الاثنين، 16 سبتمبر 2013

مكانة عبد الحليم بين مطربي العالم


كيف ولماذا نجح عبد الحليم حافظ؟
المكانة المرموقة التي احتلها الفنان عبد الحليم حافظ في عالم الغناء والموسيقى تعود إلى تحصيل ثقافة موسيقية أكاديمية تيسر له التعامل مع النغم والموسيقى ولإدراكه وعلمه بأن الحنجرة آلة موسيقية يمكن التحكم فيها حتى يصدر منها أنغام عذبة وتعود أيضا هذه المكانة المرموقة إلى الموهبة الإلهية ومنحة السماء للفنان الراحل لأن الصوت العذب يعود إلى التكوين التشريحي بتجويف الأنف والبلعوم وهما من صنع الله عز وجل فالصوت العذب قد لا يكون صوتا قويا لأن قوة الصوت تعتمد على سمك وطول الحبال الصوتية .

والفنان عبد الحليم حافظ أفضل من وعى وعرف حسن استخدام هذه الآلة الموسيقية « الحنجرة » لأنه كانت له دراية كافية بتركيب الحنجرة التشريحي وفسيولوجيا الصوت وكيف يصدر الصوت وما الأنسجة التي تتحكم في عذوبة الصوت .. عبد الحليم حافظ أفضل من حفظ نعمة السماء وصان هذه الموهبة الإلهية برعايته لحنجرته الموسيقية والمحافظة على صوته عذبا شجيا.


صوت عبد الحليم حافظ العذب ... موهبة إلهية ومنحة من السماء
عزيزي القارئ هذه الدراسة لا تفيد المطربين فحسب بل تفيد من يستخدمون صوتهم كقارئ القرآن الكريم والمؤذنين والخطباء والمذيعين والمدرسين، وفي هذه الدراسة بمناسبة ذكرى وفاته الواحدة والثلاثين نشير إلى رحلة الفنان عبد الحليم حافظ مع مرض مصر الأول البلهارسيا وهل أثر إصابته بتليف الكبد في صوت عبد الحليم حافظ .
استغل الإنسان الأول الصوت كأقدر هبات الله على إشباع رغبته وسد حاجته إلى التفاهم مع غيره من بني الإنسان فراح يقرن الإشارة بإصدار صوته كلما أراد شيئا ولكنه شعر بعدم وفاء الصوت الواحد المتكرر فلجأ إلى تحريك اللسان وفتح الفم بأشكال ونسب مختلفة مستعينا في ذلك على إصدار الصوت قويا أو ضعيفا حسب المراد.

الغناء أرقى أنواع فن الكلام
وهكذا نرى أن بهذه الطريقة التي ابتدعها الإنسان اتسع فيها فن الكلام لدرجة تقسيمه إلى فروع مختلفة الألوان وأرقى هذه الأنواع وأعظمها أثرا في السامعين هو بلا شك فن الغناء أما فن الإلقاء والخطابة فهما بمثابة الروح لفن الغناء فجمال الإلقاء مكفول بعاملين أولهما الصوت الجيد وثانيهما النطق السليم المعبر.
فالصوت إذا هو تلك الظاهرة الطبيعية التي يمكن إدراكها بواسطة حاسة السمع وهو ينشأ عن اهتزاز الأجسام الصلبة أو السائلة أو الغازية. وبانتقال الاهتزازات خلال الهواء أو أي وسط آخر مرن تؤثر في الأذن محدثة ما نسميه بالصوت وهذه الاهتزازات الناتجة إما أن تكون منتظمة أو غير منتظمة .. فإن كانت الأولى سمي الصوت الناشئ عنها بالصوت الموسيقي وإن كانت الثانية سمي دويا وبالإجمال يعرف الصوت الموسيقي بأنه هو الذي يحدث إحساسا مستمرا ويمكن معرفة درجته الموسيقية.

