنية فقط وأكبر أجر حصل عليه 20 ألف جنيه في فيلم أبي فوق الشجرة وقال له الموسيقار محمد عبدالوهاب وكان شريكا في الشركة المنتجة خربت الشركة عبدالحليم لم يمتلك شقة بها تليفون أو يركب سيارة إلا بعد سبع سنوات من الكفاح والحرمان والصبر بدأت الحياة تعطيه بعض الراحة.. وكان كريما مع أهله لكنه كان بخيلا عندما يشعر أن هناك من يريد ابتزازه كان أحيانا لا يملك ألف جنيه ويقابله صديق ويشكو له أن زوجته مريضة أو عنده ظروف فيعطيه له ثم يطلب من مجدي العمروسي الإعداد لحفلة وبعد ذلك يقول له أعط فلوسها لفلان لأن ظروفه صعبة.


٭ ماذا عن النساء والحب في حياة عبدالحليم؟


- أن هناك قصة حب ساخنة لا يعرفها إلا القليلون جدا.. بين عبدالحليم وفتاة فرنسية اسمها جوليونا وكان ذلك في السنوات الأخيرة من حياة العندليب والقصة وقعت في باريس عندما اتفق عبدالحليم على القيام ببطولة فيلم (لا) للكاتب الكبير مصطفى أمين اختارت الشركة المخصصة بالدعاية فتاة فرنسية رائعة الجمال لتكون مترجمة لعبدالحليم خلال تصوير مشاهد الفيلم بباريس رآها العندليب جمال فرنسي عالمي أخاذ جسم نحيل ممشوق وهو القوام الذي يعشقه عبدالحليم وفوق كل ذلك رقة طاغية وهنا جن جنون عبدالحليم من أول نظر إلى المترجمة الفاتنة.. لكنه صدم في أول رد فعل منها عاملته ببرود أوروبي وبشكل رسمي كمترجمة فقط وظل عبدالحليم يحاول أن يلفت نظرها إلى إعجابه بها.. لكنها ظلت على تعاملها الوظيفي الرسمي معه وقررت الشركة المنتجة للفيلم الذي كان يخرجه الجزائري أحمد الراشدي أن تنظم حفلة غنائية للعندليب بباريس وتجهز الأغاني المصورة في الحفل الحي مع الجمهور للاستخدام في الفيلم وحضرت المترجمة الفاتنة الحفل مع الجمهور ورأت ما لم تكن تتصوره قفز وصراخ وإعجاب فوق الوصف من كل الجنسيات العربية وغير العربية وأن هذا المطرب الذي تترجم له أسطورة إذن وكل البنات والسيدات الحاضرات الحفل مخبولات به من هذه اللحظة جن جنون الفاتنة الفرنسية بحليم وكان أول تصرف لها أن اعتذرت عن عملها الرسمي كمترجمة وتفرغت لعبدالحليم كصديقة وهائمة ولم تتركه لحظة واحدة في باريس صباحا أو مساء كانت تصحبه في جولات الشراء وفي رؤية المعالم الفرنسية وفي السهرات.. وأحلى أيام عشناها كانت في صحبة عبدالحليم ومحبوبته الفرنسية.. وكان هو في أحلى حالاته المعنوية وكان يحرص على وجودنا بجوراه خشية أي مفاجأة صحية وبالرغم من ذلك كان يخفي عنها أي معلومات عن مرضه وتأجل موعد عودتنا من باريس عدة مرات بسبب قصة الحب الساخنة.. وفي يوم الوداع بكت جوليونا بمرارة شديدة.. ودعاها عبدالحليم لزيارة مصر وبقيت معه فترة طويلة وتعلمت طبخ الوجبات المصرية التي يحبها العندليب لتقترب منه أكثر لكن كان لابد من النهاية وانتهت القصة عندما تأكدت جوليانا أن عبدالحليم له موقف نهائي من الزواج وعادت حزينة إلى باريس.


٭ ماذا عن عبدالحليم وعلاقته بالثورة والسلطة؟


- ارتبط عبدالحليم بالثورة وبقادتها ارتباطا وثيقا وأصبح مطرب الثورة وبقادتها ارتباطا وثيقا وأصبح مطرب الثورة الذي أرخ لها بصوته وأغنياته وكانت مساهمته رئيسية وفعالة في ترسيخ حب الجماهير وارتباطهم بها وبأعمالها أكثر من أي مطرب أو مطربة أخرى.. فقد غنى مطالب شعب وقصة السد العالي وغنى لجمال عبدالناصر ولم يترك عيدا أو مناسبة إلا وتغنى بالثورة وقائدها وفي نفس الوقت صعد نجم عبدالحليم بسرعة كبيرة لدرجة أنه أصبح نجما من بدايته.. والواقعة الشهيرة التي ارتبطت بفترة الخصام بينه وبين أم كلثوم تؤكد هذه المكانة التي صعد إليها بسرعة كما تعكس الصراع على الزعامة الفنية الذي ظهر بوضوح بينهما وكان عبدالحليم طموحا يعتمد على أنه لم يغن للملك فاروق مثل أم كلثوم ولم يتغن بمآثر فاروق الأول مثل عبدالوهاب وإنما انطلق صوته بعد الثورة وذاعت شهرته في ظلها.. ولذلك كان يحرص كل عام أن يقدم أغنية وطنية جديدة في عيد 23 يوليو تعبيرا عن انتمائه للثورة ولاكتساب ثقة عبدالناصر. وأصبحت زعامة عبدالحليم في المنطقة العربية لا تقل عن زعامة أم كلثوم لأنه كان يستمدها من وهج الزعيم ورضائه عنه وبذكاء شديد أخذ عبدالحليم طريقه إلى قلب عبدالناصر وساعدته ظروف مرضه وحالة الكبد والنزيف المتكرر لكنه وجد نفسه يواجه عقبتين: الأولى هي أم كلثوم وصداقتها الوطنية مع عبدالناصر وأسرته وكذلك مع عبدالحكيم عامر والثانية هي صلاح نصر وجهاز المخابرات ومراكز القوى الأخرى التي كانت لا تستريح لزيادة حظوة عبدالحليم في منافسة عنيفة مع أم كلثوم لكي يستحوذ على رضاء عبدالناصر وكان لابد أن يحدث الصدام بينهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر