موقع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ لمشاهير السياسة والفن والصحافة, أسرار سياسية خطيرة و لقاءات نادرة
الأربعاء، 7 أغسطس 2013
حديث مع الجاسوسة انشراح موسى... لماذا أنقذها السادات من الإعدام.؟
لماذا أنقذها السادات من الإعدام.؟
ولدت انشراح علي موسى عام 1937، لأسرة متوسطة الحال. واصلت تعليمها حتى حصلت على الشهادة الإعدادية عام 1951، فأصبحت محط أنظار كل شباب المنيا، لكن قدرها اتجه بها إلى القاهرة، فعقب نجاحها أراد والدها أن يكافئها فصحبها معه إلى القاهرة لحضور زفاف أحد أقاربهم، حيث كان ينتظرها نصيبها، إنه شاب من مدينة العريش من مواليد عام 1929م يدعى إبراهيم سعيد شاهين، لم يغادر الحفلة قبل أن يعرف عنها كل شيء، وبعد أيام قليلة كان يقف على باب منزلها في المنيا، وعلى رغم معارضة والدتها لبعد المسافة بين المنيا والعريش، إلا أن انشراح تمسكت به ورأت فيه فتى أحلامها، وخلال مدة قصيرة كانت زفت إليه وانتقلت للعيش معه في مدينة العريش.
القبض عليها
بعد تعطل المفاتيح الخاصة بجهاز الإرسال, عرضت انشراح السفر لإسرائيل لإحضار مفتاح جديد.. وسافرت بالفعل يوم 26 يوليو 1974 ففوجئ بها أبو يعقوب ودهش لجرأتها... وأراد الاحتفاء بها فأقام حفلاً صاخباً ماجناً على شرفها انتهى بليلة حمراء... فأمتعت جسدها المتعطش لفحولة أبو يعقوب... وأرقها الابتعاد عنه والحرمان من خبراته المذهلة وتفننه في إشباعها، ومنحها مكافأة لها 2500 دولار مع زيادة الراتب للمرة الثالثة إلى 1500 دولار شهرياً (كان مرتب الموظف الجامعي حينذاك حوالي 17 جنيهاً).
وأثناء وجود انشراح في إسرائيل، كانت هناك مفاجأة خطيرة تنتظرها في القاهرة فعندما كان إبراهيم يحاول إرسال أولى برقياته إلى إسرائيل بواسطة الجهاز – استطاعت المخابرات المصرية التقاط ذبذبات الجهاز بواسطة اختراع سوفييتي متطور جداً اسمه (صائد الموجات) وقامت القوات بتمشيط المنطقة بالكامل بحثاً عن هذا الجاسوس. ومع محاولة تجربة الجهاز للمرة الثانية أمكن الوصول لإبراهيم بسهولة.
وفي فجر 5 أغسطس 1974 كانت قوة من جهاز المخابرات المصرية تقف على رأس إبراهيم شاهين, ولما فتشوا البيت عثروا على جهاز اللاسلكي ونوتة الشفرة... والتزم إبراهيم الصمت... وكان بدنه كله يرتجف... سحبوه في هدوء للتحقيق معه في مبنى المخابرات العامة، بينما بقيت قوة من رجال المخابرات في المنزل مع أولاده الثلاثة تنتظر وصول انشراح.
وعلى طائرة أليطاليا رحلة 791 في 24 أغسطس 1974، وصلت انشراح إلى مطار القاهرة الدولي قادمة من روما بعد شهر كامل بعيداً عن مصر، تدفع أمامها عربة تزدحم بحقائب الملابس والهدايا، ونظرت حولها تبحث عن زوجها فلم تجده، فاستقلت تاكسياً إلى المنزل وهي في قمة الغيظ, وعندما همت بفتح الباب اقشعر جسدها فجأة، فدفعت بالباب لا تكترث, لكنها وقفت بلا حراك, وبالت على نفسها عندما تقدم أحدهم ورحب بها بقوله "حمدلله على السلامة يا مدام دينا", وأمسك بحقيبة يدها وأخرج منها مفتاحين للجهاز اللاسلكي بدلاً من مفتاح واحد. وكانت بالحقيبة عدة آلاف من الدولارات دسها الضابط كما كانت, وتناول القيد الحديدي من زميله وانخرست الكلمات على لسانها فكانت تتمتم وتهذي بكلمات غير مفهومة ... وقادوها مع ولديها إلى مبنى المخابرات وهناك جرى التحقيق مع الأسرة كلها.
محاكمتها
وفي 25 نوفمبر 1974 صدر الحكم بإعدام انشراح وزوجها شنقاً، والسجن 5 سنوات للابن نبيل وتحويل محمد وعادل لمحكمة الأحداث.
لكن في 26 نوفمبر 1989 نشرت صحيفة "حداشوت" الإسرائيلية قصة تجسس إبراهيم على صفحاتها الأولى ... وذكرت الصحيفة أن ضغوطاً مورست على الرئيس السادات لتأجيل إعدام انشراح بأمر شخصي منه, ثم أصدر بعد ذلك عفواً رئاسياً عنها, وتمكنت انشراح (في صفقة لم تعلن عن تفاصيلها) من دخول إسرائيل مع أولادها الثلاثة, حيث حصلوا جميعاً على الجنسية الاسرائلية واعتنقوا الديانة اليهودية, وبدلوا اسم شاهين إلى (بن ديفيد) واسم انشراح إلى (دينا بن ديفيد) وعادل إلى (رافي) ونبيل إلى (يوسي) ومحمد إلى (حاييم).
عبد الناصر الاخوان المسلمين تجار دين وخونة
عبد الناصر الاخوان قاموا بمفاوضات سرية من الانجليز سنة 54 لمساعدتهم للوصول الي الحكم
قصة ثورة 23 يوليو .. والطريق إلى الحرية المطلقة
حركة الضباط الأحرار المصريين، هي حركة تغيير سلمي أخذت شكل الانقلاب العسكري، قادها ضباط الجيش المصري بقيادة جمال عبد الناصر في منتصف ليلة 23 يوليو/تموز عام 1952م، حيث نجح الأميرالاي (المقدم) يوسف منصور صديق الذي تحرك متقدماً ساعة على موعد التحرك الأصلي والمحدد من الحركة سلفاً بالاستيلاء على مبنى هيئة أركان الجيش والقبض على من فيه من قيادات ومن ثم أعلن فيه قيام الجيش بحركة لصالح الوطن كتبها جمال حماد وقرأها أنور السادات بالإذاعة المصرية.الجدير بالذكر أن الحركة اختارت اللواء محمد نجيب نظراً لعامل السن ليرأسهاـ لكن أفكاره الديمقراطية أزعجت الحركة مما دفعها إلى عزله فيما بعد.
Mouvement des officiers libres

Le putsch devait se tenir au début du mois d'août, mais le 22 juillet, en début d'après-midi, les officiers apprennent que le roi et son premier ministre, Naguib el-Hilali, préparaient une série d'arrestations dans l'armée1. Le putsch a lieu peu après minuit, et il est réussi sans pratiquement aucun coup de feu. Devant la révolte, le roi Farouk quitte le pays à bord de son yacht personnel, le Mahroussa. C'est son fils Fouad, âgé de six mois qui prend sa succession1. Au petit matin, un Conseil révolutionnaire est institué. Le général Naguib en était le président, mais l'essentiel du pouvoir se trouvait entre les mains de Nasser. Le 23 juillet, l'un des officiers de Nasser, Anouar el-Sadate faisait à la radio cette déclaration « Des hommes dignes de confiance se sont chargés de la direction des affaires »1. Pour respecter la constitution, Neguib et Nasser demandent à l'ancien premier ministre Ali Maher de diriger un nouveau cabinet ministériel. Le sort du roi Farouk a longuement été débattu, certains des membres du conseil révolutionnaire voulaient envoyer le roi devant un peloton d'exécution, et proclamer la république. Mais Nasser en décide autrement et fait valoir qu'il serait maladroit de provoquer ainsi les britanniques, et qu'une période de transition serait nécessaire pour établir la révolution1.
Les neuf hommes qui s'étaient constitués en tant que comité du mouvement des officiers libres sont le lieutenant-colonel Gamal Abdel Nasser, le major Abdel Hakim Amer, le lieutenant-colonelAnouar el-Sadate, le major Salah Salem, le major Kamal ad Din Husayn, le commandant Gamal Salem, le chef d'escadron Hassan Ibrahim, le major Khalid Muhi ad Din et le commandant Abd al Latif al Baghdadi. Le major Hussein al-Shafii et le lieutenant-colonel Zakaria Muhi ad-Din ont rejoint le mouvement plus tard.
العندليب الأسمر والمرض
لقد أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد وكان هذا التليف سببا في وفاته عما 77 م .. وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956 م .. عندما أصيب بألام حادة اضطرته للسفر إلى بريطانيا لإجراء فحوصات هنا مما أثبت إصابته بتليف في الكبد سببه البلهارسيا .. وبعد حوالي عشرين عام من إكتشاف المرض الذي لم يكن له علاج حينها توفي العندليب الأسمر تاركا الجميع يبكون على فقد هذا الصرح العظيم ..وقد كانت وفاة العندليب الأسمر كارثة للفن في مصر وفي الوطن العربي بأكمله .. كما انها كادت تودي بحياة الموسيقار محمد عبد الوهاب .. فالوفاة كانت غير متوقعة أبدا فقد إعتاد الجمهور على تواجد العندليب في المستشفيات وفي مستشفيات لندن على وجه الخصوص بشكل مستمر .. بل ان البعض تجاوز ذلك بقوله ان عبدالحليم حافظ قد سافر إلى لندن لعمل دعاية إلى شريطه الجديد ومنهم من قال انه يدعي المرض ليكسب عطف الجمهور .. ويالها من قسوة .. فقد ذهب ليموت هناك وليس لعمل دعاية أو لكسب عطف الجمهور عبد الحليم والمرض صارع عبد الحليم لمدة سنوات المرض الذي لم يثنه عن شق طريقه وخلق نجومية لم يكن هو نفسه يتوقها. في سنــواته الأخيرة إثّر المرض على عبد الحلـيم فسافر إلى لندن وتحـــديدا لمســـتشفى «سان جيمس» وهو من أرقى المستشفيات في بريطانيا. وعلى الــرغم من أنه قام بعدة عمــليات ألا ان عبد الحليم لم يستطع أن يـــقاوم المرض الذي أزهق أنفاسه في الغربة. كانت وفاة عبد الحليم بمثابة الصدمة على كل الأجيال التي أحبته وغنت أغانيه في أشد لحظاته فرحا وحزنا. أحدثت وفاته بلبلة في الوسط الفني ودهشة وجم لها كل محبي العندليب كانت جنازته أسطورية فلقد شيعه شعب مصر إضافة إلى كل شعوب العالم العربي الذين طافت قلوبهم وعبرت كل الحواجز تبادله اللحن بالكلمة والحزن بالعبرة والحب بالهمسة. محمد عبدالوهاب ********* ومادمنا أوردنا ان وفاة العندليب كادت تودي بحياة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب .. فلابد من ذكر الأحداث التي صاحبة معرفة الموسيقار بالخبر .. عندما توفي العندليب الأسمر في مستشفى بلندن كانت حرم الموسيقار عبدالوهاب موجودة بجوار العندليب لحظة إعلان وفاته .. وفي اليوم التالي كانت ربة منزل الموسيقار قد علمت بوفاة العندليب وكانت تعرف أن الموسيقار لن يتحمل الخبر وقد نصحها البعض أن يكون طبيبه الخاص موجودا ساعة إخباره فقد لايتحمل المفاجاة فقد كان يحب العندليب بشدة .. لذا قامت ربة منزله بإخفاء الصحف عنه وقررت عدم إخباره حتى يحضر طبيبه .. وكان صوتها مختنقا وتكاد تجهش بالبكاء وهي تقدم له الإفطار مما جعل الموسيقار يسئلها مابك ؟؟ فأخبرته أنها مصابة بنوبة برد .. فأخبرها بأن تبتعد عنه حتى لاتعديه ولم يشك في الأمر .. ولكن بعد مدة قصير إتصلت زوجته وكانت تظن زوجها قد علم بالأمر وأخبرته وهي تبكي بموت العندليب .. فسقط مغمى عليه فورا .. فإستدعت ربة منزله دكتوره الخاص في الحال ليسعفه .. وعندما أفاق أخذ يردد هذه الجملة أكثر من عشرين مرة حليم مات ؟؟ مش معقول وقد توفي العندليب الأسمر يوم الأربعاء 30 مارس 1977 م .. وقد شيع العندليب الأسمر ومشى في جنازته اكثر من 250 الف شخص .. وللأسف الشديد فقد حدثت حالات إنتحار كثيرة بعد موته خصوصا من الفتيات ممن سحرهن صوت العندليب الأسمر فلم يردن الحياة بعده غنى عبد الحليم للحب.. غنى للألم ... غنى للوطن بصوته العذب الحزين وكانت وفاته صدمة هزت الوسط الفني في العالم العربي . استلهم عبد الحليم عذوبة صوته وإحساسه المرهف من اليــــتم والخصاصة اللذين ميزا طفــــولته وصباه إذ عاش بعد وفاة والدتـه وهـــو رضيع لدى الجيران. وهو طفــل أخذه خاله للقاهرة ومن ثمة دخل إلى ملجإ للأيتام عــاش داخله رفــقة الأطفــال الأيــتام الذين يشــكون الألـم والحرمان التاريخ الحقيقى لوفاة عبد الحليم حافظ د. خالد منتصر تعمدت ان أكتب بعد إنفضاض المولد السنوى لعبد الحليم، وذلك لأننى أعتقد أننا لابد أن نعيد النظر فى فى توقيت الإحتفال بذكرى وفاة عبد الحليم حافظ، فعبد الحليم لم يمت فى مارس 1977 ولكنه مات قبل ذلك بفترة طويلة وبالتحديد أثناء حفلة قارئة الفنجان الأولى، هذه الأغنية التى بذل فى الإعداد لها وفى بروفاتها مجهوداً خارقاً تعرض بسببه للنزيف القاتل عدة مرات، فقد إحتشد لها بكل عناصر النجاح، أولاً إختياره لكلمات أشهر شاعر عربى حديث كتب عن الحب وهو نزار قبانى، ثانياً لحن محمد الموجى الذى تم التحفظ عليه لحين الإنتهاء من لحنه العبقرى المتفرد والذى نكتشف فى تفاصيله مايدهشنا حتى هذه اللحظة، ونأتى إلى أهم تلك العناصر وهو صوت حليم الذى وصل فى تلك الفترة إلى قمة تألقه ونضجه وشجنه وسحره. [بإختصار إجتمعت فى تلك الأغنية كل عناصر النجاح، ولكن وآه من لكن هذه، فقد كانت الحفلة خاسرة بكل المقاييس وخصمت من رصيد عبد الحليم الكثير والكثير، ففى هذا الحفل تأكد عبد الحليم من أن الزمن لم يعد زمنه، وأن جمهوره القديم قد تغيرت ملامحه بحيث أصبح من الصعب على حليم أن يتونس به، وأن مجتمعه الذى تشكل منذ منتصف الخمسينات وإنتمى هو إليه بكل كيانه وتم تأميم حنجرته لصالح توجهاته الثورية، هذا المجتمع كان قد رحل فى سفينة الإنفتاح مودعاً إياه وملوحاً له بشيكات الصفقات والعمولات والسمسرة، ليتركه على الشاطئ وحده يعانى من برد الغربة وصقيع الرحيل المفاجئ الغادر، إكتشف حليم أن أحلامه قد تم إغتيالها وأن غناءه الوطنى كان مجرد كذبة كبيرة سرعان ماتم التضحية بكل معانيها، وإكتشف أيضاً أن جمهوره لم يعد يعترف بشئ إسمه المجهود والكفاءة والإتقان، فكل هذه الأشياء قد صارت فى عداد الأساطير والخرافات وجاء زمن الأغنية الساندويتش واللحن الحواوشى وهز الوسط وليس مس القلب والوجدان. ما أن بدأ عبد الحليم بالغناء فى ذلك الحفل حتى إنطلقت الصفافير وبدأ الرقص فى منتصف الصالة مما إضطره لترك الغناء للتفرغ لتنظيم الجمهور، وعندما فاض به الكيل صرخ فى هذا الجمهور المزيف الغريب قائلاً جملته الشهيرة والتى حذفت من التسجيلات فيما بعد "ماأنا كمان باعرف أصفر وأزعق !"، وصعد أثناءها إلى المسرح شخص من الصالة حاملاً معه بدلة عجيبة ذوقها متدنى وشاذ، كانت البدلة ذات ألوان فاقعه ومرسوم عليها أربع فناجين قهوة وكأن عبد الحليم يغنى إعلاناً عن البن البرازيلى لاقصيدة من أجمل ماكتب نزار !!!، والمأساة أن هذا الشخص كان مصراً على أن يرتديها عبد الحليم مما زاد من توتره. [لم يصدق عبد الحليم أن هذا هو جمهوره وتخيل أن المطربة وردة الجزائرية هى التى بعثت بهؤلاء البلطجية لكى يفسدوا حفلته، وظل حتى آخر لحظة من حياته مقتنعاً بأنها مؤامرة خلقها التنافس، وذلك الإقتناع نتج عن أنه لم يشك للحظة أو بالأصح رفض التصديق بأن رياح الزمن الردئ قد عصفت بكيان المجتمع وزلزلته من الداخل فتناثرت على شوارعه وبشره أوراق الخريف الذابلة. وبعدها تضخمت المأساة عندما سخر منه سيد الملاح فى وصلة تقليد مهينة على الهواء مباشرة، ونال تصفيق الناس حين نقل إليهم أن عبد الحليم صار عدوهم ويريد تأديبهم وضربهم بالعصا، وبالطبع صدم طفل الثورة المدلل وهو يرى نفسه بهلواناً فى التليفزيون وكان للأسف لم يعرف أن زمن البهلوانات قد دقت ساعته وحان أوانه وأن زمن القامات الفنية العملاقة قد ولى تاركاً المكان لليل الأقزام !، وتزامن فى هذا الوقت ومع كل تلك الفوضى سيطرة التيارات الدينية المتطرفة على قطاعات واسعة من المجتمع فى الشوارع والجامعات والنقابات وبالتالى على توجهات الفن الذى يمثل ألد أعداء هذه التيارات، وعندما غنى عبد الحليم ياولدى قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب، هاجت الدنيا وماجت وأطل ذوو الأفق الضيق والخيال المجدب العقيم من جحورهم ليحاولوا تحطيم تمثال عبد الحليم الذى نحتته أنامل البسطاء وأسكنوه حبات القلوب، ولم يكتفوا بذلك بل هداهم تفكيرهم الشاذ المنغلق المتربص وبتحريض من الغوغاء إلى أن يقنعوا الإذاعة والتليفزيون بحذف جملة من أغنية قديمة هى قدر أحمق الخطى من أغنية كامل الشناوى لست قلبى . توالت تلك الأحداث على العندليب الذى لم يستطع أن ينقلب إلى صقر، وأحس حليم بأن التجاعيد والبثور قد زحفت على وجه الوطن الذى صار غريباً عليه، وحاول أن يعافر ببضع أغنيات وطنية عند إستعادة الأرض ولكن هذه الأغنيات للأسف كانت قد خاصمت الصدق فى معظمها، وأصبح حليم ضيفاً بعد أن كان صاحب بيت، وصار طريداً بعد أن كان رمزاً، ومطلوباً من المتطرفين بعد أن كان مطلوباً من المحبين، ومتهماً بالتحريض على الكفر والفسوق بعد أن كان متهماً بالتحريض على الحب والعشق والغرام. ومات عبد الحليم منذ ذلك الحفل ولكن إعلان الوفاة تأجل إلى مارس 77 حين باغته نزيف دوالى المرئ فوجد جسده جاهزاً ومتهيئاً للموت من جراء نزيفه الداخلى السابق، نزيف الغربة والزمن المراوغ، جاءه الموت فوجده لابساً الكفن قبلها بعام وممدداً فى سريره القبر أو قبره السريرى، يشاهد موكب الحزن وعلى شفتيه إبتسامة حسرة فقد كان يتنبأ بزمن قادم، زمن شعبان عبد الرحيم
حوار خاص مع حسين فهمي
204 حوار خاص - حلقة رقم
النجم المصؤي حسين فهمي ينتقد في حوار خاص مع محمد الحسين استئثار الاخوان المسلمين بالسلطه و التحول الى الديكتاتوريه بعد ان وصلول الى الحكم بالديموقراطية حسين فهمي يقول ان نظام حكم الاخوان فاشي و يندد بكبت الحريات في مصر
الفريق سعد الدين الشاذلي .. مهندس العبور

فيلم جمال عبد الناصر - كامل
فيلم مصري بإنتاج كبير ,عمل على توثيق حياة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وما حفلت بها فترة حكمه من أحداث كبيرة، وهو من الأفلام الطويلة.
الفيلم بطولة خالد الصاوي وهشام سليم وطلعت زين وعمرو عبد الجليل وعبلة كامل.
الثلاثاء، 6 أغسطس 2013
فيلم أيام السادات نسخة كاملة
أيام السادات فيلم مصري إنتاج عام 2001، يحكي الفيلم السيرة الشخصية وحياة الرئيس محمد أنور السادات
فيلم ناصر 56 كامل
ناصر 56 هو فيلم سينمائي مصري ولا يعد الفيلم تسجيلا روائيا لحياة الرئيس جمال عبدالناصر، لكنه استقطاع عدة شهور من حكمه فقط خلال عام 1956 والتي اعتبرها الفيلم أهم وأخطر فترات قيادته لمصر قبل وبعد تأميم قناة السويس باعتباره من أهم إنجازاته السياسية، حيث كانت شركة قناة السويس دولة داخل الدولة، وعندما سحب البنك الدولي عرضه فجأة بتمويل مشروع بناء السد العالي، أعلن جمال عبدالناصر تأميم القناة في ميدان المنشيةبالإسكندرية في 26 يوليو عام 1956 مما أدى لحدوث العدوان الثلاثى على مصر، ليعلن جمال عبدالناصر في خطابه بالجامع الأزهر المقاومة والكفاح للتصدى للأعداء.. يتناول الفيلم حياة عبدالناصر بين وزرائه ومكتبه وخطبه وعلاقاته بأعضاء مجلس قياة الثورة، ثم بوالده، وزوجته، وأولاده الصغار الأربعة.
قام ببطولة الفيلم الممثل أحمد زكي وتم عرضه بالألوان الأبيض والأسود. والفيلم من تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج محمد فاضل
العندليب يعترف فى مذكراته بعشقه للسندريلا ويتساءل عن مجيئه للحياة يتيمًا
كتب العباس السكرى
فى شتاء 1973 قرر العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أن يحكى للأوراق حكايته، أثناء تواجده بأحد مستشفيات أكسفورد للعلاج من نزيف المعدة، بعد أن حاصره الألم، حيث كان كبده يعمل بنسبة %10 فقط، واعتبر عبدالحليم نفسه وقتها أنه خدع الموت وهرب منه، وأراد أن يصرخ بكل ما حدث فى عمره من وفاء وخيانة وحب وصداقة أمام الأوراق.
حياة عبدالحليم حافظ رحلة رائعة بكل ما فيها من آلام، اكتسب خلالها من التجارب حد المعرفة بطبيعة النفس البشرية، وأسرار الحياة، وأعطى لشباب العالم درسا فى كيفية البحث عن الذات، منذ أن انطلق فى دروب التيه يبحث عن مستقبل مفقود بعد أن وصفته لجنة الاستماع فى الإذاعة بـ«الخواجة»، لكونه لم يقلد أحدا من كبار الطرب، وقتها «عبدالوهاب» و«أم كلثوم»، واختار أسلوبا جديدا سلكه فى الأداء، حيث كان يؤمن العندليب بأن البساطة هى أصعب أنواع الأداء، كما ذكر فى كتابه «حياتى» الذى أصدرته مؤسسة «روز اليوسف» فى عهد الراحلين جمال كامل ومصطفى محمود.
سعاد حسنى..
بحبها وفـ قلبى ساكن حبها، واعترف الموعود بالعذاب بخط يده قبل وفاته عن طبيعة العلاقة التى تجمعه بالسندريلا سعاد حسنى، حيث كتب فى مذكراته «نعم أحببت سعاد حسنى، والذى جمع بيننا هو الحنان لأنها عاشت مثلى طفولة قاسية، وعلمّتها كيف تختار حياتها، وعندما تمردت على صداقتى أحسست أنها نضجت، وسعاد كانت تتصرف بتلقائية مع الناس وتلقائيتها تسىء إليها، لكن فيها ميزة رائعة وهى الوفاء لأسرتها، واستطاعت أن تعوضهم الحنان المفقود، وقد فكرت فى الزواج منها لكن مستقبلها الفنى وقف حائلا بينى وبين الفكرة»، وتكشف مذكرات العندليب أن سعاد حسنى فقدت بساطتها المعهودة، وأصبح يشوبها شىء من التكلف، عقب نجاح فيلمها الشهير «خلى بالك من زوزو».
بتلومونى ليه..
ويقسم عبدالحليم فى مذكراته أن الفتاة ذات العينين الجميلتين هى أنبل قصة حب فى حياته، وتغنى لها بأغنيته «بتلومونى ليه لو شفتم عينيه»، وكانت تغار عليه من سعاد حسنى من فرط حبها له، وعندما اقترب منها الموت أوصت عبدالحليم بأن يتزوج السندريلا، وعقب وفاتها خيم الحزن على عبدالحليم، وكتب «لم أنجح فى اختيار شريكة عمرى لأن الموت تدخل، وتساءلت كثيرا هل من العدل أن تموت حبيبتى دون أن نحقق حلمنا، كما كنت أسأل الأرض والسماء لماذا جئت إلى هذه الحياة دون أب أو أم».
ظلموه .. القلب الخالى ظلموه
ودافع عبدالحليم حافظ عن نفسه فى اتهامه بأنه يعترض طريق المطربين الناشئين، حيث كتب قائلا: «الكثيرون يقولون إننى أعترض طريقهم، وأنا أقول لا أحد يستطيع أن يعترض طريق موهبة حقيقية، وأنا لم أعترض طريق أحد فى حياتى، أصدقائى يقولون عنى إننى إنسان ذكى، وأنا أعتقد أننى إنسان حساس وتركيزى دائما فى عملى».
على خريطة حياة عبدالحليم الكثير من الأصدقاء الذين وضعهم فى مكانة الإعزاز من نفسه، على رأسهم الشاعر الكبير كامل الشناوى، وإحسان عبدالقدوس، ومحمد عبدالوهاب، وكمال الطويل، ومحمد الموجى، وبليغ حمدى، ومجدى العمروسى، ولعله تعلم كيف يتعامل مع الناس بفضل كامل الشناوى، وعرف طريق الإتقان من خلال إحسان عبدالقدوس، ومعنى الوفاء بمصادقة مجدى العمروسى، وبدأ يفهم أى كلمة تقال أمامه بذكاء محمد عبدالوهاب الذى كتب عنه فى مذكراته «حذرونى من عبدالوهاب لأنه ناعم يغرق الإنسان فى الإعجاب، فلا يعرف رأسه من قدمه، لكنى خضت فى بحر عبدالوهاب وأجدت السباحة دون أن أغرق».
ويظهر ولاء عبدالحليم لأصدقائه حينما رفض أن تختار له شركة عبدالوهاب بعد أن تعاقد معها مطلع حياته كلمات أغانيه وألحانه، وأصر على ترشيح الموجى والطويل لتلحين أغنياته، وربما يأتى نجاح العندليب بسبب ذكائه الاجتماعى فى تكوين ثروة صداقة كبرى فى جميع المجالات الفنية والثقافية والصحفية، وكان يردد: «يحسبون دائما ثروتى بالملايين، وأنا أحسب ثروتى بحب الناس لى، وأقول رصيدى كم مليون إنسان».
سعاد حسني.. أبعدها حسن الإمام عن عبدالحليم حافظ مرتين
على الرغم من أنه ساندها كثيرًا في بدايتها الفنية إلا أن سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني لم تقف أبدًا أمام
العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ
العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ
في بطولة مطلقة، واقتصرت علاقتهما الفنية على فيلم وحيد هو «البنات والصيف» عام 1960، وكان ثاني أفلامها بعد «حسن ونعيمة» عام 1959 مع محرم فؤاد.
سعاد تمنت كثيرًا الحصول على البطولة أمام العندليب، وقد كادت بالفعل تشترك معه عام 1962 في فيلم «الخطايا»، ولكن المخرج حسن الإمام رفض إسناد البطولة إليها ورأى كمخرج أن الأنسب للدور هي الفنانةنادية لطفي، والتي قامت به بالفعل.
السندريلا أكدت خلال حوار لها مع الإعلامي مفيد فوزي أن نادية قامت بالدور على خير ما يرام وأن رؤية الإمام كانت «صحيحة».
رفض حسن الإمام لسعاد حسني قد يراه البعض من عشاقها غير مبرر؛ إذ أسند لها في بداية مشوارها الفني بطولة فيلم «مال ونساء» مع صلاح ذوالفقار عام 1960، لتنطلق بعد ذلك بسرعة الصارخ من نجاح إلى نجاح.
حتى كان النجاح الأكبر لكليهما في الفيلم الجماهيري «خلي بالك من زوزو» مع حسين فهمي عام 1972، والذي استمر عرضه بدور السينما لسنوات طويلة، ويُعد هذا الفيلم للمصادفة السبب الرئيسي لعدم زواج عبدالحليم حافظ من سعاد حسني، على حد قول محمد شبانة، ابن شقيق العندليب.
الاثنين، 5 أغسطس 2013
سبب عدم زواج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني
قال محمد شبانة، ابن شقيق الفنان عبد الحليم حافظ،
إن هناك قصة حب قوية، جمعت بين «عمه» عبد الحليم حافظ، والفنانة الراحلة سعاد حسني، ووصل الأمر إلى اتخاذ «حليم» قراراً بالزواج منها بالفعل، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «حليم» تراجع عن قراره، ولم يتزوجها، بعد عرض فيلم «خلى بالك من زوزو» نتيجة حدوث خلافات بينهما، مضيفاً أنه يمتلك الدليل على ما يقوله.
وأضاف «شبانة» أنه جلس مع كل أصدقاء «حليم» الذين عاصروه خلال رحلته الفنية، خاصة الذين سبق لهم تأكيد خبر زواج «حليم» و«سعاد»، لافتاً إلى أنه طلب منهم جميعاً إثبات ذلك بدليل مادى، إلا أنهم لم ينجحوا فى ذلك أبداً حتى اليوم، بل اكتفى كل منهم بالاستناد إلى أحاديث خاصة درات بينهم وبين «حليم».
ووصف «شبانة» تلك الأحاديث بأنها نصف الحقيقة فقط، مبرراً ذلك بكونها مع بداية قصة الحب وليس مع نهايتها، مشيراً إلى أن الخلافات الشديدة بدأت بين «حليم» و«سعاد» بعد عرض فيلم» «خلى بالك من زوزو» مباشرة، نتيجة شعور «حليم» بتغيير فى تصرفات «سعاد» معه، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن نجاح الفيلم، كان له تأثيراً سلبياً على قصة حبهما، ولذلك اتخذ «حليم» قراراً بالابتعاد عنها تماماً.
وأكد «شبانة»، أنه يمتلك الدليل على ما يقوله نصاً، بصوت «عبد الحليم» نفسه، على 8 شرائط كاسيت، تصل مدتها إلى 7 ساعات، وهي في حوزته حالياً، مشيراً إلى أن «حليم» سجل هذه الشرائط مع نهاية عام 1976 قبل سفره إلى لندن مباشرة، للعلاج، مضيفاً أنه سيقوم خلال الفترة القادمة بالتحضير لبرنامج تليفزيونى يكشف من خلاله عن التسجيلات الصوتية التى يمتلكها، متوقعاً عرضه خلال شهر مارس القادم، مع ذكرى وفاة عبد الحليم حافظ.
تعود تفاصيل الموضوع إلى تصريح أكثر من إعلامى وصحفي ممن عاصروا عبد الحليم حافظ خلال مشواره الفني، الذين أشار بعضهم إلى زواجه من الفنانة الراحلة سعاد حسني، وهى نقطة الخلاف التي أثارت ردود أفعال كبيرة حينها.
إن هناك قصة حب قوية، جمعت بين «عمه» عبد الحليم حافظ، والفنانة الراحلة سعاد حسني، ووصل الأمر إلى اتخاذ «حليم» قراراً بالزواج منها بالفعل، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «حليم» تراجع عن قراره، ولم يتزوجها، بعد عرض فيلم «خلى بالك من زوزو» نتيجة حدوث خلافات بينهما، مضيفاً أنه يمتلك الدليل على ما يقوله.
وأضاف «شبانة» أنه جلس مع كل أصدقاء «حليم» الذين عاصروه خلال رحلته الفنية، خاصة الذين سبق لهم تأكيد خبر زواج «حليم» و«سعاد»، لافتاً إلى أنه طلب منهم جميعاً إثبات ذلك بدليل مادى، إلا أنهم لم ينجحوا فى ذلك أبداً حتى اليوم، بل اكتفى كل منهم بالاستناد إلى أحاديث خاصة درات بينهم وبين «حليم».
ووصف «شبانة» تلك الأحاديث بأنها نصف الحقيقة فقط، مبرراً ذلك بكونها مع بداية قصة الحب وليس مع نهايتها، مشيراً إلى أن الخلافات الشديدة بدأت بين «حليم» و«سعاد» بعد عرض فيلم» «خلى بالك من زوزو» مباشرة، نتيجة شعور «حليم» بتغيير فى تصرفات «سعاد» معه، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن نجاح الفيلم، كان له تأثيراً سلبياً على قصة حبهما، ولذلك اتخذ «حليم» قراراً بالابتعاد عنها تماماً.
وأكد «شبانة»، أنه يمتلك الدليل على ما يقوله نصاً، بصوت «عبد الحليم» نفسه، على 8 شرائط كاسيت، تصل مدتها إلى 7 ساعات، وهي في حوزته حالياً، مشيراً إلى أن «حليم» سجل هذه الشرائط مع نهاية عام 1976 قبل سفره إلى لندن مباشرة، للعلاج، مضيفاً أنه سيقوم خلال الفترة القادمة بالتحضير لبرنامج تليفزيونى يكشف من خلاله عن التسجيلات الصوتية التى يمتلكها، متوقعاً عرضه خلال شهر مارس القادم، مع ذكرى وفاة عبد الحليم حافظ.
تعود تفاصيل الموضوع إلى تصريح أكثر من إعلامى وصحفي ممن عاصروا عبد الحليم حافظ خلال مشواره الفني، الذين أشار بعضهم إلى زواجه من الفنانة الراحلة سعاد حسني، وهى نقطة الخلاف التي أثارت ردود أفعال كبيرة حينها.
عبدالحليم حافظ بين «ناصر» و«الإخوان»
عبد الرحمن الأبنودى، قال: «عبدالحليم» كان شاباً ناصرياً، شكل مسيرة للغناء الوطنى لـ«عبدالناصر» مع كمال الطويل وصلاح جاهين، وأظن أن مواويله فى الشعر الصوفى مع الشاعر الكبير عبدالفتاح مصطفى، الذى لم يأخذ حقة، و«الموجى» - تعتبر قمة الغناء، ولم يصنعها لحاكم أو جماعة، إنما لإيمانه الخاص، والتزام بعادات وتقاليد العائلة، فلم نر السيدة «علية»، شقيقته، عندما كانت ترسل لنا الغذاء، لذلك هو متحفظ، وليس متزمتاً دينياً، وكان يضع المصحف إلى جوار سريره، حتى الأغنيات الوطنية كان بها دعاء ثورى للبلد ولنصرة مصر والفقراء، أما الإخوان فهم لا يعرفون الفن، وليس بينهم فنان ولا شاعر ولا ملحن عظيم، لأنهم بلا خيال، وفى زمن «عبدالحليم» لم يكن هناك إخوان، لأنهم كانوا فى معتقلات «عبدالناصر»، ومن كان منهم فى الخارج كان مختبئاً، ينكر إخوانيته، ولم يشكلوا أى إعاقة للمسيرة، كما هو حادث الآن.
وأضاف «الأبنودى»: أولاً علينا أن نفرق بين الوضع الحالى وزمن «عبدالناصر»، ففى زمن «ناصر» لم نكن نصادف مثل هذه الحالات الشاذة التى ترتدى ثياب الدين وتتفوه بأفظع الألفاظ التى هى ضد الدين، وتسلك كما الوحوش، وقد كنا ضد حبس الإخوان المسلمين فى ذلك الوقت، أما حالياً فأقول لولا سجن الإخوان لما استطاع «ناصر» أن يبنى مصر، أما ما حدث معنا فى تجربته مع أغنية «المسيح»، فهذه الأغنية جاءت بعد «عدى النهار»، حين كان «عبدالحليم» مع «أم كلثوم» يسهمان فى جمع التبرعات من الدول العربية للمجهود الحربى لتعويض ما فقدناه من أسلحة على رمال سيناء بعد نكسة 67، وكان فى طريقه إلى لندن ليغنى فى «ألبرت هول»، أكبر قاعة للغناء هناك، وكان معروف أن كل العرب المقيمين فى الخارج سوف يحضرون هذه الحفلة دعما لـ«عبدالحليم»، وكانوا يعرفون جيداً أنه لن يضع مليماً من ريعها فى جيبه، وقال لى «حليم» فى ذلك الوقت: هل أذهب إلى لندن، وليس معى غير «عدى النهار»، لأنه أخذ عهداً على نفسه أن يبدأ كل حفل بأغنية «أحلف بسماها وبترابها»، قلت هناك موضوع يلح فى كل هزيمة ونكسة نجد الآلاف من الفلســـطينيين يزحفون من بلادهم التى استولت عليها القوات الصهيونية، وهذه البلاد هى بلاد «المسيح»، وإن هؤلاء يعذبون كما عُذب «المسيح». فقال لى: لو سمحت اكتب. وبالفعل بدأت الكتابة فى ظل وجود كمال الطويل، وبمجرد انتهائى من كل مقطع يلحنه «الطويل» فوراً.. لذلك اللحن اكتمل مع الكلام، ثم جاء دور الرقابة فى الإذاعة التى أكدت أنها لن تجيز النص دون الرجوع إلى الأزهر، فطلب منى «حليم» أن أذهب معه إلى الأزهر. فقلت له: أنا حاد ولو اعترضوا على شىء سوف أفسد الأمر، وأنت دبلوماسى ولديك أساليبك، ثم اتصل بى وأخبرنى أن رقابة الأزهر اعترضت على كلمة «صلب المسيح»، لأنه لم يصلب. فقلت له أنا أقصد الشباب الفلسطينى، فرد على قائلاً: لكن قد يحدث لبس لدى المستمعين ومنحونا إذناً لغنائها فى الخارج وألا تغنى فى مصر، وبعد نجاحها انتشرت فى العالم العربى وفك سجنها.
وجدى الحكيم قال: «عبدالحليم» لم يكن متزمتاً فى حياته، وعندما اهتم بتطوير الأغنية الوطنية والشعبية كان حريصاً على أن يحافظ على القيم، وفرصة ألا تتم مهاجمته مثل «أم كلثوم» فى الجوامع، مثلما كان يفعل «الشيخ كشك»، الذى كان يهاجم الفن والفنانين، وحتى يؤمن نفسة كان يلتزم بنوعية من الأغانى لا تثير حفيظتهم ضده، وكان حريصاً على عمل الموشحات القريبة من الإيقاع الدينى وتجربته الوحيدة التى قدم فيها لحناً واحداً بكلمات متغيرة مع عبدالفتاح مصطفى.
وأضاف: وقف الإخوان ضده فى أغنية «المسيح» وحرضوا الأزهر ضده لمنعها، وكانت هذه الأغنية تمثل تحدياً له عندما غناها فى «ألبرت هول» وأذاعتها محطات العالم، وتراجع الأزهر بعد ذلك، وسمح بإذاعتها فى مصر، ووقف بجواره «الأبنودى» وحمى «عبدالحليم» من الموجة المعادية، وكان «عبدالحليم» يتمتع بفكر عصرى جداً مؤمن بالأغنية المصرية والتجمع العربى، أو الدولة العربية العميقة، وهذه مسألة تتعابتقاليد رض مع الإخوان، ولم يكن له علاقة بهم مباشرة ولا يضع لهم أى اعتبار، لكن كان يقدم فناً جيداً ولا يخضع لأى مواصفات، ورغم أنه كان عصرياً فى أغنياته وأفلامه وفى داخله رجل متصوف ملتزم دينياً، فكان حريصاً على الالتزام مجتمعه، وقد عشت 24 عاماً مع «عبدالحليم» لم نر شقيقته «علية»، إلا بعد عودتها مع جثمانه من لندن.
فاروق الفيشاوي: عادل إمام كان فنان النظام السابق
أعرب الفنان فاروق الفيشاوي، عن تخوفه من سيطرة جماعة واحدة على مصر، خاصة مع تعدد الثقافات بها، وموقعها الجغرافي، الذي يعطيها بعداً إقليمياً كبيراً.
وأضاف فاروق الفيشاوي خلال استضافته في برنامج «زمن الإخوان» مع طوني خليفه، على قناة القاهرة والناس، أنه يتمنى أن تنصف جماعة الإخوان المسلمين الشعب الذي انتخبهم، إلا أنه أشار إلى أن ما يراه الآن لا يبشر بخير، وأنه كان يتمنى أن يفوز حمدين صباحي بانتخابات الرئاسة، بعد انسحاب البرادعي، الذي وصف موقفه من الانتخابات الرئاسية، بأنه استوعب ما يحدث سريعاً لخبرته السياسية، قائلاً:«البرادعي فهمها صح»، وابتعد عن المعركة، ووصف حمدين صباحي بأنه كان أشجع باستمراره في المعركة.
وقال «الفيشاوي»: «إن عادل إمام كان فنان النظام السابق، وكان يؤيد توريث جمال مبارك»، معتبراً أن هذا من حق «إمام»، وقال أن من حقه أيضاً أن ينتقده كصديق وزميل، مشيراً إلى أنه قدم أعمالاً فنية مهمة في تاريخه، لافتاً إلى أن عادل لم يسيئ إلى الدين في يوماً ما خلال أفلامه، وأن كل من رفع ضده دعاوى قضائية، هم أناس باحثون عن الشهرة.
حوار مع محمد عبدالوهاب موسيقار الاجيال
محمد عبد الوهاب (13 مارس 1902 - 4 مايو 1991[1])، أحد أعلام الموسيقى العربية، لقّب بموسيقار الأجيال، وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية. ولد في حارة برجوان بحي باب الشعرية بالقاهرة ،وتعود أصوله لمحافظة الشرقية، عمل كملحّن ومؤلف موسيقى وكممثل سينمائي. بدأ حياته الفنية مطرباً بفرقة فوزي الجزايرلي عام 1917 م. في عام 1920 م قام بدراسة العود في معهد الموسيقى العربية. بدأ العمل في الإذاعة عام 1934 م وفي السينما عام 1933. ارتبط بأمير الشعراء أحمد شوقى ولحن أغان عديدة لأمير الشعراء، غنى معظمها بصوته ولحن كليوباترا والجندول من شعر علي محمود طه وغيرها. لحن للعديد من المغنيين في مصر والبلاد العربية منهم أم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وفيروز وطلال مداحوأسمهان, إلى جانب أنه كان أول مكتشف للفنان إيهاب توفيق في أواخر الثمانينات.
مقابلة مع رياض السنباطي
رياض محمد السنباطي (30 نوفمبر 1906 - 1981) موسيقار وملحن مصري، أحد أبرز الموسيقيين العرب، والمتفرد بتلحين القصيدة العربية. بلغ عدد مؤلفاته الغنائية 539 عملاً في الأوبرا العربية والأوبريت والاسكتش والديالوغ والمونولوغ والأغنية السينمائية والدينية والقصيدة والطقطوقة والمواليا. وبلغ عدد مؤلفاته الموسيقية 38 قطعة، وبلغ عدد شعراء الأغنية الذين لحن لهم 120 شاعراً،[1] أبرزهم أم كلثوم، ومنيرة المهدية، وفتحية أحمد، وصالح عبد الحي، ومحمد عبد المطلب، وعبد الغني السيد، وأسمهان، ، وفايزة أحمد، وسعاد محمد، ووردة، ونجاة، وعزيزة جلال وابتسام لطفي والذي قدم لها مجموعة من الأغاني العاطفية ولحن لها آخر عمل فني له: قصيدة الزمزمية وقصيدة من أنا؟، لتكون بذالك آخر فنانة تقدم أعمال رياض السنباطي.
مقابلة مع احمد رامي
أحمد رامي شاعر مصري شهير ولد في حي السيدة زينب في1892م، كرّمه الرئيس المصري محمد أنور السادات حيث منحة درجة الماجستير الفخرية في الفنون فهو شاعر الشباب.
التحق رامي بمدرسة المعلمين وتخرج منها عام 1914 وسافر الي باريس في بعثه لتعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية ثم حصل علي شهادة في المكتبات من جامعة السوربون ونال أحمد رامي تقديرا عربيا وعالميا واسع النطاق حيث كرمته مصر عندما منحته جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1967 كما حصل علي وسام الفنون والعلوم كما نال أيضا وسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة حيث قام الملك الحسن الثاني ملكالمغرب بتسليمه الوسام بنفسه كما أنتخب رئيس لجمعية المؤلفين وحصل علي ميدالية الخلود الفني من أكاديمية الفنون الفرنسية وقبل وفاته ببضع سنوات كرمه الرئيس المصري حينها أنور السادات حيث منحة درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون. لكن أحمد رامي أصيب بحالة من اكتئاب إلى الاكتئاب الشديد بعد وفاة محبوبته الملهمة الأساسية له أم كلثوم ورفض أن يكتب أي شي بعدها حتي رحل في 4/6/1981.(الا اغنيه واحده وهى أول ماشوفتك حبيتك لمياده الحناوى)
أوراق الزمن المجهول (7) .. أسعد المقدم ونزار قباني 1956
نزار: المرأة نصف العالم.. وهل بالشيء القليل أن أهتم بنصف العالم؟!
كان بين نزار قباني وسعيد فريحة الصحفي اللبناني العتيق صاحب مجلة الصياد (صدرت عام 1943 ولم تزل تصدر حتى الآن) ومؤسس دار الصياد اللبنانية، صداقة متينة، حيث تعرفا على بعضهما منذ الخمسينات وامتدت هذه الصداقة والمحبة لحين فرق الدهر بينهما.
فتح سعيد فريحة صفحات مجلته الصياد لشاعر الشام نزار قباني، فكان يكتب فيها تارة مقالاً نثرياً، وأخرى قصيدة شعر، وثالثة لقاء يجريه أحد محرري الصياد مع شاعر الشام.
وهنا أحد اللقاءات التي أجراها الصحفي المخضرم أسعد المقدم مع نزار على صفحات الصياد بتاريخ 30 آب 1956، ويطرح شاعرنا من خلال هذا اللقاء العديد من القضايا والمواقف التي كانت تتناولها الساحة الأدبية آنذاك:
مع نزار قباني
من الخير في بلادي
من عطاء الربيع
من تدفق اللون وتراقصه
ولد... وكان أغنية حلوة، كحلاوة أحرفه المزوقة بأطيب الأحلام!
هو في عمرنا أكثر من لحظات سعيدة، أكثر من أيام محببة، أكثر من ذكريات خالدات!
إنه بعض عمرنا...
وأجمل ما فيه من معان.
هكذا عرفته...
وكذلك هو نزار قباني، شاعر العطر والجمال، ودنيا من الحب والفن، وأروع حكايات شبابنا وصبانا!..
وكان أن ضمنا موعد..
وجلست إليه أتأمل الأنامل الدقيقة التي صاغت أعذب الحروف وأطربها.. وذلك الشباب الحلو الذي حوى بين ضلوعه قصصاً من الحب لا تنتهي!..
وإذا تعجب سائل: من أين لنزار كل حكايات الحب التي يرويها..
فقل إنها حكاياته.. حكايات عمره.. حكايات شبابه!
والتفت إليه، وفي عيني ألف سؤال وسؤال، وقلت له:
لم اتجهت بشعرك إلى زاوية الغزل فقط؟
أجابني، وهو يلملم خواطره، ويستعيد ذكريات عمره كشاعر: إن " لم " هذه التي ابتدأت بها سؤالك في غير محلها.. فلا يمكننا أن نسأل: لم اتجه الإنسان إلى درب من الدروب، وترك أخرى!
إن تكوين الشاعر يتعرض لعوامل عدة.. والطريق التي يسير عليها ليست وليدة إرادته بقدر ما هي نتيجة نشأته وطفولته وثقافته، والأحاسيس والمشاعر التي عاشها وتفاعلت بها نفسه.
لقد حاولت بشعري أن أخرج بقضية الغزل عما عرفه الشعر العربي القديم، فسجلت الأشياء الأنثوية التي تحيط بحياة المرأة العربية المعاصرة، ووضعت العلاقات العاطفية التي يعيشها الشاعر في إطار عصري مذهب!.
قال جملته الأخيرة والتفت إلي ضاحكاً:
ألم تسمع بالمثل الذي يقول:
إن المرأة نصف العالم؟ وهل بالشيء القليل أن أهتم بنصف العالم؟!
وعدت أسأله من جديد:
لم هذه الصراحة الزائدة في غزلك؟ قال: أنا أعتقد أن الحرف بين يدي الشاعر يجب أن يشحن بأكبر طاقة ممكنة من الدفء ليستطيع أن ينقل إلى القارئ التجربة الشعرية بضراوتها واحترامها وتمزقها!.. لذلك، فإذا كنت قد ألححت على اختيار الحروف التي تسفح النار، وتنقل التجربة بلحمها ودمها إلى أصابع القارئ فلأني أؤمن بإمكانية الحرف على النقل... ونقل التجارب الصائحة تحتاج إلى حروف صائحة.. وكم أتعذب في صياغتي للحرف الصائح، لأنني أريده حرفاً جديداً لم يسبقني إليه أحد، ويعبر عن أعمق أعماق مشاعري وخلجات نفسي!... إن الحرف عندي يا صاحبي عبادة.. ولم يعرف بين العبادات ما هو أكثر آلاماً وعذاباً من عبادة الحرف!
قلت: أليس هناك حدود يجب أن يلتزم بها الشاعر؟
أجاب ساخراً:
إن التزامي الوحيد هو أن أكون مخلصاً للحرف بين يدي... وقضية الالتزام، كما طلع بها علينا الكتاب المعاصرون، إنما هي شكل جديد لنظام السخرة الذي كان يثقل عنق الشاعر العربي القديم... والفارق الوحيد أن ديكتاتورية الأمير أو الحاكم قد استبدلت بديكتاتورية الجماعة!.. إن قوام كل فن أصيل هو الحرية المطلقة، ولا يمكن لأي فن أن يتنفس دونها. وقفز عن مقعده ثائراً وهو يهتف: أعطوني حريتي... وخذوا كل شيء سواها!
قلت: بأي الشعراء تأثرت؟ قال: لقد اطلعت على مختلف التيارات الشعرية، سواء منها الأوروبية أم العربية، ثم استخلصت لنفسي طريقة خاصة، وآثرت أن أشق درباً – ولو صغيراً – له طيبه الخاص... وآفاقه الخاصة... وزهوره الغريبة.. وإني لكبير بهذه الطريق الصغيرة.. الأميرة.. التي شققتها لنفسي!
وهذا عندي أهم ما يميز حياة الشاعر، لأن الكلمة إما أن تكون سيدة، أو لا تكون... وعذاب الحرف هو أشرف عذاب يمكن أن يعانيه الإنسان! قلت: ما رأيك الجديد للتحرر من القافية والوزن في الشعر العربي؟
أجاب: لا شك بأن القصيدة العربية في تخطيطها القديم تعيق من انفلات العاطفة على مداها، والقوافي بدورها تأتي كالأقفال لتحبس الكلمة في حلق الشاعر، وتقطع نفسه في منتصف الطريق.. وذلك ما أدى إلى هذه "التجزيئية" في القصيدة العربية التي جعلت التجربة الشعرية تنقطع في نهاية كل بيت، لتلتقط أنفاسها في مطلع البيت التالي... وبمعنى آخر إن وجود القافية حال دون صيرورة القصيدة العربي كلاً يهدر في سمع القارئ كالسمفونية العظيمة.. أما الاتجاه المعاصر للفرار من عبودية عمود الشعر، فهي تجربة جزئية لم تتبلور بعد، وأعتقد أن السنوات القادمة ستقرر مصير هذا الاتجاه الجديد.
قلت: من هو أحب شاعر إلى نفسك من الشعراء المعاصرين؟
وأشعل سيكارة... وراح يتأمل حلقات دخانها المتصاعدة، ثم قال بشاعرية عذبة:
أحب كل ريشة تؤمن بعذاب الكلمة.. وتحترق لتعطي حياتها قبل أن توجد.. لذا كان أحب الشعراء إلى نفسي هم أولئك الذين يحترقون ويحرقون.. وسعيد عقل في رأيي قمة من قمم الأدب العربي المعاصر، لأنه رد للحرف اعتباره، ولأن أصابعه لا تغزل سوى الجديد الذي لا تحلم به الدواة!
قلت: ما رأيك بالحركة الشعرية الحاضرة في العالم العربي؟
قال: أنا معجب بهذه الانطلاقات الجديدة التي يتمزق عنها عالمنا العربي، والشعر العربي يقف على مفترق الطرق الآن، وهو رغم حيرته،.. بخطى مسرعة نحو المفهوم العالمي للشعر.. قلت: ما هو أجمل شيء في المرأة؟! وانفرجت أساريره.. وضرب بكف، بعد أن خلع سترته استعداداً..!
ثم هتف قائلاً: أجمل ما في المرأة هو جمالها.. التي دونه نجمة منطفئة.. ودورق من دون عطر!
قلت: ما هو السن الذي تفضل أن تكون فيه المرأة؟ قال: لكل سن مدلوله وروعته!.. زهرة جميلة وهي برعم، وجميلة وهي زهرة، وجميلة عندما تستحيل إلى ثمرة ناضجة.. والمرأة في نظري إما امرأة أو لا شيء إطلاقا!.. حكاية خير الأمور الوسط – بالنسبة للجمال – هي من أسخف ما سمعته في هذا الموضوع.. والمرأة الجميلة هي القصيدة الجميلة لا تقبل الحلول الوسط.
فإما قصيدة.. أولا قصيدة! وإما عينان جميلتان أولا عينان جميلتان!
فقلت: هل تؤمن بالحب العذري؟ فأجابني مبتسماً: افتح دواويني..
مقدار إيماني بمثل هذه.. ".. هذا النوع من.. النادر!.. فالحب العذري صداقة الرجل للرجل.. لا تفوح منها سوى رائحة الصقيع! قلت: والزواج.. وبالأخص زواج الفنان.. ما رأيك به؟ قال: الحرية هي أخطر مادة أولية لصناعة فن صحيح.. والزواج على كل حسناته – إذا كان ثمة حسنات له على الإطلاق!
يفترض التفريط بالحرية أو بجزء منها، وهو ما يتعارض مع الآفاق الفسيحة التي تقتضيها صناعة النار، أعني الشعر! قلت: وكم كان عمرك عندما أحببت للمرة الأولى؟ أجابني: أنا لم أعرف دقيقة واحدة في حياتي لم أحب فيها.. وحكاية " ما الحب إلا للحبيب الأول" هي أكبر كذبة ابتدعها أفشل شاعر.
ونظر إلي وهو يغمزني بإحدى عينيه.. ثم تابع قائلاً: إن صديقي سعيد فريحة هو في طليعة المؤمنين بهذه الحقيقة.
قلت: فما هو عدد اللواتي أحببت؟- إن ذاكرتي
ضعيفة من هذه الناحية! – واللواتي أحببنك؟ - اسألهن!
وبحثت عن سؤال لا يمكنه التهرب منه بأجوبة دبلوماسية.. وعدت أسأله من جديد: ما هي قصة قصيدتك "خبز وحشيش وقمر" التي ثار من أجلها البرلمان السوري والمتزمتون من رجال الدين؟
قال: إن قضية هذه القصيدة هي قصة الواقع الذي نفر دوماً من وجهه دون الاعتراف به.. ولقد حاولت في هذه القصيدة أن أسلط الضوء على هذه البدعة والاتكالية والغيبوبة المتصلة التي أكلت وتأكل من أعمارنا وأعمار هذا الشرق.. إن الإصلاح لا بمواجهتها بشجاعة... ووظيفة الفن هي تسليط النور على المشكلة، دون الدخول في التفاصيل ووصف العلاج، وهذا ما فعلته بالضبط.
وإذا كنت قد لقيت في سبيل هذه القصيدة الكثير من التجريح، فأنا كبير بهذه النهاية التي انتهت بها قصيدتي... وهذا دليل على أن القصيدة استطاعت أن تقتطع الأسطورة من جذورها وتأتي إلى أبي زيد الهلالي على إيوانه.. فتخنقه!
قلت: هلا رويت لي قصة حب امرأة مرت في حياتك؟ قال: مثل هذه القصص أؤثر أن تبقى مزروعة في قلبي.. والقصة الأخيرة هي دائماً الأجمل! قلت له فما هي آخر قصيدة نظمتها؟ أجابني:
إنها بعنوان "22 نيسان"... وتدفقت بعدها الأحرف وهو ينشد قائلاً:
إنني أعبد عينيك.. فلا
تنبئي الليل بهذا الخبر..
أعقد الشمال، فلو أنت معي
مرة.. غيرت مجرى القدر..
المشاوير التي لم نمشها
بعد، تدعوك.. فلا تفتكري
وتوقف فجأة، ثم التفت إلي قائلاً: أنت طماع! قلت: الطمع فيك.. ينفع ولا يمكنه أن يضر!. قال: وآخرتها معك؟ قلت: طيب.. سؤال أخير.. وتمتم بحرارة: الحمد لله... قلت: هل تحب الآن؟!
أجابني وهو يلتقط سترته، ويهرول هارباً: خليها لله..
ومشى بضع خطوات.. ثم أردف مستدركاً: ولضمير الحبيبة.. وكرمها!
وتركت نزار قباني، وأنا مؤمن بأنه سيحب دائماً، حتى آخر قطرة من دمائه... وآخر خلجة من خلجات نفسه وإذا سئلت في قريب أو بعيد: من أين جاء نزار قباني وكيف كان؟ فسأقول لهم: من الحلم الخصيب.. من مرتع الأوهام في علم الغيوب.. من القلب، من الحب، من الطيب!
Nizar Qabbani - Qari'at Al-Finjan
قارئة الفنجان
جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي،
قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتك أسفارٌ وحروب..
ستحب كثيراً يا ولدي..
وتموت كثيراً يا ولدي
وستعشق كل نساء الأرض..
وترجع كالملك المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحان المعبود
فمها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتها موسيقى و ورود
لكن سماءك ممطرةٌ..
وطريقك مسدودٌ.. مسدود
فحبيبة قلبك.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصر كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسه.. وجنود
وأميرة قلبك نائمةٌ..
من يدخل حجرتها مفقود..
من يطلب يدها..
من يدنو من سور حديقتها.. مفقود
من حاول فك ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصرت.. ونجمت كثيراً
لكني.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبه فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك.. أن تمشي أبداً
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف
مقدورك أن تمضي أبداً..
في بحر الحب بغير قلوع
وتحب ملايين المرات...
وترجع كالملك المخلوع
شعر و قصائد نزار قباني
قصيدة رسالة من تحت الماء
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*
إن كنت نبياً .. خلصني
من هذا السحر..
من هذا الكفر
حبك كالكفر.. فطهرني
من هذا الكفر..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..
فيلم شارع الحب بطولة عبدالحليم حافظ
ينضم الشاب الفقير عبد المنعم إلى فرقة حسب الله ، يكتشف فيه أعضاء الفرقة صوتًا جميلا فيتعاونون على إلحاقه بمعهد الموسيقى ، يتخرج من المعهد ويلتحق بأحد النوادي كمدرس للموسيقى . يقع في حب كريمة مما يثير حقد ميرفت . يستعد للحفل في دار الأوبرا وتنجح في إقصاء قائد الفرقة الموسيقية عن المسرح ، ينقذ الموقف صديق والده الذي كان في الماضي موسيقيًّا مشهورًا وقتل زوجته بسبب خيانتها وعاش مع حسب الله تحت اسم مستعار ، تكتشف ميرفت أمره فترشد البوليس عنه
بطولة
عبدالحليم حافظ
صباح
حسين رياض
رياض القصبجي
عبدالسلام النابلسي
نجوى فؤاد
قصة
يوسف السباعي
اخراج
عزالدين ذوالفقار
الحنين الى زمن عبدالحليم
القاهرة القدس العربي من كمال القاضي: برغم مرور 36 عاماً على رحيل عبدالحليم حافظ لاتزال طقوس الاحتفال بذكراه قائمة وإعلان حالة الطواريء بمعظم المحطات الفضائية الرسمية والخاصة هو التقليد السنوي الدائم منذ وفاة المطرب الكبير في 30 مارس من عام 1977.
المدهش في هذه المرة أن الحنين الى زمن عبدالحليم تزايد الشعور به وعبر عن نفسه في صور شتى، ربما أهمها الاحتفال المبكر قبل حلول الذكرى بأكثر من عشرين يوما، والتحدي الواضح لمتغيرات الواقع التي تفرض نمطاً ثقافياً جديداً وتحرم الغناء والموسيقى وتحشر المبدعين في زمرة العصاة والمذنبون.
هذه لدعاوي الجاهلة لم تستطع منع محبي العندليب الأسمر في مصر والوطن العربي من الاحتفاء بذكراه العزيزة التي تواكب بداية الربيع وتفتح الزهور واعتدال المزاج الفني، ربما ما يميز احتفال عام 2013 اصطباغه بالصبغة الوطنية لكونه العام الثاني بعد الثورة، وهو ما يستدعي اجترار التراث الوطني لصاحب الحنجرة الذهبية التي شدت بأحلى وأجمل الأغنيات الثورية فكانت تأريخاً لمرحلة مهمة من مراحل النضال ضد المستعمر والغازي ومؤشراً على نهضة موسيقية وغنائية حقيقية أعلت من شأن الإبداع الفن بكل فروعه وأشكاله.
ولأن عبدالحليم حافظ كان أحد رموز هذه النهضة فقد ارتبط اسمه ليس بالفن الراقي فقط، وإنما بالتاريخ الانتقالي للأمة العربية قاطبة، حيث كان صوته لسان حال الثورات، بدءاً من ثورة يوليو في مصر ومروراً بثورة الجزائر واليمن، فالأغنية الوطنية هنا لعبت دوراً ريادياً في قيادة الشعوب وأسهمت في إثراء الوعي الثقافي والسياسي، ولم تكن عبثاً أو مجوناً أو لهواً عن ذكر الله كما يحسبها الحكام الجدد من ذوي المرجعيات الدينية المنتمية لتيارات الإسلام السياسي.
نشيد وطني الأكبر أحد إبداعات وانجازات الفنانان الكبيران عبدالحليم وعبدالوهاب، هذا النشيد يجسد أواصر الوحدة بين الشعوب العربية ويؤصل لعمق ثقافاتها وفنونها، وقد حقق في وقته ما عجزت عنه السياسات والمبادرات الدبلوماسية، ومازال إلى الآن يمثل النموذج الأمثل للحمة الإبداع العربي بمختلف دلالاته ومذاقاته، ومن ثم فإن الزعم بحرمانيته أو حرمانية ما يشبهه أمراً مجافياً للمنطق ومتعارضاً مع الطبيعة البشرية المفطورة على الابتكار والفن والتذوق.
الأمثلة كثيرة ومتعددة في ملاحم حليم الوطنية فهو من جسد بصوته التعبيري الآخاذ سيرة البطل الشعبي أدهم الشرقاوي في الفيلم الشهير الذي عرض صوراً مشرفة من مناهضة أدهم للاحتلال الانجليزي وعملائه، وهذا الفيلم على وجه التجديد لاقى قبولاً وتجاوباً من الطبقات الشعبية التي يمثلها أدهم الشرقاوي فصوت عبدالحليم وأدائه الشجي كان عنصراً فاعلاً في عملية الشحن والتعبئة المعنوية.
وبتنوع آخر مارس مطرب القرن نفس الدور في أغنيات حفظها جمهور الخمسينيات والستينيات عن ظهر قلب إذ كان من ينها 'ثورتنا المصرية، وهي بداية نبوغه في هذا المجال وبستان الاشتراكية ويا بلدنا لا تنامي ويا أهلاً بالمعارك وحكاية شعب وذكريات' وغيرها من كنوز وأيقونات رفقاء الدرب، عبدالرحمن الأبنودي وكمال الطويل وبليغ حمدي وأحمد شفيق كامل ومحمد الموجي وصلاح جاهين.
وبتأثير الأغنية وفي ظل إشعاع ثورة يوليو نشطت السينما ايضاً، وكالعادة احتل فيها عبدالحليم حافظ موقع الصدارة فقدم أول افلامه مع القدير حسين رياض والفنانة شادية 'لحن الوفاء' ليضع قدمه على أول سلم المجد كممثل ثم تعددت نجاحاته بعد ذلك في أعمال سينمائية كبرى مثل بنات اليوم وأيامنا الحلوة والخطايا ودليلة والبنات والصيف ومعبودة الجماهير الى ان وصل محطته الأخيرة في فيلم 'أبي فوق الشجرة' وهو الأطول عمراً في شباك التذاكر والأعلى إيرادات بين أفلامه مجتمعة.
يكمن سر شخصية الفتى اليتيم الموعود بالمجد والمرض في ملامحه المصرية الخالصة وجسده النحيل المثير للتعاطف وصوته الرائق الممسوح بالحزن وحساسيته المفرطة ونشأته البائسة بين الملجأ وبيوت العائلة والأشقاء، كل هذه العوامل هي مؤثرات حليم الإنسانية التي بفضلها تربع على قلوب الملايين من المحيط إلى الخليج وجعلته يعيش ضعف عمره ليظل بيننا يؤثر فينا بعد رحيله ب36 عاماً.
هكذا يتحدى الفن الحقيقي ورواده محاولات التهميش والاغتيال ويخلد أصحاب المواهب الاستثنائية في التاريخ الفني رغم أنف المتربصين بهم والداعين إلى زوالهم، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح
نور الشريف: الفن حاليا لا يعبر عن الواقع السياسي والاجتماعي في مصر

نور الشريف
لندن : مصطفى الدسوقي
نظم المركز الثقافي المصري مساء أول من أمس، ندوة فكرية للفنان نور الشريف بعنوان «القوة الناعمة للسينما المصرية» أدارت الندوة الدكتورة نادية الخولي المستشار الثقافي المصري بحضور السفير المصري أشرف الخولي والسيدة حرمه، وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية في لندن وثلة من أبناء الجالية المصرية وذلك بقاعة «معهد التعليم» في جامعة لندن.
وقد بدأت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية للدكتورة نادية الخولي بالفنان نور الشريف وزوجته الفنانة بوسي التي حضرت معه، وشقيقتها الفنانة نورا والنجمة الشابة مي نور الشريف.
وبدأ نور الشريف ندوته بالحديث عن الشاعر والكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير الذي يصنف كأعظم كاتب مسرحي على مستوى العالم وأوضح الفنان الكبير نور الشريف بأن سر زياراته المتكررة إلى بريطانيا يرجع إلى عشقه لمواطنها عبقري الأدب العالمي شكسبير وأعماله الخالدة، التي أحدثت نقطة فارقة في تاريخ الدراما العالمية.
وعقد الفنان نور الشريف من خلال محاضرته القيمة مقارنة بين الفن في عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والفن في السنوات العشر الأخيرة، ووصف الأغاني الوطنية التي تذاع حاليا في القنوات الفضائية بالمستفزة كونها لا تعبر عن الواقع السياسي والاجتماعي المصري، ويتساءل نور الشريف: «كيف نستمع إلى أغان تتحدث عن الوطنية والحب والوحدة ومصر تعيش أسوأ فترات الانقسام والتناحر والكراهية بين القوى السياسية والفئات المجتمعية وأطياف الشعب المختلفة بعد ثورة يناير (كانون الثاني) التي سرقت من أصحابها الذين قاموا بها، فالواقع المصري الحالي وما نشهده من صراعات بين السلطة والمعارضة يخالف الوطنية، فأين الحب ومصلحة مصر العليا والوطنية المجردة من المصالح الشخصية، فتلك الصراعات ليس لها أدنى علاقة ما يغنى حاليا».
ونقل نور الشريف حادثة طريفة بين فيها مدى تأثير الفن في المجتمع، يقول «في أثناء زيارة الرئيس جمال عبد الناصر للملك محمد الخامس عام 1960 في المغرب انطلق أحد المواطنين المغاربة مسرعا نحو موكب الرئيس المصري المتجه لقصر الملك محمد الخامس مناديا جمال عبد الناصر بأعلى صوته (يا ريس ناصر.. يا ريس ناصر.. بالله عليك سلم لي على إسماعيل ياسين)»!! يقول نور الشريف إن هذا المواطن البسيط لم يلتفت إلى شخصية جمال عبد الناصر الأسطورية آنذاك ولم ير في قائد ثورة يوليو (تموز) إلا مجرد «بوسطجي» لإيصال رسالة إلى نجمه المفضل إسماعيل ياسين.. وهنا أدرك جمال عبد الناصر أهمية القوة الناعمة وأصدر أوامره بذهاب المطربين والمطربات مع نجوم السينما إلى الدول العربية لإحياء حفلات أضواء المدينة لنقل صورة حضارية عن مصر لا يستطيع إيصالها السياسي أو الدبلوماسي، ويجب ألا ننسى دور كوكب الشرق أم كلثوم في حياة عبد الناصر وتأثيرها الرهيب على الجماهير العربية في أنحاء العالم وكذلك الأغاني الوطنية الحقيقية التي كانت تعكس نبض الشارع المصري للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
وفي إشارة تستدعي التأمل طالب نور الشريف الحضور بقراءة قصة «باب الخروج» لأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية عز الدين شكري وقال: إن القصة تتحدث عن أحد الرؤساء المنتخبين سيصاب بالجنون ويقرر إعلان الحرب ضد إسرائيل وبسبب هذا التهور ستحتل نصف سيناء من جديد فأرجو أن لا يتحقق كلام الكاتب الذي يتحدث عن مصر من ثورة يناير إلى عام 2020. لأن الحرب ستكون كارثة وذريعة للتغطية على الفشل السياسي في مصر.
وفي ختام الندوة رد نور الشريف على عدد من أسئلة للحضور كان أبرزها وأطرفها السؤال الذي طرحه رجل الأعمال المصري والناشط السياسي القبطي مجدي إسحاق، قال: إن هناك مسرحية مصرية قدمت قبل 70 سنة تحت عنوان «حسن ومرقص وكوهين» وهي ترمز للتعايش بين المسلم والمسيحي واليهودي، ثم قدم الفنان عادل أمام قبل سنوات فيلم «حسن ومرقص» فهل تتصور أن بعد عدة أعوام ستقدم السينما المصرية فيلم «حسن» وحده؟ فأجاب نور الشريف وسط ضحكات الحضور «نعم» من الممكن! ومن ناحية أخرى قال أشرف الخولي السفير المصري في لندن إن موضوع الندوة يهم المصريين في الخارج لافتا إلى أن الفن والسينما والثقافة المصرية من الأدوات الناعمة القادرة على إحداث التغيير.. مؤكدا أن الفنان الكبير نور الشريف سعى من خلال الندوة لإظهار نفوذ مصر وتأثيرها في المحيط العربي والعالمي.
الأحد، 4 أغسطس 2013
السبت، 3 أغسطس 2013
عبد الحليم وام كلثوم وموقف غريب
عندما قال عبد الحليم هذه الكلمات كانت القطيعه بينه وبين ام كلثوم والتي استمرت خمس سنوات وكان هذه الواقعه بحفل عيد الثوره 1964 وقد حضر الحفل بالاضافه للرئيس جمال عبد الناصر الثائر العالمي شي جيفارا . للمزيد من الفيديوهات النادره
حقيقة علاقة الزعيم جمال عبد الناصر وعبد الحليم حافظ
![]() |
الزعيم يصافح عبد الحليم وشادية |
بقلم : محمد وجدي قنديل
سؤال ظل يراودني طويلا بيني وبين نفسي: ما حقيقة مشاعر الزعيم عبدالناصر تجاه عبدالحليم حافظ؟ هل كان يعتبره إبنا له وصوت الثورة الذي يتغني بها؟ أم أنه كان يتعاطف معه بسبب مرضه باعتباره ثروة قومية؟ ولماذا لم يعالج علي نفقة الدولة؟ ولماذا لم يمنحه قلادة النيل؟
من ناحية عبدالحليم فإنه لم يكن يخفي مشاعر الحب والولاء نحو عبدالناصر وكان يري أن الرئيس يشجعه ويأخذ بيده ويحميه وقت اللزوم من علي صبري والكتاب في الاتحاد الاشتراكي الذين كانوا يهاجمون أغانيه، وكذا من صلاح نصر الذي كان يناصبه العداء لإنه رفض العمل لحساب المخابرات ولا يثق فيه.. ولذلك كان عبدالحليم يعتمد علي صداقته مع شمس بدران مدير مكتب المشير عامر وقتها لمواجهة حملات الكارهين لعلاقته مع الرئيس وكان منهم أم كلثوم ووصلت الأمور الي حد 'الغيرة'، الشخصية وكان يضايقها اهتمام عبدالناصر بمشاركة عبدالحليم في حفلة عيد 23 يوليو بأغنية وطنية جديدة..
وكان عبدالحليم يشعر بالمكائد والدسائس التي تحاك للنيل من مكانته لدي الرئيس.. وبدرجة أن صديقا من ذوي النفوذ حذره من هذا الصراع الخفي وقال له: احترس يا حليم.. إنهم يضيقون بالمودة بينك وبين الرئيس ولن يسمحوا بالاقتراب منه أكثر من ذلك! ولكن طموح عبدالحليم وعناده جعله يضاعف جهده رغم ظروفه الصحية لإرضاء الزعيم ولكنه لم يكن مقربا منه شخصيا ولم يكن يحظي بمكانة أم كلثوم!
وما يلفت النظر ان عبدالناصر لم يصدر قرارا بعلاج عبدالحليم حافظ علي نفقة الدولة وبما يشعره بالاهتمام والرعاية.. والملاحظ أن عبدالناصر لم يكرم عبدالحليم في أي مناسبة ولم يمنحه أي وسام كما فعل مع أم كلثوم وعبدالوهاب في عيد العلم عام 1965، وكما حدث مع فريد الأطرش ايضا حينما حصل علي قلادة النيل من الطبقة الأولي.. ولذلك كان عبدالحليم يشعر بأسي نفسي دفين بسبب ذلك التجاهل من جانب عبدالناصر وكان يعتقد ان هناك مراكز قوي حوله تسعي لإفساد العلاقة والوقيعة بينهما.. ويبدو أن الرئيس أعطي أذنه لوشاية عن صلة عبدالحليم بالأمراء السعوديين وصداقته الحميمة معهم اثناء فترة الأزمة في العلاقات..! وتعرض لدسائس أخري من جهات أمنية ومن فناين كبار!
والملاحظ أيضا ان الذي تولي نفقات علاج عبدالحليم في باريس كان الملك الحسن الثاني وهو الذي نقله بطائرته الخاصة الي البروفيسير سارازان استاذ الكبد الفرنسي لانقاذه من النزيف الذي فاجأه اثناء وجوده في المغرب، وكان عبدالحليم يحرص علي احياء حفل عيد جلوس الملك الحسن كل عام ويسافر مع فرقته الموسيقية الي الرباط.. وكذلك تولي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز دفع نفقات صديقه عبدالحليم في لندن اثناء علاجه لدي الدكتور روجرز، ولم تدفع الحكومة المصرية شيئا ولم تتحمل أي مصاريف لعلاج 'مطرب الثورة'! ولم يكن هناك سبب مقبول لذلك!
ولم يكن عبدالحليم يشكو لأحد من المعاملة التي يشوبها عدم الرضا أحيانا من جانب الرئيس رغم علاقة المودة التي كانت تربطه بأولاده وكان يزورهم في بيت منشية البكري، ولكن الذي آلمه ذلك التكريم الذي حظي به فريد الأطرش رغم أنه لم يغن للزعيم والثورة مثلما فعل بل إنه غادر القاهرة في الستينات وتوجه الي بيروت وأقام سنوات هناك وكان يشكو من مراقبة حفلاته الخاصة التي يقيمها لأصدقائه الشيوخ والأمراء العرب في بيته ولذلك هرب من حكم عبدالناصر!
كان عبدالحليم يعتقد في قرارة نفسه أنه يستحق معاملة أكثر اهتماما من الرئيس، ولكن يبدو أن هناك عوامل أخري أدت الي عدم رضاء عبدالناصر ومنها صداقته مع الاستاذ مصطفي أمين وموقفه الغاضب بسبب القبض عليه بتهمة التخابر، وتوجه عبدالحليم الي المخابرات وطلب من صلاح نصر أخذ اقواله في القضية، ولكنه رفض وقال له غاضبا: إبعد أنت عن الموضوع!
ولكن الرئيس من ناحية كان يتعاطف مع عبدالحليم لمرضه ومعاناته من النزيف والألم.. وهناك واقعة محددة حينما رفع حليم سماعة تليفونه ولاحظ ان الخط 'مراقب' فاتصل بشمس بدران وأبلغه بذلك، وعندما علم عبدالناصر بما حدث غضب بشدة وأمر برفع المراقبة عن التليفون فورا وتدخل بنفسه لحماية عبدالحليم من جهاز أمني محدد.. وساعتها شعر بالأمان!
ولاحظ عبدالحليم الإقلال من إذاعة أغانيه في الاذاعة والتليفزيون وشعر بالقلق من الحرب الخفية التي يتعرض لها من عدة جهات، ونصحه محمد عبدالوهاب بأن يتصل بالمشير عامر ويطلب منه التوسط لمقابلة الرئيس.. ولكنه لم يفعل حتي لا يثقل عليه..
وبعدها بأيام فوجيء عبدالحليم بجرس التليفون وكان الصوت يقول: أنا جمال عبدالناصر.. وارتبك ولم يصدق أذنه، وقال له الرئيس: يا عبدالحليم متاعبك في الإذاعة سوف تنتهي وأنا سمعت أنك متضايق لإن أغانيك مش بتتذاع كتير، وأنا لا أرضي عن ذلك، لأنك ثروة قومية..! فشكر الرئيس علي اهتمامه وتقديره وأنه يشعر بمسئوليته.. فقال عبدالناصر: بس لازم تحافظ علي صحتك.. أنا رأيي أنك تتجوز علشان حد يرعاك..! وقال عبدالحليم: أوامرك ياريس.. فضحك الرئيس قائلا: الجواز مش بالأمر وإنما اتمني لك الاستقرار.. وإغرورقت عيناه بالدموع من عطف الزعيم واهتمامه..!
لقد أصيب عبدالحليم بصدمة قاسية عندما وقعت هزيمة 67 وكان يقيم بصفة دائمة في ستوديوهات الإذاعة لتسجيل الأغاني الوطنية منذ يوم 5 يونيو.. واستمر يغني بانفعال شديد وسقط علي الأرض والدم ينزف من فمه ونقل الي بيته وكاد يفقد حياته وكان الحزن يعتصر قلبه ولم أره مكتئبا منطويا علي نفسه مثلما رأيته في تلك الفترة الصعبة وكان أكثر ما يؤلمه ذلك الخلاف بين الرئيس عبدالناصر والمشير عامر والذي ادي الي انتحار عامر، ومحاكمة شمس بدران وسجنه..!!
وتبقي شهادة سامي شرف سكرتير الرئيس للمعلومات وقتها 'كان الرئيس عبدالناصر يحب عبدالحليم ويعتبره ابنا له'..!
الشيخ كشك وعبد الحليم حافظ
الشيخ عبد الحميد كشك ينتقد المطرب عبد الحليم حافظ واهتمام الاعلام والجماهير به
ماذا نعرف عن عبدالحليم حافظ

من منا لايعرف العندليب الأسمر أو يسمع عنه ربما بعضنا لم يسمع له ولكني أجزم اننا جميعا دون إستثناء سمعنا عنه ... فماذا نعرف عن عبدالحليم حافظ ..
هو عبدالحليم إسماعيل شبانة .. ولد في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات في مصر .. وتوفيت والدته بعد ولادته في نفس يوم .. ونشأ عبدالحليم يتيما من يوم ولادته .. وقبل أن يتم عبدالحليم عامه الأول توفي والده .. ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل .. ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة ..ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته .. ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به
وبعد مدة طويلة من العذاب والإحباط والمحاولات الفاشلة خصوصا انه كان يرفض أن يغني أغاني محمد عبدالوهاب ويصر أن يغني أغانيه هو .. حتى أتت الفرصة للعندليب الأسمر وذلك عندما غنى أغنية ( على قد الشوق ) من الحان كمال الطويل والتي رفعت أسهم العندليب الأسمر لدى الجمهور بشكل كبير ..ومن بعدها والعندليب الأسمر في صعود مستمر حتى بلغ قمه الهرم الغنائي في مصر والوطن العربي أجمع
دخل عبد الحليم شبانة معهد الموسيقى وتعلم الطرب والغناء والعزف وقد كان أخوه إسماعيل قد تخرج من المعهد نفسه
تخرج عبد الحليم سنة 1949 من معهد الموسيقى وقد عرفت تلك الفترة من الخمسينات تخرّج عمالقة التلحين مثل الموسيقار محمد الموجي ورياض السنباطي.
دخل الإذاعة بهدف إنشاء فرقة لكن صوته شد إنتباه بعض ممن حوله على الرغم من تصدي البعض الآخر لهذا الصوت الجديد.
أول أفلامه كان فيلم «لحن الوفاء» لحلــمي رفلة، مثل عبد الحليم بعدها أمام أجمل جميلات السيــنما المصرية شادية ونادية لطفي ومــريم فخــر الدين وســعاد حسني...
علاقته بسعاد حسني
حيكت حول حياته الشخصية قصص له عن الحب والعلاقات الغرامية ولعل أهــمها علاقــته بسندريلا الشاشة سعاد حسني، فكانت علاقة حبهما او زواجهما محور حديث الأوساط الاعلامية ردها مـــن الزمن ولكن حينهــا أنكــر الطرفان أن يكــون هــذا الزواج قد تم فعلا.
ولكن بعد وفاة السندريلا كشف النقاب عن هذه العلاقة فقد أكد مقربون من الممثلين أن هذا الزواج قد تم فعلا بشهادة شهود الا ان تكتم عبد الحليم على هذا الزواج قد دفع بسعاد حسني لطلب الإنفصال. وقد ساهم عبد الحليم في صناعة شهرة سعاد حسني في بدايتها خاصة فكان يرشدها ويهتم بها وبالأعمال التي تقدمها وقال الكثيرون ممن عرفوا السندريلا خاصة أنها أحبته حبا كبيرا وهو ربما ما دفعها لإخفاء حقيقة إرتباطها به.
كان عبد الحليم حافظ مبدعا في أعماله خرج بالكلمة واللحن والأداء عمّا هو سائد في تلك الأيام فخلق لنفسه فضاء فنيا متميزا سلب عقول الكبار والصغار... المحبين والمجروحين... السعداء والمتألمين.
21 يونيو 1929: ولد عبد الحليم شبانة في قرية الحلوات، مركز فاقوس، الزقازيق، بمحافظة الشرقية مصر.
في سنة 1945 إلتقى عبد الحليم بالفنان كمال الطويل في المعهد الأعلى للموسيقى العربية، حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1949
1951 عمل كعازف لآلة الأوبوا في فرقة موسيقى
الإذاعة
1951 : تقابل مع صديق ورفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي الكبير فهمي عمر .
1952 : " العهد الجديد " أول نشيد وطني غناه عبد الحليم حافظ في حياته، من كلمات محمود عبد الحي وألحان عبد الحميد توفيق زكي، وقد غناها عبد الحليم بعد قيام ثورة 23 يوليو .
1953 : ظهر بصوته (فقط) بأغنية " ليه تحسب الأيام " كلمات فتحي قورة وألحان علي فراج في فيلم " بعد الوداع "
وشارك عبد الحليم للمرة الثانية بصوته فقط في فيلم سينمائي، هذه المرة مع فيلم " بائعة الخبز" ، حيث غنى شكري سرحان بصوت حليم أغنية " أنا أهواك " ، وذلك أمام ماجدة التي غنت بدورها في الفيلم بصوت المطربة برلنتي حسن .
يوم 18 يونيوفي نفس السنة أحيا عبد الحليم حفلة أضواء المدينة بحديقة الأندلس فيما يعتبر بأنها حفلته الرسمية الأولى، والتي كانت أيضا أول إحتفال رسمي بإعلان الجمهورية. حيث كان يوسف وهبي فنان الشعب قد قدم ذلك المطرب الشاب بقوله " اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، وأقدم لكم الفنان عبد الحليم حافظ " .
1953 : تعاقد الموسيقار محمد عبد الوهاب مع الشاب عبد الحليم حافظ على بطولة فيلمين وهما "بنات اليوم" ، و "أيام و ليالى" و لكن لم يتم تنفيذهما ، و بدأ فى تصوير فيلم أول أفلامه بعد ذلك بعامين.
1954 : أول قصيدة تغنى بها عبد الحليم "لقاء" التى كانت من كلمات صلاح عبد الصبور و ألحان كمال الطويل.
ظهرت أغنية "على قد الشوق" فى الإذاعة للمرة الأولى، من كلمات محمد علي أحمد و ألحان كمال الطويل ، والتى ظهرت بعدها بعام فى "لحن الوفاء" أول أفلام عبد الحليم حافظ المعروضة.
1955: بدأ عبد الحليم فى تصوير أول افلامه "أيامنا الحلوة" مع المخرج حلمي حليم و فى نفس الوقت بدأ تصوير فيلم "لحن الوفاء"مع المخرج ابراهيم عمارة ، وقد تم عرض الفيلمين فى فترة متزامنة ، إلا أن "لحن الوفاء" تم عرضه قبل "أيامنا الحلوة" بأسبوع واحد فقط.
لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب أول أغانيه لعبد الحليم مع أغنية "توبة"، و التى ظهرت بعد ذلك فى فيلم "أيام و ليالى" فى نفس العام، الذى شهد عرض أربعة أفلام كاملة للعندليب، فيما وصف بأنه عامه الذهبى سينمائياً.
1956: موعد أول لقاء فنى بين الثلاثي عبد الحليم و المحلن كمال الطويل و الشاعر صلاح جاهين ، و ذلك مع أغنية "إحنا الشعب"، أول أغنية يغنيها حليم للرئيس جمال عبد الناصر بعد اختياره شعبياً لأن يكون رئيساً للجمهورية.
محمد عبد الوهاب يقدم على تعاونه الأول مع عبد الحليم فى مجال الأغانى الوطنية، و ذلك مع أغنية "الله يا بلدنا" ، والتى تغنى بها عبد الحليم بعد العدوان الثلاثى.
عبد الحليم حافظ يصاب بأول نزيف فى المعدة. وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.
خرج إلى النور فيلم "دليلة" أول فيلم مصرى ملون بطريقة السكوب، و تقاسم بطولته عبد الحليم مع شادية فى ثانى لقاء سينمائى بينهما، و هو الفيلم الذى راهن مخرجه محمد كريم أن يقود عبد الحليم بعده جيلاً جديداً من المبدعين و الفنانين.
1957: موعد أول لقاء فنى بين عبد الحليم حافظ و الملحن بليغ حمدي مع أغنية" تخونوه" التى ظهرت بفيلم "الوسادة الخالية" . و كان عبد الحليم قد لفت نظره لحن هذه الأغنية للمرة الأولى عندما كان يؤدى بروفاته الخاصة للفيلم، حيث كان يقوم بليغ يؤدى بروفة خاصة به لأغنية "تخونوه" مع النجمة الكبيرة ليلى مراد. فنال اللحن إعجاب عبد الحليم الشديد، حتى إنه استأذن من المطربة الكبيرة أن يرفق الأغنية فى فيلم "الوسادة الخالية"، لتصبح واحدة من أهم أغانى أفلام العندليب على الإطلاق.
1960: تكونت شركة "أفلام العالم العربى" بين عبد الحليم و مجدي العمروسى و مدير التصوير وحيد فريد، ليصبح فيلم "البنات و الصيف" باكورة أعمال الشركة ، و الذى كان عبد الحليم بطلاً لقصته الثالثة.
غنى عبد الحليم "حكاية شعب" من كلمات أحمد شفيق كامل و لحن كمال الطويل، و ذلك فى حفل أضواء المدينة الذى أقيم بمدينة أسوان للإحتفال بوضع حجر الأساس بيناء السد العالى، وقد حضر الحفل جمال عبد الناصر. و ظل الجمهور صامتاً طوال فترة الأغنية مما أثار إحساساً بالقلق من فشلها ، و عندما أعطى إشارة نهاية الأغنية حدثت المفاجأة فقد قوبلت هذه الأغنية بعاصفة من التصفيق الشديد، خاصة من رجال الثورة.
1961 :دخل الموسيقار محمد عبد الوهاب شريكاً مع عبد الحليم فى شركة إنتاج أسطوانات، لتصبح جزءاً من شركة أفلام العالم العربى ، ثم تغير إسم الشركة لتصبح "صوت الفن".
حدث الخلاف الوحيد الذى وقع بين أفراد شركة "صوت الفن" و هى عندما أنتجت الشركة فيلم "الخطايا" ، كانت أغنية "قوللي حاجة" التى لحنها عبد الوهاب من ضمن أغانى الفيلم ، و عندما وضعها المخرج حسن الإمام فى سياق دراما الفيلم قرر أن يقطع الموسيقى لمدة عشر ثواني عندما تتلاقى نظرات عبد الحليم و حبيبته نادية لطفى ، فثار عبد الوهاب على ذلك و قرر إعادة مونتاج الفيلم الذي كان قد تم نسخ عدد كبير منه من أجل وضع أغنيته كاملة.
1962 :أغنية "الجزائر" غناها عبد الحليم ليحيي فيها كفاح أهل الجزائر اللذين نالوا إستقلالهم فى نفس العام.
أغنية "لست أدري" التى غناها عبد الحليم فى فيلم الخطايا ، أهداها إليه الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى غناها من قبل فى فيلم "رصاصة فى القلب" عام 1944.
1963 :بدأ تصوير فيلم "معبودة الجماهير" ، وكانت من ضمن أغانيه "بلاش عتاب" التى إستغرق كمال الطويل فى تلحينها مدة الأربعة سنوات التى إستغرقتها مدة تصوير الفيلم.
1964 :وقع خلاف بين عبد الحليم حافظ و السيدة أم كلثوم عندما أخرت دخوله على المسرح فى حفلة عيد الثورة ، وقال يومها قبل غنائه فى الميكروفون "إنه لشرف عظيم أن يختم مطرب حفل بعد أم كلثوم و لكنى لا أدري إذا ما كان غنائى اليوم شرف أم مقلب من أم كلثوم"
1965 :منع عبد الحليم فى هذه السنة من الغناء فى حفلة عيد الثورة بسبب ما حدث منه تجاه أم كلثوم ، إلا أن جمال عبد الناصر رد له إعتباره عندما أعلن عن إقامة حفلة أخرى فى الإسكندرية بعد الأولى بيومين ، والتى أصدر أمر أن يقوم عبد الحليم بإحياءها مع من يشاء من المطربين ، وكانت هذه هى الحفلة الأولى و الأخيرة التى تقام لإحتفالات الثورة فى الإسكندرية.
1967 :ظهر فيلم "معبودة الجماهير" بعد أربع سنوات من التوقفات و المشاكل الإنتاجية و الذى كان بطولة مشتركة بين عبد الحليم و الفنانة شادية و من إخراج حلمى رفلة.
يونيو 1967 : أقام عبد الحليم حافظ خلال الأيام التالية لوقوع النكسة فى مبنى الإذاعة، و ذلك برفقة الكاتب عبد الرحمن الأبنودى و الملحن كمال الطويل. لتكون الحصيلة فى النهاية عشرة أغنيات متعلقة بالمعركة، أهمها أغنية "أحلف بسماها" التى وعد حليم أن يغنيها فى كل حفلاته إلى أن تتحرر أرض مصر فى سيناء.
موعد حفلته التاريخية أمام 8 ألاف شخص فى قاعة ألبرت هول بلندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان. و قد قدم عبد الحليم فى هذا الحفل أغنيته "المسيح" لعبد الرحمن الأبنودي و بليغ حمدي فيما كانت أيضاً نسخة الحفل من أغنية "عدي النهار" واحدة من أبرز أغانى حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل.
1969: قدم العندليب برفقة المخرج حسين كمال فيلم "أبى فوق الشجرة" آخر عمل سينمائى له، و الذى حقق رقماًَ فلكياً فى عدد أسابيع عرضه الأول، حيث ظل فى دور العرض المصرية لمدة 52 أسبوعاً كاملاً .
1973 قام عبد الحليم ببطولة المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، و هو المسلسل الوحيد الذى شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، و ذلك برفقة نجلاء فتحى و عادل إمام و إخراج محمود علوان.
أغنية "عاش اللي قال" أول أغنيه غناها عبد الحليم بعد نصر أكتوبر 73 . من كلمات محمد حمزة و ألحان بليغ حمدي. ، و كانت أول أغنية أشاد فيها بدور الرئيس محمد أنور السادات فى إنتصار مصر العظيم.
1974 :غنى عبد الحليم اغنية "فاتت جنبنا" فى حفل بجامعة القاهرة للمرة الأولى ، من كلمات حسين السيد و الملحن محمد عبد الوهاب. و غنى معها "أى دمعة حزن لا لا " للكاتب محمد حمزة و الملحن بليغ حمدي.
موعد أخر عمل بين عبد الحليم و كمال الطويل مع أغنية "صباح الخير يا سينا".
1975 : بعد إعادة إفتتاح قناة السويس للملاحة العالمية غنى عبد الحليم آخر أغانيه الوطنية "النجمة مالت على القمر" كلمات محسن الخياط و ألحان محمد الموجي. و أغنية "المركبة عدت" من كلمات مصطفى الدمراني و ألحان محمد عبد الوهاب.
1976 : آخر ما تغنى به عبد الحليم "قارئة الفنجان" فى حفلة شم النسيم، و التى كانت من كلمات نزار قبانى و ألحان محمد الموجي .
كتوبر 1982: طرحت فى الأسواق مجموعة شرائط "عبد الحليم و مصر" التى جمعت كل أعمال عبد الحليم الوطنية ، مع حذف إسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكن على الرغم من ذلك وقفت عراقيل عدة أمام إصدار الشريط، و الذى يجد طريقه إلى الأسواق إلا بعد إصدار الرئيس حسنى مبارك لأمر بضرورة خروج هذه الوثائق التاريخية إلى النور
لا يعرف الكثيرون الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي اكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة وسمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة، وهو من أوائل العاملين في الإذاعة المصرية عند انشائها. شغل حافظ منصب مراقب الموسيقى والغناء في الإذاعة
يعشق المصريون الأساطير و طالما ألصقوا هذه الصفة بأكثر من شخصية فى حياتهم المعاصرة، و للأسف فإن معظم هذه الأساطير كانت فى الأغلب من ورق، تم تلطيخ أسطورتها بالكثير من المساحيق لتبدو و كأنها حتى أشباه أساطير ، و لكن يبقى عبد الحليم حافظ هو التعريف الرسمى لكملة " أسطورة "، فلم يكن هذا المطرب النحيل بحاجة إلى أية رتوش أو مساحيق، فهذا الشاب اليتيم صعد من أسفل السلم ليصبح مطرب الجيل، لم يتزوج من قبل و هو الذى علم فتيات العالم العربي كلهن الحب، و فى الفترة التى كان كبده ينزف فيها أكثر من ثلاث مرات فى اليوم كان يقدم للموسيقى العربية أفضل لحظاتها فى الخمسين عاماً الماضية، إنه ربما الشخصية العربية الوحيدة الى مازالت حياتها حافلة بالأسرار و الصفحات المجهولة على الرغم من رحيلها قبل 26 عاماً كاملة.
يتحدث الكثيرون عن عبد الحليم حافظ على إنه نبتة ظهرت فى أرض مصر و إختفت دون سبب ، و لكن للأسف كان عبد الحليم حافظ نموذجاً لجيل كامل ظهر فى مرحلة بالغة الأهمية فى حياة المصريين بمنتصف القرن الماضى. فقد ولد عبد الحليم حافظ يتيماً فى 9 فبراير من عام 1929 بقرية صغيرة تدعى الحلوات بمحافظة الشرقية ، و كان شأنه كشأن المئات من أقرانه الذين تشكل الموسيقى و الغناء مساحة لا بأس بها من حياتهم اليومية، فقد كانت الموسيقى نافذة عبد الحليم على عوالم أخرى لم يحلم بها طفل فى العاشرة من عمره قط، و هو الذى كان يتسمر أمام دكان بقال القرية أملاً فى أن يستمع إلى أغنية من الردايو لعبد الوهاب أو ام كلثوم. و لا يمكن أيضاً تجاهل دور الموالد العديدة التى حضرها بقريته أو بمحافظات أخرى لتشكل جانباً مهماً من ثقافته الموسيقية، مثلما كان الحال مع معظم مطربى مصر الكبار، الذين تعرفوا على ملامح الحس الشعبى المصرى، و " المزاج" الموسيقى الخاص بناس هذا البلد... فقط من خلال "مدرسة المولد".
قرر عبد الحليم فى سن السادسة عشرة الذهاب للقاهرة و الإلتحاق بمعهد الموسيقى العربية، مفضلاً الإنضمام لقسم الآلات، و ذلك على عكس ما توقع البعض و فى مقدمتهم صديقه و زميله فى المعهد آنذاك كمال الطويل. تخرج حليم من المعهد عام 1948 عازفاً لألة الابواه دون أن يضع قدمه فى عالم الغناء بعد ، و لكن كما يذكر مجدى العمروسى مدير أعمال " العندليب " فى مذكراته كان للصدفة عامل كبيرفى تفكير حليم الجدى فى التفرغ للغناء، حيث كان حليم عازفاً للأبواه فى فرقة تنتظر فى أحد أستوديوهات لتسجيل إحدى ألحان كمال الطويل لنجم الفترة آنذاك عبد الغنى السيد، و الذى تأخر كثيراً عن موعد التسجيل، و ماكان من الطويل إلا أن طلب من حليم تسجيل الاغنية هذه المرة بصوته. و ما أن فرغ المطرب الشاب من الغناء حتى كانت علامات الدهشة الممزوجة بالإعجاب تبدو على وجه كل الحاضرين فى الاستوديو. ليقتنع عبد الحليم بعدها أن موهبته فى الغناء تستحق أن يطلع عليها جمع أكبر من الناس.
لم تكن بداية عبد الحليم كمطرب مبشرة بأى حال من الأحوال حيث قوبل بصافرات الإستهجان فى معظم حفلاته الأولى، التى قدم من خلالها مجموعة من أغنياته الخاصة مثل "صافينى مرة" و قصيدة "لقاء" لصلاح عبد الصبور، حيث لم يكن الناس على إستعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد. و لكن مع إنتشار عدوى الثورة فى كل مكان عقب يوليو 1952، أصبح المناخ معداً تماماً لأستقبال حليم و معه جيل كامل من المبدعين، كانوا أشبه بجنود للثورة أكثر من كونهم فنانين عاصروها. و لا يوجد ما هو أدل على ذلك سوى تقديم المذيع الكبير جلال معوض لحفلة أضواء المدينة فى يوم 18 يونيو 1953 ،و هو أول إحتفال غنائى يقام بعد إعلان الجمهورية فى مصر، حيث أفتتح معوض إحدى وصلات الحفل بقوله "اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، و المطرب عبد الحليم حافظ"، و لم يكن هذا تقديماً لمطرب شاب فحسب بل كان تنصيباً لعبد الحليم كمطرب لمرحلة و جيل و أمة بأكملها تتطلع إلى التغيير
لم يفوت حليم الفرصة هذه المرة فقد نجح من خلال مجموعة أغانى خفيفة مثل "على قد الشوق" و " أنا لك على طول" و "الحلو حياتى" و "هى دى هى" فى ترسيخ أسلوب جديد فى الغناء الشرقى بالإشتراك مع أسماء مثل الشاعر مرسى جميل عزيز و الملحنين محمد الموجى و كمال الطويل. حيث أعتمدت تلك الأغانى من ذوات الخمس دقائق على الإيقاعات و المقامات الشرقية المعتادة ممزوجة بحس غربى فى التوزيع الموسيقى لايفتقد للوعى،و ذلك جاء متسقاً مع حالة الإنفتاح الثقافى التى كانت سائدة فى الوسط الموسيقى آنذاك. و قد قاد عبدالحليم جيل كامل من المطربين لأحداث تغيير كامل فى بنية الاغنية العربية خاصة فى ظل إنتشار الاذاعة و السينما و إزدهار صناعة الاسطونات، وهى وسائط جعلت متطلبات الأغنية شديدة الاختلاف حتى عن عقد مضى و هو ما عرف بعض المعارضين بطبيعة الحال. ولكنه عرف ترحيباُ أكبر من شباب الوطن العربى بأكمله.
كان لإقتحام عبد الحليم حافظ مجال السينما أثره البالغ فى إنتشار شعبيته داخل و خارج القطر المصرى، إضافة إلى تواجد عبد الحليم دوماً ضمن "فترينة" الثورة، التى تسوق جميع مبادئها فى العالم العربى. بل أن أغانى عبد الحليم عقب العدوان الثلاثى، و فى مقدمتها "الله يا بلدنا الله"، و من بعدها "تحت راية بورسعيد" أكدت أن نبرة أغانى عبد الحلبم الثورية أصبحت طريقاً يجب السير على نهجه. و قد واصل عبد الحليم "إكتساحه" للمشاعر القومية خلال فترة الستينات من خلال أغانى مثل "المسئولية" و "بستان الاشتراكية" ، "يا أهلاً بالمعارك" و صورة " مع شاعر الثورة الراحل صلاح جاهين، و الذي كان رفيقاً فكرياً لعبد الحليم طوال سنوات "المعركة القومية".
و كما كانت بدايته مع غناء القصائد باللغة العربية مع "لقاء" لصلاح عبد الصبور فقد واصل عبد الحليم مشواره مع غناء القصائد خلال عقدى الستينات و السبعينيات، و قد تعاون مع معظم أسماء الوزن الثقيل فى كتابة القصائد على رأسهم فيلسوفه كامل الشناوى، و الذى غنى له عبد الحليم "حبيبها" و "لا تكذبى" ، و ذلك قبل أن يدخل أثناء فترة السبعينات فى موجة نزار قبانى و التى شهدت أهم أعماله فى تلك الحقبة "رسالة من تحت الماء" و "قارئة الفنجان".و يذكر مجدى العمروسى أيضاً فى مذكراته أن مرحلة الاعداد للقصائد بالنسبة لعبد الحليم كانت أشبه بالقنابل الموقوتة، نظراً لتدقيق حليم الشديد فى كل كبيرة و صغيرة، و مطالبه التى لا تنتهى، و التى تصل أحياناً إلى حد تعديل بعض الكلمات.
لم تكن مرحلة السبعينات بالنسبة لحليم فترة أكثر روعة من سابقتيها حيث لم يعد حليم قادراً على العمل بنفس الغزارة التى كان يرجوها، خاصة بعد أن تملكه مرض الكبد تماماً خلال تلك الفترة، بل إنه أصبح زبوناً دائماً فى مستشفيات لندن ، أما فى أوقات العمل، فقد كان الاستديو الخاص به أشبه بالمستشفى المتنقلة، و ذلك فى نفس الوقت الذى أنهالت عليه صحافة القاهرة بإنه يدعى المرض إمعاناً فى نسج الأسطورة من حوله، و لكن بالفعل كان "العندليب" منشغلاًَ خلال سنوات السبعينات على العمل مع بليغ حمدى بشكل أكبر ، و الذى كان من أغزر الملحنين الذى عمل معهم عبد الحليم بعد الثلاثى عبد الوهاب و الموجى و الطويل، و قد أثمر هذا التعاون عن أشهر أغنيات تلك الفترة مثل "زى الهوا" ..."نبتدى منين الحكاية" ..و "فاتت جنبنا"، و التى تعتبر واحدة من أخر أغنياته الجماهيرية قبل وفاته فى مارس من عام 1977.
امذ إذا وقع إختيارنا على واحدة من حفلات عبد الحليم لتكون حفلته المختارة فإن الإختيار سيكون بالغ الصعوبة، خاصة أن حليم كان يعشق الأداء الحى و له صولاته و سقطاته أيضاً على خشبة المسرح لا يستطيع أحد أن ينساها بسهولة، و لكن ستبقى حفلته الشهيرة عقب نكسة 1967لصالح المجهود الحربى فى قاعة ألبرت هول بالعاصمة البريطانية لندن من اهم الحفلات التى أداها مطرب عربى على الاطلاق، خاصة أن وصلته الغنائية شملت أغنينتين من أفضل أغانى عبد الحليم الوطنية و هما "عدى النهار" و "المسيح"، و هناك العديد من الخبراء و المؤرخون الموسيقيون يؤكدون أن مكتبة هواة الغناء العربى لن تكتمل إلا بتسجيل هذه الحفلة ، و التى حققت نجاحا مادياً و أدبياً غير مسبوقاً فى تلك الفترة.
عايش عبد الحليم فترات سياسية هامة عاشها القطر المصري مثل حربه مع اسرائيل وفترة العدوان الثلاثي والنكسة وقد كان له شأن في تسجيل هذه الحقبة بأغانيه الوطنية الخالدة التي شحذت همة الشعب المصري الذي تفاعل معها وتغنى بها.
ويبقى أهم ما غنّى في هذا النمط الغنائي «نشيد الوطن الأكبر» والذي يخرج فيه بمفهوم الوطن الى سائر البلاد العربية. وكانت هذه تجربته في الغناء الجماعي اذ أتى الدور الرئيسي وسط عدد من المطربات بينهن وردة الجـزائرية وشادية ونجاة...
أشعلت أغانيه نار الحب الذي لا يعرف الحدود ونار الجرح الذي لم تمحه السنون.
وعلى الرغم من مرور 27 سنة على رحيله فقد ترك لنا العندليب أغان لا تنسى أحبها حتى من لم يعرف هذا الفنان المتألم.
من منا لايعرف العندليب الأسمر أو يسمع عنه ربما بعضنا لم يسمع له ولكني أجزم اننا جميعا دون إستثناء سمعنا عنه ... فماذا نعرف عن عبدالحليم حافظ ..
هو عبدالحليم إسماعيل شبانة .. ولد في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات في مصر .. وتوفيت والدته بعد ولادته في نفس يوم .. ونشأ عبدالحليم يتيما من يوم ولادته .. وقبل أن يتم عبدالحليم عامه الأول توفي والده .. ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل .. ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة ..ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته .. ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به
وبعد مدة طويلة من العذاب والإحباط والمحاولات الفاشلة خصوصا انه كان يرفض أن يغني أغاني محمد عبدالوهاب ويصر أن يغني أغانيه هو .. حتى أتت الفرصة للعندليب الأسمر وذلك عندما غنى أغنية ( على قد الشوق ) من الحان كمال الطويل والتي رفعت أسهم العندليب الأسمر لدى الجمهور بشكل كبير ..ومن بعدها والعندليب الأسمر في صعود مستمر حتى بلغ قمه الهرم الغنائي في مصر والوطن العربي أجمع
دخل عبد الحليم شبانة معهد الموسيقى وتعلم الطرب والغناء والعزف وقد كان أخوه إسماعيل قد تخرج من المعهد نفسه
تخرج عبد الحليم سنة 1949 من معهد الموسيقى وقد عرفت تلك الفترة من الخمسينات تخرّج عمالقة التلحين مثل الموسيقار محمد الموجي ورياض السنباطي.
دخل الإذاعة بهدف إنشاء فرقة لكن صوته شد إنتباه بعض ممن حوله على الرغم من تصدي البعض الآخر لهذا الصوت الجديد.
أول أفلامه كان فيلم «لحن الوفاء» لحلــمي رفلة، مثل عبد الحليم بعدها أمام أجمل جميلات السيــنما المصرية شادية ونادية لطفي ومــريم فخــر الدين وســعاد حسني...
علاقته بسعاد حسني
حيكت حول حياته الشخصية قصص له عن الحب والعلاقات الغرامية ولعل أهــمها علاقــته بسندريلا الشاشة سعاد حسني، فكانت علاقة حبهما او زواجهما محور حديث الأوساط الاعلامية ردها مـــن الزمن ولكن حينهــا أنكــر الطرفان أن يكــون هــذا الزواج قد تم فعلا.
ولكن بعد وفاة السندريلا كشف النقاب عن هذه العلاقة فقد أكد مقربون من الممثلين أن هذا الزواج قد تم فعلا بشهادة شهود الا ان تكتم عبد الحليم على هذا الزواج قد دفع بسعاد حسني لطلب الإنفصال. وقد ساهم عبد الحليم في صناعة شهرة سعاد حسني في بدايتها خاصة فكان يرشدها ويهتم بها وبالأعمال التي تقدمها وقال الكثيرون ممن عرفوا السندريلا خاصة أنها أحبته حبا كبيرا وهو ربما ما دفعها لإخفاء حقيقة إرتباطها به.
كان عبد الحليم حافظ مبدعا في أعماله خرج بالكلمة واللحن والأداء عمّا هو سائد في تلك الأيام فخلق لنفسه فضاء فنيا متميزا سلب عقول الكبار والصغار... المحبين والمجروحين... السعداء والمتألمين.
21 يونيو 1929: ولد عبد الحليم شبانة في قرية الحلوات، مركز فاقوس، الزقازيق، بمحافظة الشرقية مصر.
في سنة 1945 إلتقى عبد الحليم بالفنان كمال الطويل في المعهد الأعلى للموسيقى العربية، حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1949
1951 عمل كعازف لآلة الأوبوا في فرقة موسيقى
الإذاعة
1951 : تقابل مع صديق ورفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي الكبير فهمي عمر .
1952 : " العهد الجديد " أول نشيد وطني غناه عبد الحليم حافظ في حياته، من كلمات محمود عبد الحي وألحان عبد الحميد توفيق زكي، وقد غناها عبد الحليم بعد قيام ثورة 23 يوليو .
1953 : ظهر بصوته (فقط) بأغنية " ليه تحسب الأيام " كلمات فتحي قورة وألحان علي فراج في فيلم " بعد الوداع "
وشارك عبد الحليم للمرة الثانية بصوته فقط في فيلم سينمائي، هذه المرة مع فيلم " بائعة الخبز" ، حيث غنى شكري سرحان بصوت حليم أغنية " أنا أهواك " ، وذلك أمام ماجدة التي غنت بدورها في الفيلم بصوت المطربة برلنتي حسن .
يوم 18 يونيوفي نفس السنة أحيا عبد الحليم حفلة أضواء المدينة بحديقة الأندلس فيما يعتبر بأنها حفلته الرسمية الأولى، والتي كانت أيضا أول إحتفال رسمي بإعلان الجمهورية. حيث كان يوسف وهبي فنان الشعب قد قدم ذلك المطرب الشاب بقوله " اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، وأقدم لكم الفنان عبد الحليم حافظ " .
1953 : تعاقد الموسيقار محمد عبد الوهاب مع الشاب عبد الحليم حافظ على بطولة فيلمين وهما "بنات اليوم" ، و "أيام و ليالى" و لكن لم يتم تنفيذهما ، و بدأ فى تصوير فيلم أول أفلامه بعد ذلك بعامين.
1954 : أول قصيدة تغنى بها عبد الحليم "لقاء" التى كانت من كلمات صلاح عبد الصبور و ألحان كمال الطويل.
ظهرت أغنية "على قد الشوق" فى الإذاعة للمرة الأولى، من كلمات محمد علي أحمد و ألحان كمال الطويل ، والتى ظهرت بعدها بعام فى "لحن الوفاء" أول أفلام عبد الحليم حافظ المعروضة.
1955: بدأ عبد الحليم فى تصوير أول افلامه "أيامنا الحلوة" مع المخرج حلمي حليم و فى نفس الوقت بدأ تصوير فيلم "لحن الوفاء"مع المخرج ابراهيم عمارة ، وقد تم عرض الفيلمين فى فترة متزامنة ، إلا أن "لحن الوفاء" تم عرضه قبل "أيامنا الحلوة" بأسبوع واحد فقط.
لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب أول أغانيه لعبد الحليم مع أغنية "توبة"، و التى ظهرت بعد ذلك فى فيلم "أيام و ليالى" فى نفس العام، الذى شهد عرض أربعة أفلام كاملة للعندليب، فيما وصف بأنه عامه الذهبى سينمائياً.
1956: موعد أول لقاء فنى بين الثلاثي عبد الحليم و المحلن كمال الطويل و الشاعر صلاح جاهين ، و ذلك مع أغنية "إحنا الشعب"، أول أغنية يغنيها حليم للرئيس جمال عبد الناصر بعد اختياره شعبياً لأن يكون رئيساً للجمهورية.
محمد عبد الوهاب يقدم على تعاونه الأول مع عبد الحليم فى مجال الأغانى الوطنية، و ذلك مع أغنية "الله يا بلدنا" ، والتى تغنى بها عبد الحليم بعد العدوان الثلاثى.
عبد الحليم حافظ يصاب بأول نزيف فى المعدة. وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.
خرج إلى النور فيلم "دليلة" أول فيلم مصرى ملون بطريقة السكوب، و تقاسم بطولته عبد الحليم مع شادية فى ثانى لقاء سينمائى بينهما، و هو الفيلم الذى راهن مخرجه محمد كريم أن يقود عبد الحليم بعده جيلاً جديداً من المبدعين و الفنانين.
1957: موعد أول لقاء فنى بين عبد الحليم حافظ و الملحن بليغ حمدي مع أغنية" تخونوه" التى ظهرت بفيلم "الوسادة الخالية" . و كان عبد الحليم قد لفت نظره لحن هذه الأغنية للمرة الأولى عندما كان يؤدى بروفاته الخاصة للفيلم، حيث كان يقوم بليغ يؤدى بروفة خاصة به لأغنية "تخونوه" مع النجمة الكبيرة ليلى مراد. فنال اللحن إعجاب عبد الحليم الشديد، حتى إنه استأذن من المطربة الكبيرة أن يرفق الأغنية فى فيلم "الوسادة الخالية"، لتصبح واحدة من أهم أغانى أفلام العندليب على الإطلاق.
1960: تكونت شركة "أفلام العالم العربى" بين عبد الحليم و مجدي العمروسى و مدير التصوير وحيد فريد، ليصبح فيلم "البنات و الصيف" باكورة أعمال الشركة ، و الذى كان عبد الحليم بطلاً لقصته الثالثة.
غنى عبد الحليم "حكاية شعب" من كلمات أحمد شفيق كامل و لحن كمال الطويل، و ذلك فى حفل أضواء المدينة الذى أقيم بمدينة أسوان للإحتفال بوضع حجر الأساس بيناء السد العالى، وقد حضر الحفل جمال عبد الناصر. و ظل الجمهور صامتاً طوال فترة الأغنية مما أثار إحساساً بالقلق من فشلها ، و عندما أعطى إشارة نهاية الأغنية حدثت المفاجأة فقد قوبلت هذه الأغنية بعاصفة من التصفيق الشديد، خاصة من رجال الثورة.
1961 :دخل الموسيقار محمد عبد الوهاب شريكاً مع عبد الحليم فى شركة إنتاج أسطوانات، لتصبح جزءاً من شركة أفلام العالم العربى ، ثم تغير إسم الشركة لتصبح "صوت الفن".
حدث الخلاف الوحيد الذى وقع بين أفراد شركة "صوت الفن" و هى عندما أنتجت الشركة فيلم "الخطايا" ، كانت أغنية "قوللي حاجة" التى لحنها عبد الوهاب من ضمن أغانى الفيلم ، و عندما وضعها المخرج حسن الإمام فى سياق دراما الفيلم قرر أن يقطع الموسيقى لمدة عشر ثواني عندما تتلاقى نظرات عبد الحليم و حبيبته نادية لطفى ، فثار عبد الوهاب على ذلك و قرر إعادة مونتاج الفيلم الذي كان قد تم نسخ عدد كبير منه من أجل وضع أغنيته كاملة.
1962 :أغنية "الجزائر" غناها عبد الحليم ليحيي فيها كفاح أهل الجزائر اللذين نالوا إستقلالهم فى نفس العام.
أغنية "لست أدري" التى غناها عبد الحليم فى فيلم الخطايا ، أهداها إليه الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى غناها من قبل فى فيلم "رصاصة فى القلب" عام 1944.
1963 :بدأ تصوير فيلم "معبودة الجماهير" ، وكانت من ضمن أغانيه "بلاش عتاب" التى إستغرق كمال الطويل فى تلحينها مدة الأربعة سنوات التى إستغرقتها مدة تصوير الفيلم.
1964 :وقع خلاف بين عبد الحليم حافظ و السيدة أم كلثوم عندما أخرت دخوله على المسرح فى حفلة عيد الثورة ، وقال يومها قبل غنائه فى الميكروفون "إنه لشرف عظيم أن يختم مطرب حفل بعد أم كلثوم و لكنى لا أدري إذا ما كان غنائى اليوم شرف أم مقلب من أم كلثوم"
1965 :منع عبد الحليم فى هذه السنة من الغناء فى حفلة عيد الثورة بسبب ما حدث منه تجاه أم كلثوم ، إلا أن جمال عبد الناصر رد له إعتباره عندما أعلن عن إقامة حفلة أخرى فى الإسكندرية بعد الأولى بيومين ، والتى أصدر أمر أن يقوم عبد الحليم بإحياءها مع من يشاء من المطربين ، وكانت هذه هى الحفلة الأولى و الأخيرة التى تقام لإحتفالات الثورة فى الإسكندرية.
1967 :ظهر فيلم "معبودة الجماهير" بعد أربع سنوات من التوقفات و المشاكل الإنتاجية و الذى كان بطولة مشتركة بين عبد الحليم و الفنانة شادية و من إخراج حلمى رفلة.
يونيو 1967 : أقام عبد الحليم حافظ خلال الأيام التالية لوقوع النكسة فى مبنى الإذاعة، و ذلك برفقة الكاتب عبد الرحمن الأبنودى و الملحن كمال الطويل. لتكون الحصيلة فى النهاية عشرة أغنيات متعلقة بالمعركة، أهمها أغنية "أحلف بسماها" التى وعد حليم أن يغنيها فى كل حفلاته إلى أن تتحرر أرض مصر فى سيناء.
موعد حفلته التاريخية أمام 8 ألاف شخص فى قاعة ألبرت هول بلندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان. و قد قدم عبد الحليم فى هذا الحفل أغنيته "المسيح" لعبد الرحمن الأبنودي و بليغ حمدي فيما كانت أيضاً نسخة الحفل من أغنية "عدي النهار" واحدة من أبرز أغانى حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل.
1969: قدم العندليب برفقة المخرج حسين كمال فيلم "أبى فوق الشجرة" آخر عمل سينمائى له، و الذى حقق رقماًَ فلكياً فى عدد أسابيع عرضه الأول، حيث ظل فى دور العرض المصرية لمدة 52 أسبوعاً كاملاً .
1973 قام عبد الحليم ببطولة المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، و هو المسلسل الوحيد الذى شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، و ذلك برفقة نجلاء فتحى و عادل إمام و إخراج محمود علوان.
أغنية "عاش اللي قال" أول أغنيه غناها عبد الحليم بعد نصر أكتوبر 73 . من كلمات محمد حمزة و ألحان بليغ حمدي. ، و كانت أول أغنية أشاد فيها بدور الرئيس محمد أنور السادات فى إنتصار مصر العظيم.
1974 :غنى عبد الحليم اغنية "فاتت جنبنا" فى حفل بجامعة القاهرة للمرة الأولى ، من كلمات حسين السيد و الملحن محمد عبد الوهاب. و غنى معها "أى دمعة حزن لا لا " للكاتب محمد حمزة و الملحن بليغ حمدي.
موعد أخر عمل بين عبد الحليم و كمال الطويل مع أغنية "صباح الخير يا سينا".
1975 : بعد إعادة إفتتاح قناة السويس للملاحة العالمية غنى عبد الحليم آخر أغانيه الوطنية "النجمة مالت على القمر" كلمات محسن الخياط و ألحان محمد الموجي. و أغنية "المركبة عدت" من كلمات مصطفى الدمراني و ألحان محمد عبد الوهاب.
1976 : آخر ما تغنى به عبد الحليم "قارئة الفنجان" فى حفلة شم النسيم، و التى كانت من كلمات نزار قبانى و ألحان محمد الموجي .
كتوبر 1982: طرحت فى الأسواق مجموعة شرائط "عبد الحليم و مصر" التى جمعت كل أعمال عبد الحليم الوطنية ، مع حذف إسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكن على الرغم من ذلك وقفت عراقيل عدة أمام إصدار الشريط، و الذى يجد طريقه إلى الأسواق إلا بعد إصدار الرئيس حسنى مبارك لأمر بضرورة خروج هذه الوثائق التاريخية إلى النور
لا يعرف الكثيرون الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي اكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة وسمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة، وهو من أوائل العاملين في الإذاعة المصرية عند انشائها. شغل حافظ منصب مراقب الموسيقى والغناء في الإذاعة
يعشق المصريون الأساطير و طالما ألصقوا هذه الصفة بأكثر من شخصية فى حياتهم المعاصرة، و للأسف فإن معظم هذه الأساطير كانت فى الأغلب من ورق، تم تلطيخ أسطورتها بالكثير من المساحيق لتبدو و كأنها حتى أشباه أساطير ، و لكن يبقى عبد الحليم حافظ هو التعريف الرسمى لكملة " أسطورة "، فلم يكن هذا المطرب النحيل بحاجة إلى أية رتوش أو مساحيق، فهذا الشاب اليتيم صعد من أسفل السلم ليصبح مطرب الجيل، لم يتزوج من قبل و هو الذى علم فتيات العالم العربي كلهن الحب، و فى الفترة التى كان كبده ينزف فيها أكثر من ثلاث مرات فى اليوم كان يقدم للموسيقى العربية أفضل لحظاتها فى الخمسين عاماً الماضية، إنه ربما الشخصية العربية الوحيدة الى مازالت حياتها حافلة بالأسرار و الصفحات المجهولة على الرغم من رحيلها قبل 26 عاماً كاملة.
يتحدث الكثيرون عن عبد الحليم حافظ على إنه نبتة ظهرت فى أرض مصر و إختفت دون سبب ، و لكن للأسف كان عبد الحليم حافظ نموذجاً لجيل كامل ظهر فى مرحلة بالغة الأهمية فى حياة المصريين بمنتصف القرن الماضى. فقد ولد عبد الحليم حافظ يتيماً فى 9 فبراير من عام 1929 بقرية صغيرة تدعى الحلوات بمحافظة الشرقية ، و كان شأنه كشأن المئات من أقرانه الذين تشكل الموسيقى و الغناء مساحة لا بأس بها من حياتهم اليومية، فقد كانت الموسيقى نافذة عبد الحليم على عوالم أخرى لم يحلم بها طفل فى العاشرة من عمره قط، و هو الذى كان يتسمر أمام دكان بقال القرية أملاً فى أن يستمع إلى أغنية من الردايو لعبد الوهاب أو ام كلثوم. و لا يمكن أيضاً تجاهل دور الموالد العديدة التى حضرها بقريته أو بمحافظات أخرى لتشكل جانباً مهماً من ثقافته الموسيقية، مثلما كان الحال مع معظم مطربى مصر الكبار، الذين تعرفوا على ملامح الحس الشعبى المصرى، و " المزاج" الموسيقى الخاص بناس هذا البلد... فقط من خلال "مدرسة المولد".
قرر عبد الحليم فى سن السادسة عشرة الذهاب للقاهرة و الإلتحاق بمعهد الموسيقى العربية، مفضلاً الإنضمام لقسم الآلات، و ذلك على عكس ما توقع البعض و فى مقدمتهم صديقه و زميله فى المعهد آنذاك كمال الطويل. تخرج حليم من المعهد عام 1948 عازفاً لألة الابواه دون أن يضع قدمه فى عالم الغناء بعد ، و لكن كما يذكر مجدى العمروسى مدير أعمال " العندليب " فى مذكراته كان للصدفة عامل كبيرفى تفكير حليم الجدى فى التفرغ للغناء، حيث كان حليم عازفاً للأبواه فى فرقة تنتظر فى أحد أستوديوهات لتسجيل إحدى ألحان كمال الطويل لنجم الفترة آنذاك عبد الغنى السيد، و الذى تأخر كثيراً عن موعد التسجيل، و ماكان من الطويل إلا أن طلب من حليم تسجيل الاغنية هذه المرة بصوته. و ما أن فرغ المطرب الشاب من الغناء حتى كانت علامات الدهشة الممزوجة بالإعجاب تبدو على وجه كل الحاضرين فى الاستوديو. ليقتنع عبد الحليم بعدها أن موهبته فى الغناء تستحق أن يطلع عليها جمع أكبر من الناس.
لم تكن بداية عبد الحليم كمطرب مبشرة بأى حال من الأحوال حيث قوبل بصافرات الإستهجان فى معظم حفلاته الأولى، التى قدم من خلالها مجموعة من أغنياته الخاصة مثل "صافينى مرة" و قصيدة "لقاء" لصلاح عبد الصبور، حيث لم يكن الناس على إستعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد. و لكن مع إنتشار عدوى الثورة فى كل مكان عقب يوليو 1952، أصبح المناخ معداً تماماً لأستقبال حليم و معه جيل كامل من المبدعين، كانوا أشبه بجنود للثورة أكثر من كونهم فنانين عاصروها. و لا يوجد ما هو أدل على ذلك سوى تقديم المذيع الكبير جلال معوض لحفلة أضواء المدينة فى يوم 18 يونيو 1953 ،و هو أول إحتفال غنائى يقام بعد إعلان الجمهورية فى مصر، حيث أفتتح معوض إحدى وصلات الحفل بقوله "اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، و المطرب عبد الحليم حافظ"، و لم يكن هذا تقديماً لمطرب شاب فحسب بل كان تنصيباً لعبد الحليم كمطرب لمرحلة و جيل و أمة بأكملها تتطلع إلى التغيير
لم يفوت حليم الفرصة هذه المرة فقد نجح من خلال مجموعة أغانى خفيفة مثل "على قد الشوق" و " أنا لك على طول" و "الحلو حياتى" و "هى دى هى" فى ترسيخ أسلوب جديد فى الغناء الشرقى بالإشتراك مع أسماء مثل الشاعر مرسى جميل عزيز و الملحنين محمد الموجى و كمال الطويل. حيث أعتمدت تلك الأغانى من ذوات الخمس دقائق على الإيقاعات و المقامات الشرقية المعتادة ممزوجة بحس غربى فى التوزيع الموسيقى لايفتقد للوعى،و ذلك جاء متسقاً مع حالة الإنفتاح الثقافى التى كانت سائدة فى الوسط الموسيقى آنذاك. و قد قاد عبدالحليم جيل كامل من المطربين لأحداث تغيير كامل فى بنية الاغنية العربية خاصة فى ظل إنتشار الاذاعة و السينما و إزدهار صناعة الاسطونات، وهى وسائط جعلت متطلبات الأغنية شديدة الاختلاف حتى عن عقد مضى و هو ما عرف بعض المعارضين بطبيعة الحال. ولكنه عرف ترحيباُ أكبر من شباب الوطن العربى بأكمله.
كان لإقتحام عبد الحليم حافظ مجال السينما أثره البالغ فى إنتشار شعبيته داخل و خارج القطر المصرى، إضافة إلى تواجد عبد الحليم دوماً ضمن "فترينة" الثورة، التى تسوق جميع مبادئها فى العالم العربى. بل أن أغانى عبد الحليم عقب العدوان الثلاثى، و فى مقدمتها "الله يا بلدنا الله"، و من بعدها "تحت راية بورسعيد" أكدت أن نبرة أغانى عبد الحلبم الثورية أصبحت طريقاً يجب السير على نهجه. و قد واصل عبد الحليم "إكتساحه" للمشاعر القومية خلال فترة الستينات من خلال أغانى مثل "المسئولية" و "بستان الاشتراكية" ، "يا أهلاً بالمعارك" و صورة " مع شاعر الثورة الراحل صلاح جاهين، و الذي كان رفيقاً فكرياً لعبد الحليم طوال سنوات "المعركة القومية".
و كما كانت بدايته مع غناء القصائد باللغة العربية مع "لقاء" لصلاح عبد الصبور فقد واصل عبد الحليم مشواره مع غناء القصائد خلال عقدى الستينات و السبعينيات، و قد تعاون مع معظم أسماء الوزن الثقيل فى كتابة القصائد على رأسهم فيلسوفه كامل الشناوى، و الذى غنى له عبد الحليم "حبيبها" و "لا تكذبى" ، و ذلك قبل أن يدخل أثناء فترة السبعينات فى موجة نزار قبانى و التى شهدت أهم أعماله فى تلك الحقبة "رسالة من تحت الماء" و "قارئة الفنجان".و يذكر مجدى العمروسى أيضاً فى مذكراته أن مرحلة الاعداد للقصائد بالنسبة لعبد الحليم كانت أشبه بالقنابل الموقوتة، نظراً لتدقيق حليم الشديد فى كل كبيرة و صغيرة، و مطالبه التى لا تنتهى، و التى تصل أحياناً إلى حد تعديل بعض الكلمات.
لم تكن مرحلة السبعينات بالنسبة لحليم فترة أكثر روعة من سابقتيها حيث لم يعد حليم قادراً على العمل بنفس الغزارة التى كان يرجوها، خاصة بعد أن تملكه مرض الكبد تماماً خلال تلك الفترة، بل إنه أصبح زبوناً دائماً فى مستشفيات لندن ، أما فى أوقات العمل، فقد كان الاستديو الخاص به أشبه بالمستشفى المتنقلة، و ذلك فى نفس الوقت الذى أنهالت عليه صحافة القاهرة بإنه يدعى المرض إمعاناً فى نسج الأسطورة من حوله، و لكن بالفعل كان "العندليب" منشغلاًَ خلال سنوات السبعينات على العمل مع بليغ حمدى بشكل أكبر ، و الذى كان من أغزر الملحنين الذى عمل معهم عبد الحليم بعد الثلاثى عبد الوهاب و الموجى و الطويل، و قد أثمر هذا التعاون عن أشهر أغنيات تلك الفترة مثل "زى الهوا" ..."نبتدى منين الحكاية" ..و "فاتت جنبنا"، و التى تعتبر واحدة من أخر أغنياته الجماهيرية قبل وفاته فى مارس من عام 1977.
امذ إذا وقع إختيارنا على واحدة من حفلات عبد الحليم لتكون حفلته المختارة فإن الإختيار سيكون بالغ الصعوبة، خاصة أن حليم كان يعشق الأداء الحى و له صولاته و سقطاته أيضاً على خشبة المسرح لا يستطيع أحد أن ينساها بسهولة، و لكن ستبقى حفلته الشهيرة عقب نكسة 1967لصالح المجهود الحربى فى قاعة ألبرت هول بالعاصمة البريطانية لندن من اهم الحفلات التى أداها مطرب عربى على الاطلاق، خاصة أن وصلته الغنائية شملت أغنينتين من أفضل أغانى عبد الحليم الوطنية و هما "عدى النهار" و "المسيح"، و هناك العديد من الخبراء و المؤرخون الموسيقيون يؤكدون أن مكتبة هواة الغناء العربى لن تكتمل إلا بتسجيل هذه الحفلة ، و التى حققت نجاحا مادياً و أدبياً غير مسبوقاً فى تلك الفترة.
عايش عبد الحليم فترات سياسية هامة عاشها القطر المصري مثل حربه مع اسرائيل وفترة العدوان الثلاثي والنكسة وقد كان له شأن في تسجيل هذه الحقبة بأغانيه الوطنية الخالدة التي شحذت همة الشعب المصري الذي تفاعل معها وتغنى بها.
ويبقى أهم ما غنّى في هذا النمط الغنائي «نشيد الوطن الأكبر» والذي يخرج فيه بمفهوم الوطن الى سائر البلاد العربية. وكانت هذه تجربته في الغناء الجماعي اذ أتى الدور الرئيسي وسط عدد من المطربات بينهن وردة الجـزائرية وشادية ونجاة...
أشعلت أغانيه نار الحب الذي لا يعرف الحدود ونار الجرح الذي لم تمحه السنون.
وعلى الرغم من مرور 27 سنة على رحيله فقد ترك لنا العندليب أغان لا تنسى أحبها حتى من لم يعرف هذا الفنان المتألم.
من منا لايعرف العندليب الأسمر أو يسمع عنه ربما بعضنا لم يسمع له ولكني أجزم اننا جميعا دون إستثناء سمعنا عنه ... فماذا نعرف عن عبدالحليم حافظ ..
هو عبدالحليم إسماعيل شبانة .. ولد في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات في مصر .. وتوفيت والدته بعد ولادته في نفس يوم .. ونشأ عبدالحليم يتيما من يوم ولادته .. وقبل أن يتم عبدالحليم عامه الأول توفي والده .. ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل .. ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة ..ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته .. ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به
وبعد مدة طويلة من العذاب والإحباط والمحاولات الفاشلة خصوصا انه كان يرفض أن يغني أغاني محمد عبدالوهاب ويصر أن يغني أغانيه هو .. حتى أتت الفرصة للعندليب الأسمر وذلك عندما غنى أغنية ( على قد الشوق ) من الحان كمال الطويل والتي رفعت أسهم العندليب الأسمر لدى الجمهور بشكل كبير ..ومن بعدها والعندليب الأسمر في صعود مستمر حتى بلغ قمه الهرم الغنائي في مصر والوطن العربي أجمع
دخل عبد الحليم شبانة معهد الموسيقى وتعلم الطرب والغناء والعزف وقد كان أخوه إسماعيل قد تخرج من المعهد نفسه
تخرج عبد الحليم سنة 1949 من معهد الموسيقى وقد عرفت تلك الفترة من الخمسينات تخرّج عمالقة التلحين مثل الموسيقار محمد الموجي ورياض السنباطي.
دخل الإذاعة بهدف إنشاء فرقة لكن صوته شد إنتباه بعض ممن حوله على الرغم من تصدي البعض الآخر لهذا الصوت الجديد.
أول أفلامه كان فيلم «لحن الوفاء» لحلــمي رفلة، مثل عبد الحليم بعدها أمام أجمل جميلات السيــنما المصرية شادية ونادية لطفي ومــريم فخــر الدين وســعاد حسني...
علاقته بسعاد حسني
حيكت حول حياته الشخصية قصص له عن الحب والعلاقات الغرامية ولعل أهــمها علاقــته بسندريلا الشاشة سعاد حسني، فكانت علاقة حبهما او زواجهما محور حديث الأوساط الاعلامية ردها مـــن الزمن ولكن حينهــا أنكــر الطرفان أن يكــون هــذا الزواج قد تم فعلا.
ولكن بعد وفاة السندريلا كشف النقاب عن هذه العلاقة فقد أكد مقربون من الممثلين أن هذا الزواج قد تم فعلا بشهادة شهود الا ان تكتم عبد الحليم على هذا الزواج قد دفع بسعاد حسني لطلب الإنفصال. وقد ساهم عبد الحليم في صناعة شهرة سعاد حسني في بدايتها خاصة فكان يرشدها ويهتم بها وبالأعمال التي تقدمها وقال الكثيرون ممن عرفوا السندريلا خاصة أنها أحبته حبا كبيرا وهو ربما ما دفعها لإخفاء حقيقة إرتباطها به.
كان عبد الحليم حافظ مبدعا في أعماله خرج بالكلمة واللحن والأداء عمّا هو سائد في تلك الأيام فخلق لنفسه فضاء فنيا متميزا سلب عقول الكبار والصغار... المحبين والمجروحين... السعداء والمتألمين.
21 يونيو 1929: ولد عبد الحليم شبانة في قرية الحلوات، مركز فاقوس، الزقازيق، بمحافظة الشرقية مصر.
في سنة 1945 إلتقى عبد الحليم بالفنان كمال الطويل في المعهد الأعلى للموسيقى العربية، حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1949
1951 عمل كعازف لآلة الأوبوا في فرقة موسيقى
الإذاعة
1951 : تقابل مع صديق ورفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي الكبير فهمي عمر .
1952 : " العهد الجديد " أول نشيد وطني غناه عبد الحليم حافظ في حياته، من كلمات محمود عبد الحي وألحان عبد الحميد توفيق زكي، وقد غناها عبد الحليم بعد قيام ثورة 23 يوليو .
1953 : ظهر بصوته (فقط) بأغنية " ليه تحسب الأيام " كلمات فتحي قورة وألحان علي فراج في فيلم " بعد الوداع "
وشارك عبد الحليم للمرة الثانية بصوته فقط في فيلم سينمائي، هذه المرة مع فيلم " بائعة الخبز" ، حيث غنى شكري سرحان بصوت حليم أغنية " أنا أهواك " ، وذلك أمام ماجدة التي غنت بدورها في الفيلم بصوت المطربة برلنتي حسن .
يوم 18 يونيوفي نفس السنة أحيا عبد الحليم حفلة أضواء المدينة بحديقة الأندلس فيما يعتبر بأنها حفلته الرسمية الأولى، والتي كانت أيضا أول إحتفال رسمي بإعلان الجمهورية. حيث كان يوسف وهبي فنان الشعب قد قدم ذلك المطرب الشاب بقوله " اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، وأقدم لكم الفنان عبد الحليم حافظ " .
1953 : تعاقد الموسيقار محمد عبد الوهاب مع الشاب عبد الحليم حافظ على بطولة فيلمين وهما "بنات اليوم" ، و "أيام و ليالى" و لكن لم يتم تنفيذهما ، و بدأ فى تصوير فيلم أول أفلامه بعد ذلك بعامين.
1954 : أول قصيدة تغنى بها عبد الحليم "لقاء" التى كانت من كلمات صلاح عبد الصبور و ألحان كمال الطويل.
ظهرت أغنية "على قد الشوق" فى الإذاعة للمرة الأولى، من كلمات محمد علي أحمد و ألحان كمال الطويل ، والتى ظهرت بعدها بعام فى "لحن الوفاء" أول أفلام عبد الحليم حافظ المعروضة.
1955: بدأ عبد الحليم فى تصوير أول افلامه "أيامنا الحلوة" مع المخرج حلمي حليم و فى نفس الوقت بدأ تصوير فيلم "لحن الوفاء"مع المخرج ابراهيم عمارة ، وقد تم عرض الفيلمين فى فترة متزامنة ، إلا أن "لحن الوفاء" تم عرضه قبل "أيامنا الحلوة" بأسبوع واحد فقط.
لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب أول أغانيه لعبد الحليم مع أغنية "توبة"، و التى ظهرت بعد ذلك فى فيلم "أيام و ليالى" فى نفس العام، الذى شهد عرض أربعة أفلام كاملة للعندليب، فيما وصف بأنه عامه الذهبى سينمائياً.
1956: موعد أول لقاء فنى بين الثلاثي عبد الحليم و المحلن كمال الطويل و الشاعر صلاح جاهين ، و ذلك مع أغنية "إحنا الشعب"، أول أغنية يغنيها حليم للرئيس جمال عبد الناصر بعد اختياره شعبياً لأن يكون رئيساً للجمهورية.
محمد عبد الوهاب يقدم على تعاونه الأول مع عبد الحليم فى مجال الأغانى الوطنية، و ذلك مع أغنية "الله يا بلدنا" ، والتى تغنى بها عبد الحليم بعد العدوان الثلاثى.
عبد الحليم حافظ يصاب بأول نزيف فى المعدة. وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.
خرج إلى النور فيلم "دليلة" أول فيلم مصرى ملون بطريقة السكوب، و تقاسم بطولته عبد الحليم مع شادية فى ثانى لقاء سينمائى بينهما، و هو الفيلم الذى راهن مخرجه محمد كريم أن يقود عبد الحليم بعده جيلاً جديداً من المبدعين و الفنانين.
1957: موعد أول لقاء فنى بين عبد الحليم حافظ و الملحن بليغ حمدي مع أغنية" تخونوه" التى ظهرت بفيلم "الوسادة الخالية" . و كان عبد الحليم قد لفت نظره لحن هذه الأغنية للمرة الأولى عندما كان يؤدى بروفاته الخاصة للفيلم، حيث كان يقوم بليغ يؤدى بروفة خاصة به لأغنية "تخونوه" مع النجمة الكبيرة ليلى مراد. فنال اللحن إعجاب عبد الحليم الشديد، حتى إنه استأذن من المطربة الكبيرة أن يرفق الأغنية فى فيلم "الوسادة الخالية"، لتصبح واحدة من أهم أغانى أفلام العندليب على الإطلاق.
1960: تكونت شركة "أفلام العالم العربى" بين عبد الحليم و مجدي العمروسى و مدير التصوير وحيد فريد، ليصبح فيلم "البنات و الصيف" باكورة أعمال الشركة ، و الذى كان عبد الحليم بطلاً لقصته الثالثة.
غنى عبد الحليم "حكاية شعب" من كلمات أحمد شفيق كامل و لحن كمال الطويل، و ذلك فى حفل أضواء المدينة الذى أقيم بمدينة أسوان للإحتفال بوضع حجر الأساس بيناء السد العالى، وقد حضر الحفل جمال عبد الناصر. و ظل الجمهور صامتاً طوال فترة الأغنية مما أثار إحساساً بالقلق من فشلها ، و عندما أعطى إشارة نهاية الأغنية حدثت المفاجأة فقد قوبلت هذه الأغنية بعاصفة من التصفيق الشديد، خاصة من رجال الثورة.
1961 :دخل الموسيقار محمد عبد الوهاب شريكاً مع عبد الحليم فى شركة إنتاج أسطوانات، لتصبح جزءاً من شركة أفلام العالم العربى ، ثم تغير إسم الشركة لتصبح "صوت الفن".
حدث الخلاف الوحيد الذى وقع بين أفراد شركة "صوت الفن" و هى عندما أنتجت الشركة فيلم "الخطايا" ، كانت أغنية "قوللي حاجة" التى لحنها عبد الوهاب من ضمن أغانى الفيلم ، و عندما وضعها المخرج حسن الإمام فى سياق دراما الفيلم قرر أن يقطع الموسيقى لمدة عشر ثواني عندما تتلاقى نظرات عبد الحليم و حبيبته نادية لطفى ، فثار عبد الوهاب على ذلك و قرر إعادة مونتاج الفيلم الذي كان قد تم نسخ عدد كبير منه من أجل وضع أغنيته كاملة.