فسيولوجيا الصوت والغناء
الصوت ينشأ من ذبذبات الغشاء المخاطي للحبال الصوتية وحروف الكلام تعتمد على حركة اللسان والشفاه والأسنان وتجويف الأنف والبلعوم.
وكل إنسان له حبلان صوتيان ولكي نتكلم تندفع كمية من الهواء في الرئتين (بتأثير انقباض عضلات الصدر والبطن) بين الحبال الصوتية المنقبضة إلى البلعوم مما ينتج عنه تذبذب الحبال الصوتية تحت تأثير الضغط المنخفض بينهما أثناء خروج الهواء فيحدث الصوت.
وصوت الرجل يختلف عن صوت المرأة الذي يكون ناعما لقصر طول الحبال الصوتية لديها التي تبلغ بين 16 - 20 مليمترا ..أما في الرجل فيكون صوته خشنا غليظا لطول تلك الحبال الصوتية والتي تصل إلى ما يتراوح بين 20 - 40 مليمترا كما تختلف النغمة تبعا لاختلاف ارتخاء أو قوة شد الحبال الصوتية... ويختلف نطق الحروف أيضا تبعا لاختلاف حركات اللسان والشفاه والبلعوم وتسمى مخارج الحروف فمثلا « الذال » لكي نتمكن من نطقها نطقا سليما لابد من خروج اللسان بين الأسنان وإلا نطقت مثل « الزاي » وهكذا.

الجينات الوراثية وتميز الأصوات
ولصوت كل فرد لون خاص يتميز به عن سائر أصوات الناس لذلك يمكن أن يقال أن في العالم أصواتا مختلفة بقدر عدد سكانه وتكتسب طبقاته ومميزاته ولونه عن طريق الجينات الوراثية حتى إن الإنسان يتبين أحيانا أفراد أسرته بمجرد سماع أصواتهم وذلك رغم ما هو موجود حتما من اختلافات ولو يسيرة جدا بين صوت كل فرد منهم.
ولكن ألوان الأصوات لا حصر لها تتفاوت بقدر عدد السكان لقد حصرت الموسيقى كل هذه الأصوات وقسمتها بالنسبة إلى مناطق حدتها وألوانها إلى ثلاثة أنواع غليظ ومتوسط وحاد.
وأطلقت على تلك الأنواع في صوت الرجال مسميات فنية غير التي أطلقتها على مقابلها من أصوات النساء .. وتجاويف الأنف والبلعوم لها أهميتها في تنويع الأصوات الإنسانية وتميزها وحالة التجويف تلك التي تتصل بالحنجرة من ناحية الحجم والشكل والقوة في الرئتين هي العامل المهم في إكساب الأصوات موسيقاها وعذوبتها بل وفي تميز إحداهما عن الآخر.


صوت عبد الحليم يتميز بالدفء والعذوبة وصدق الأداء
عذوبة صوت عبد الحليم
لكل حبل صوتي درجة تردد «نغمة» حسب درجة المرونة والشد وطول الحبل الصوتي والتي تعتمد على عدد الذبذبات في الثانية وهذه تعتبر النغمة الأساسية وحولها توجد ترددات أخرى مرافقة يتحكم فيها حجم التجاويف الأنفية والبلعومية التي تعطي الصوت رنينه المميز وعلى حسب التوافق بين النغمة الأساسية الصادرة من الحبال الصوتية والنغمات المرافقة الناتجة من الرنين الذي تحدثه تجاويف الأنف والبلعوم والأغشية المبطنة لها واهترازها تعتمد عذوبة الصوت وحلاوته وهذه منحة من السماء وهبة إلهية لأنها تعتمد على التكوين التشريحي لأجزاء الحنجرة وتجويف البلعوم والأنف وأغشيتها قد يكون الصوت عذبا مثل صوت الفنان عبد الحليم حافظ ولكن غير قوي لأن قوة الصوت تعتمد فقط على مستوى ضغط الهواء داخل الرئتين وقوة اندفاعه بين الحبال الصوتية التي يجب أن يكون لديها قدر كاف من القوة والشد والمرونة تتحكم في كمية مرور الهواء بينهما.

