ولدت في لبنان من اب لبنانى وام سوريا وهاجرت مع والدتها إلى أمريكا الجنوبية لتعود في عام 1919 إلى مصر وتعلمت الغناء والرقص وعاشت أعواماً طويلة فيها،
وأتيح لها أن تخرج كثيرا من الفنانين من خلال صالتها، وكانت فرقتها أشبه بأكاديمية فنية تخرج فيها عدد كبير من فناني الغناء الاستعراضي
ومن أبرزهم «فريد الأطرش وتحية كاريوكا وسامية جمال وهاجر حمدي ومحمد الكحلاوي ومحمد فوزي» ممن لمعت أسماؤهم في مجال الفن
في السينما والمسرح والاستعراض.وهي أول فنانة تقوم بعمل أول مسرح دائري بحيث يرى كل المشاهدين الجالسين في القاعة ما يدور على خشبته..وظلت بديعة مصابني تتزعم المسرح الاستعراضي نحو 30 عاما، استطاعت خلالها أن تجمع ثروة طائلة، وتعتبر بديعة فنانة عرفت العز،
وإن كان البعض يتهما بأنها امرأة كانت تفتح صالة للرقص والمجون، ولكن بديعة كانت تعاني من 3 عُقد.
الأولى أنها تعرضت للتحرش... حين كان عمرها 7 أعوام، والثانية أنها وهي طفلة كانت تعاني الفقر الشديد مع أمها السورية وأبيها اللبناني
ما جعلها تأتي مع أمها إلى مصر وكانت تبحث عن خال ثري لها، لكن بعد رحلة طويلة من البحث والعناء لم تجداه
ووجدتا قبره في بلبيس بالشرقية «85 كيلو مترا شرق القاهرة».
أما العقدة الثالثة فهي الخلل العائلي الذي عاشته عندما توفي والدها وهي في سن صغيرة، هجرة أشقائها وتفرقهم في العديد من البلدان...
وفى عام 1925م تزوجت من الفنان نجيب الريحانى واستمر الزواج 18 عام
لم يكن الوفاق الفني وحده هو الذي ربط بين بديعة مصابني و نجيب الريحاني بل قرر الريحاني أن يتزوجها وعاشا معا فترة من الوفاق لم تدم طويلا
ثم حدث الانفصال على كافة المستويات والسبب يرجع إلى طموح بديعة مصابني غير المتناهي
والذي لا يمكن أن يسايره نجيب الريحاني الذي وصفته آنذاك بالكسول في طموحه وحياته العملية أيضا لدرجة أنها قالت عنه
إنه كان يحب النوم مثل عينيه وأنه من الممكن أن يصل الليل بالنهار نوما.
وافتتحت صالة في عماد الدين تغني وترقص فيها وكان هذا عام 1925 فكونت فرقة غنائية راقصة ولدت عملاقة ضمت أشهر مطربي ذلك الزمن
ومنهم فاطمة سري وكانت تقدم أغنية “رنة خلخالى يا امه” ونجاة على والشيخ سيد الصفتي ومطربة القطرين فتحية أحمد وماري جبران
كما ضمت الفرقة العديد من الراقصات وعلى رأسهم الراقصة اللبنانية ببا عز الدين واختها شوشو عز الدين وبمجرد أن بدأت الفرقة إحياء ليالى عماد الدين
بدأ النجوم يتهافتون عليها فتركت تحية كاريوكا صالة سعاد محاسن من أجل بديعة وترك فريد الأطرش واسمهان ماري منصور من أجلها
وهجرت زينات صدقي صلات الإسكندرية وانضمت إلى بديعة وتزاحمت الصالة بالعديد من المطربين منهم محمد فوزي وإبراهيم حمودة
ومحمود الشريف الذي كان يلحن ويغني في ذلك الوقت ومطرب الموشحات أحمد عبدالقادر وإسماعيل ياسين وثريا حلمي
حيث سطع نجم كل هؤلاء من صالة بديعة مصابني مدرسة الفن وصاحبة الشخصية القوية و القرار الصارم والإدارة الحكيمة.
في عام 1949 طلبت مصلحة الضرائب من بديعة الضرائب على مكاسبها طوال فترة عملها بمصر وقررت وقتها الهروب بممتلكاتها إلى بلدها لبنان
من خلال صديقها الإنجليزي الذي اصطحبها على طائرة خاصة إلى لبنان.لم تعد بديعة مصابني للفن مرة ثانية
بل قررت عمل محل للألبان والأجبان في مدينة “شتورة”
وظلت تدير هذا المكان 24 عاما إلى أن لاقت ربها في 23 يوليو 1974 عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.