وأحيانا نجد المطرب أو الخطيب أو المؤذن أو المقرئ يستطيع أن يغني أو يخطب أو يؤذن أو يتلو القرآن مقطعا طويلا من دون أن يأخذ نفسا بين الكلمات في حين نجد أن آخر يقطع الكلام لأخذ نفس. وعندما وجه نقد لصوت الفنان عبد الحليم حافظ بأن صوته عذب وليس قويا ولا يستطيع أن يغني مقطعا طويلا من دون أن يأخذ نفسا فرد على هذا النقد بأغنية جبار التي أطال فيها في مطلع الأغنية وكررها « جبار » .

العوامل التي تضر بحنجرة المطربين

• الإفراط في تناول التوابل والمخللات والأطعمة ذات الحموضة العالية تجعل الصوت خشنا.
• أنواع الكحول القوية والمخدرات ضارة جدا بالصوت وبخاصة أصحاب الأصوات العالية.
• التدخين فالسيجارة العدو الأول لكل من يستعمل صوته في المجالات الفنية فيجعل النفس قصيرا ويسبب الالتهاب المزمن للحبال الصوتية.
• التعب والإجهاد المفرط والسهر يفقد الصوت رونقه وتجعله خشنا.
• استنشاق الهواء الملوث بالكيماويات والأبخرة والغازات والأتربة «الطوز».
• السمنة المفرطة لها دور كبير في الإضرار بحلاوة الصوت وصحة الحنجرة.
• بعض الروائح العطرية والأزهار تسبب حساسية الحنجرة لبعض الأشخاص وتضر بأصواتهم.
• استعمال المشد «الكورسيه» لدى السيدات يمنع حركة الجزء السفلي من الصدر مما يعيق حركة التنفس الضرورية أثناء العضلات.

الأمراض التي تؤثر في صوت المطربين
يتأثر صوت المطربين ويصاب بالبحة والاحتباس والجنف وتتغير نبرته لأسباب مرضية كثيرة يمكن تجنبها والوقاية منها خصوصا أن الغناء يتطلب أن يكون الصوت قويا صافي النغمة.
ومن هذه الأمراض التي تؤثر في حلاوة الصوت ونقائه وعذوبته ما يلي :
• التهاب الحنجرة: يحدث التهاب الحنجرة بكثرة في فصل الشتاء بسبب كثرة الإصابة بنزلات البرد الحادة والرشح والزكام والأنفلونزا التي تنتج عنها الإصابة بالتهاب الحبال الصوتية فتحدث بحة الصوت واحتباسه.
• إجهاد الحبال الصوتية: نتيجة الكلام بصوت عال أو الصياح أو الغناء لفترات طويلة أثناء الإصابة بنزلات البرد.
• استعمال الصوت في النغمات غير المؤهل لها كأن يغني المطرب طبقات غير طبقة الصوت التي تنتجها حباله الصوتية وفي هذا إجهاد شديد للحبال الصوتية
•حساسية الحنجرة: تحدث نتيجة التعرض للتغيير المفاجئ في درجات الحرارة وإدمان التدخين

•نتوء المغني: هو حبيبات على الحبال الصوتية تنتج عن الغناء بطبقة فوق المعتادة للغناء وخصوصا عند وجود التهاب بسيط في الحلق تنتج عنه خشونة الصوت أو بحة الصوت
• ضعف العضلات: بعض الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي المركزي والأعصاب الطرفية تسبب بحة واحتباس الصوت
•روماتيزم الحنجرة: الحنجرة تتكون من ألياف عضلية وأربطة وأنسجة ليفية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

ساهم بنشر الموقع و لك جزيل الشكر