1962 :أغنية "الجزائر" غناها عبد الحليم ليحيي فيها كفاح أهل الجزائر اللذين نالوا إستقلالهم فى نفس العام.
أغنية "لست أدري" التى غناها عبد الحليم فى فيلم الخطايا ، أهداها إليه الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى غناها من قبل فى فيلم "رصاصة فى القلب" عام 1944.
1963 :بدأ تصوير فيلم "معبودة الجماهير" ، وكانت من ضمن أغانيه "بلاش عتاب" التى إستغرق كمال الطويل فى تلحينها مدة الأربعة سنوات التى إستغرقتها مدة تصوير الفيلم.
1964 :وقع خلاف بين عبد الحليم حافظ و السيدة أم كلثوم عندما أخرت دخوله على المسرح فى حفلة عيد الثورة ، وقال يومها قبل غنائه فى الميكروفون "إنه لشرف عظيم أن يختم مطرب حفل بعد أم كلثوم و لكنى لا أدري إذا ما كان غنائى اليوم شرف أم مقلب من أم كلثوم"
1965 :منع عبد الحليم فى هذه السنة من الغناء فى حفلة عيد الثورة بسبب ما حدث منه تجاه أم كلثوم ، إلا أن جمال عبد الناصر رد له إعتباره عندما أعلن عن إقامة حفلة أخرى فى الإسكندرية بعد الأولى بيومين ، والتى أصدر أمر أن يقوم عبد الحليم بإحياءها مع من يشاء من المطربين ، وكانت هذه هى الحفلة الأولى و الأخيرة التى تقام لإحتفالات الثورة فى الإسكندرية.
1967 :ظهر فيلم "معبودة الجماهير" بعد أربع سنوات من التوقفات و المشاكل الإنتاجية و الذى كان بطولة مشتركة بين عبد الحليم و الفنانة شادية و من إخراج حلمى رفلة.
يونيو 1967 : أقام عبد الحليم حافظ خلال الأيام التالية لوقوع النكسة فى مبنى الإذاعة، و ذلك برفقة الكاتب عبد الرحمن الأبنودى و الملحن كمال الطويل. لتكون الحصيلة فى النهاية عشرة أغنيات متعلقة بالمعركة، أهمها أغنية "أحلف بسماها" التى وعد حليم أن يغنيها فى كل حفلاته إلى أن تتحرر أرض مصر فى سيناء.
موعد حفلته التاريخية أمام 8 ألاف شخص فى قاعة ألبرت هول بلندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان. و قد قدم عبد الحليم فى هذا الحفل أغنيته "المسيح" لعبد الرحمن الأبنودي و بليغ حمدي فيما كانت أيضاً نسخة الحفل من أغنية "عدي النهار" واحدة من أبرز أغانى حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل.
1969: قدم العندليب برفقة المخرج حسين كمال فيلم "أبى فوق الشجرة" آخر عمل سينمائى له، و الذى حقق رقماًَ فلكياً فى عدد أسابيع عرضه الأول، حيث ظل فى دور العرض المصرية لمدة 52 أسبوعاً كاملاً .
1973 قام عبد الحليم ببطولة المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، و هو المسلسل الوحيد الذى شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، و ذلك برفقة نجلاء فتحى و عادل إمام و إخراج محمود علوان.
أغنية "عاش اللي قال" أول أغنيه غناها عبد الحليم بعد نصر أكتوبر 73 . من كلمات محمد حمزة و ألحان بليغ حمدي. ، و كانت أول أغنية أشاد فيها بدور الرئيس محمد أنور السادات فى إنتصار مصر العظيم.
1974 :غنى عبد الحليم اغنية "فاتت جنبنا" فى حفل بجامعة القاهرة للمرة الأولى ، من كلمات حسين السيد و الملحن محمد عبد الوهاب. و غنى معها "أى دمعة حزن لا لا " للكاتب محمد حمزة و الملحن بليغ حمدي.
موعد أخر عمل بين عبد الحليم و كمال الطويل مع أغنية "صباح الخير يا سينا".
1975 : بعد إعادة إفتتاح قناة السويس للملاحة العالمية غنى عبد الحليم آخر أغانيه الوطنية "النجمة مالت على القمر" كلمات محسن الخياط و ألحان محمد الموجي. و أغنية "المركبة عدت" من كلمات مصطفى الدمراني و ألحان محمد عبد الوهاب.
1976 : آخر ما تغنى به عبد الحليم "قارئة الفنجان" فى حفلة شم النسيم، و التى كانت من كلمات نزار قبانى و ألحان محمد الموجي .
كتوبر 1982: طرحت فى الأسواق مجموعة شرائط "عبد الحليم و مصر" التى جمعت كل أعمال عبد الحليم الوطنية ، مع حذف إسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكن على الرغم من ذلك وقفت عراقيل عدة أمام إصدار الشريط، و الذى يجد طريقه إلى الأسواق إلا بعد إصدار الرئيس حسنى مبارك لأمر بضرورة خروج هذه الوثائق التاريخية إلى النور
لا يعرف الكثيرون الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي اكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة وسمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة، وهو من أوائل العاملين في الإذاعة المصرية عند انشائها. شغل حافظ منصب مراقب الموسيقى والغناء في الإذاعة
يعشق المصريون الأساطير و طالما ألصقوا هذه الصفة بأكثر من شخصية فى حياتهم المعاصرة، و للأسف فإن معظم هذه الأساطير كانت فى الأغلب من ورق، تم تلطيخ أسطورتها بالكثير من المساحيق لتبدو و كأنها حتى أشباه أساطير ، و لكن يبقى عبد الحليم حافظ هو التعريف الرسمى لكملة " أسطورة "، فلم يكن هذا المطرب النحيل بحاجة إلى أية رتوش أو مساحيق، فهذا الشاب اليتيم صعد من أسفل السلم ليصبح مطرب الجيل، لم يتزوج من قبل و هو الذى علم فتيات العالم العربي كلهن الحب، و فى الفترة التى كان كبده ينزف فيها أكثر من ثلاث مرات فى اليوم كان يقدم للموسيقى العربية أفضل لحظاتها فى الخمسين عاماً الماضية، إنه ربما الشخصية العربية الوحيدة الى مازالت حياتها حافلة بالأسرار و الصفحات المجهولة على الرغم من رحيلها قبل 26 عاماً كاملة.
يتحدث الكثيرون عن عبد الحليم حافظ على إنه نبتة ظهرت فى أرض مصر و إختفت دون سبب ، و لكن للأسف كان عبد الحليم حافظ نموذجاً لجيل كامل ظهر فى مرحلة بالغة الأهمية فى حياة المصريين بمنتصف القرن الماضى. فقد ولد عبد الحليم حافظ يتيماً فى 9 فبراير من عام 1929 بقرية صغيرة تدعى الحلوات بمحافظة الشرقية ، و كان شأنه كشأن المئات من أقرانه الذين تشكل الموسيقى و الغناء مساحة لا بأس بها من حياتهم اليومية، فقد كانت الموسيقى نافذة عبد الحليم على عوالم أخرى لم يحلم بها طفل فى العاشرة من عمره قط، و هو الذى كان يتسمر أمام دكان بقال القرية أملاً فى أن يستمع إلى أغنية من الردايو لعبد الوهاب أو ام كلثوم. و لا يمكن أيضاً تجاهل دور الموالد العديدة التى حضرها بقريته أو بمحافظات أخرى لتشكل جانباً مهماً من ثقافته الموسيقية، مثلما كان الحال مع معظم مطربى مصر الكبار، الذين تعرفوا على ملامح الحس الشعبى المصرى، و " المزاج" الموسيقى الخاص بناس هذا البلد... فقط من خلال "مدرسة المولد".
قرر عبد الحليم فى سن السادسة عشرة الذهاب للقاهرة و الإلتحاق بمعهد الموسيقى العربية، مفضلاً الإنضمام لقسم الآلات، و ذلك على عكس ما توقع البعض و فى مقدمتهم صديقه و زميله فى المعهد آنذاك كمال الطويل. تخرج حليم من المعهد عام 1948 عازفاً لألة الابواه دون أن يضع قدمه فى عالم الغناء بعد ، و لكن كما يذكر مجدى العمروسى مدير أعمال " العندليب " فى مذكراته كان للصدفة عامل كبيرفى تفكير حليم الجدى فى التفرغ للغناء، حيث كان حليم عازفاً للأبواه فى فرقة تنتظر فى أحد أستوديوهات لتسجيل إحدى ألحان كمال الطويل لنجم الفترة آنذاك عبد الغنى السيد، و الذى تأخر كثيراً عن موعد التسجيل، و ماكان من الطويل إلا أن طلب من حليم تسجيل الاغنية هذه المرة بصوته. و ما أن فرغ المطرب الشاب من الغناء حتى كانت علامات الدهشة الممزوجة بالإعجاب تبدو على وجه كل الحاضرين فى الاستوديو. ليقتنع عبد الحليم بعدها أن موهبته فى الغناء تستحق أن يطلع عليها جمع أكبر من الناس.
لم تكن بداية عبد الحليم كمطرب مبشرة بأى حال من الأحوال حيث قوبل بصافرات الإستهجان فى معظم حفلاته الأولى، التى قدم من خلالها مجموعة من أغنياته الخاصة مثل "صافينى مرة" و قصيدة "لقاء" لصلاح عبد الصبور، حيث لم يكن الناس على إستعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد. و لكن مع إنتشار عدوى الثورة فى كل مكان عقب يوليو 1952، أصبح المناخ معداً تماماً لأستقبال حليم و معه جيل كامل من المبدعين، كانوا أشبه بجنود للثورة أكثر من كونهم فنانين عاصروها. و لا يوجد ما هو أدل على ذلك سوى تقديم المذيع الكبير جلال معوض لحفلة أضواء المدينة فى يوم 18 يونيو 1953 ،و هو أول إحتفال غنائى يقام بعد إعلان الجمهورية فى مصر، حيث أفتتح معوض إحدى وصلات الحفل بقوله "اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، و المطرب عبد الحليم حافظ"، و لم يكن هذا تقديماً لمطرب شاب فحسب بل كان تنصيباً لعبد الحليم كمطرب لمرحلة و جيل و أمة بأكملها تتطلع إلى التغيير
لم يفوت حليم الفرصة هذه المرة فقد نجح من خلال مجموعة أغانى خفيفة مثل "على قد الشوق" و " أنا لك على طول" و "الحلو حياتى" و "هى دى هى" فى ترسيخ أسلوب جديد فى الغناء الشرقى بالإشتراك مع أسماء مثل الشاعر مرسى جميل عزيز و الملحنين محمد الموجى و كمال الطويل. حيث أعتمدت تلك الأغانى من ذوات الخمس دقائق على الإيقاعات و المقامات الشرقية المعتادة ممزوجة بحس غربى فى التوزيع الموسيقى لايفتقد للوعى،و ذلك جاء متسقاً مع حالة الإنفتاح الثقافى التى كانت سائدة فى الوسط الموسيقى آنذاك. و قد قاد عبدالحليم جيل كامل من المطربين لأحداث تغيير كامل فى بنية الاغنية العربية خاصة فى ظل إنتشار الاذاعة و السينما و إزدهار صناعة الاسطونات، وهى وسائط جعلت متطلبات الأغنية شديدة الاختلاف حتى عن عقد مضى و هو ما عرف بعض المعارضين بطبيعة الحال. ولكنه عرف ترحيباُ أكبر من شباب الوطن العربى بأكمله.
كان لإقتحام عبد الحليم حافظ مجال السينما أثره البالغ فى إنتشار شعبيته داخل و خارج القطر المصرى، إضافة إلى تواجد عبد الحليم دوماً ضمن "فترينة" الثورة، التى تسوق جميع مبادئها فى العالم العربى. بل أن أغانى عبد الحليم عقب العدوان الثلاثى، و فى مقدمتها "الله يا بلدنا الله"، و من بعدها "تحت راية بورسعيد" أكدت أن نبرة أغانى عبد الحلبم الثورية أصبحت طريقاً يجب السير على نهجه. و قد واصل عبد الحليم "إكتساحه" للمشاعر القومية خلال فترة الستينات من خلال أغانى مثل "المسئولية" و "بستان الاشتراكية" ، "يا أهلاً بالمعارك" و صورة " مع شاعر الثورة الراحل صلاح جاهين، و الذي كان رفيقاً فكرياً لعبد الحليم طوال سنوات "المعركة القومية".
و كما كانت بدايته مع غناء القصائد باللغة العربية مع "لقاء" لصلاح عبد الصبور فقد واصل عبد الحليم مشواره مع غناء القصائد خلال عقدى الستينات و السبعينيات، و قد تعاون مع معظم أسماء الوزن الثقيل فى كتابة القصائد على رأسهم فيلسوفه كامل الشناوى، و الذى غنى له عبد الحليم "حبيبها" و "لا تكذبى" ، و ذلك قبل أن يدخل أثناء فترة السبعينات فى موجة نزار قبانى و التى شهدت أهم أعماله فى تلك الحقبة "رسالة من تحت الماء" و "قارئة الفنجان".و يذكر مجدى العمروسى أيضاً فى مذكراته أن مرحلة الاعداد للقصائد بالنسبة لعبد الحليم كانت أشبه بالقنابل الموقوتة، نظراً لتدقيق حليم الشديد فى كل كبيرة و صغيرة، و مطالبه التى لا تنتهى، و التى تصل أحياناً إلى حد تعديل بعض الكلمات.
لم تكن مرحلة السبعينات بالنسبة لحليم فترة أكثر روعة من سابقتيها حيث لم يعد حليم قادراً على العمل بنفس الغزارة التى كان يرجوها، خاصة بعد أن تملكه مرض الكبد تماماً خلال تلك الفترة، بل إنه أصبح زبوناً دائماً فى مستشفيات لندن ، أما فى أوقات العمل، فقد كان الاستديو الخاص به أشبه بالمستشفى المتنقلة، و ذلك فى نفس الوقت الذى أنهالت عليه صحافة القاهرة بإنه يدعى المرض إمعاناً فى نسج الأسطورة من حوله، و لكن بالفعل كان "العندليب" منشغلاًَ خلال سنوات السبعينات على العمل مع بليغ حمدى بشكل أكبر ، و الذى كان من أغزر الملحنين الذى عمل معهم عبد الحليم بعد الثلاثى عبد الوهاب و الموجى و الطويل، و قد أثمر هذا التعاون عن أشهر أغنيات تلك الفترة مثل "زى الهوا" ..."نبتدى منين الحكاية" ..و "فاتت جنبنا"، و التى تعتبر واحدة من أخر أغنياته الجماهيرية قبل وفاته فى مارس من عام 1977.
امذ إذا وقع إختيارنا على واحدة من حفلات عبد الحليم لتكون حفلته المختارة فإن الإختيار سيكون بالغ الصعوبة، خاصة أن حليم كان يعشق الأداء الحى و له صولاته و سقطاته أيضاً على خشبة المسرح لا يستطيع أحد أن ينساها بسهولة، و لكن ستبقى حفلته الشهيرة عقب نكسة 1967لصالح المجهود الحربى فى قاعة ألبرت هول بالعاصمة البريطانية لندن من اهم الحفلات التى أداها مطرب عربى على الاطلاق، خاصة أن وصلته الغنائية شملت أغنينتين من أفضل أغانى عبد الحليم الوطنية و هما "عدى النهار" و "المسيح"، و هناك العديد من الخبراء و المؤرخون الموسيقيون يؤكدون أن مكتبة هواة الغناء العربى لن تكتمل إلا بتسجيل هذه الحفلة ، و التى حققت نجاحا مادياً و أدبياً غير مسبوقاً فى تلك الفترة.
عايش عبد الحليم فترات سياسية هامة عاشها القطر المصري مثل حربه مع اسرائيل وفترة العدوان الثلاثي والنكسة وقد كان له شأن في تسجيل هذه الحقبة بأغانيه الوطنية الخالدة التي شحذت همة الشعب المصري الذي تفاعل معها وتغنى بها.
ويبقى أهم ما غنّى في هذا النمط الغنائي «نشيد الوطن الأكبر» والذي يخرج فيه بمفهوم الوطن الى سائر البلاد العربية. وكانت هذه تجربته في الغناء الجماعي اذ أتى الدور الرئيسي وسط عدد من المطربات بينهن وردة الجـزائرية وشادية ونجاة...
أشعلت أغانيه نار الحب الذي لا يعرف الحدود ونار الجرح الذي لم تمحه السنون.
وعلى الرغم من مرور 27 سنة على رحيله فقد ترك لنا العندليب أغان لا تنسى أحبها حتى من لم يعرف هذا الفنان المتألم.
من منا لايعرف العندليب الأسمر أو يسمع عنه ربما بعضنا لم يسمع له ولكني أجزم اننا جميعا دون إستثناء سمعنا عنه ... فماذا نعرف عن عبدالحليم حافظ ..
هو عبدالحليم إسماعيل شبانة .. ولد في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات في مصر .. وتوفيت والدته بعد ولادته في نفس يوم .. ونشأ عبدالحليم يتيما من يوم ولادته .. وقبل أن يتم عبدالحليم عامه الأول توفي والده .. ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل .. ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة ..ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته .. ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به
وبعد مدة طويلة من العذاب والإحباط والمحاولات الفاشلة خصوصا انه كان يرفض أن يغني أغاني محمد عبدالوهاب ويصر أن يغني أغانيه هو .. حتى أتت الفرصة للعندليب الأسمر وذلك عندما غنى أغنية ( على قد الشوق ) من الحان كمال الطويل والتي رفعت أسهم العندليب الأسمر لدى الجمهور بشكل كبير ..ومن بعدها والعندليب الأسمر في صعود مستمر حتى بلغ قمه الهرم الغنائي في مصر والوطن العربي أجمع
دخل عبد الحليم شبانة معهد الموسيقى وتعلم الطرب والغناء والعزف وقد كان أخوه إسماعيل قد تخرج من المعهد نفسه
تخرج عبد الحليم سنة 1949 من معهد الموسيقى وقد عرفت تلك الفترة من الخمسينات تخرّج عمالقة التلحين مثل الموسيقار محمد الموجي ورياض السنباطي.
دخل الإذاعة بهدف إنشاء فرقة لكن صوته شد إنتباه بعض ممن حوله على الرغم من تصدي البعض الآخر لهذا الصوت الجديد.
أول أفلامه كان فيلم «لحن الوفاء» لحلــمي رفلة، مثل عبد الحليم بعدها أمام أجمل جميلات السيــنما المصرية شادية ونادية لطفي ومــريم فخــر الدين وســعاد حسني...
علاقته بسعاد حسني
حيكت حول حياته الشخصية قصص له عن الحب والعلاقات الغرامية ولعل أهــمها علاقــته بسندريلا الشاشة سعاد حسني، فكانت علاقة حبهما او زواجهما محور حديث الأوساط الاعلامية ردها مـــن الزمن ولكن حينهــا أنكــر الطرفان أن يكــون هــذا الزواج قد تم فعلا.
ولكن بعد وفاة السندريلا كشف النقاب عن هذه العلاقة فقد أكد مقربون من الممثلين أن هذا الزواج قد تم فعلا بشهادة شهود الا ان تكتم عبد الحليم على هذا الزواج قد دفع بسعاد حسني لطلب الإنفصال. وقد ساهم عبد الحليم في صناعة شهرة سعاد حسني في بدايتها خاصة فكان يرشدها ويهتم بها وبالأعمال التي تقدمها وقال الكثيرون ممن عرفوا السندريلا خاصة أنها أحبته حبا كبيرا وهو ربما ما دفعها لإخفاء حقيقة إرتباطها به.
كان عبد الحليم حافظ مبدعا في أعماله خرج بالكلمة واللحن والأداء عمّا هو سائد في تلك الأيام فخلق لنفسه فضاء فنيا متميزا سلب عقول الكبار والصغار... المحبين والمجروحين... السعداء والمتألمين.
21 يونيو 1929: ولد عبد الحليم شبانة في قرية الحلوات، مركز فاقوس، الزقازيق، بمحافظة الشرقية مصر.
في سنة 1945 إلتقى عبد الحليم بالفنان كمال الطويل في المعهد الأعلى للموسيقى العربية، حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1949
1951 عمل كعازف لآلة الأوبوا في فرقة موسيقى
الإذاعة
1951 : تقابل مع صديق ورفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي الكبير فهمي عمر .
1952 : " العهد الجديد " أول نشيد وطني غناه عبد الحليم حافظ في حياته، من كلمات محمود عبد الحي وألحان عبد الحميد توفيق زكي، وقد غناها عبد الحليم بعد قيام ثورة 23 يوليو .
1953 : ظهر بصوته (فقط) بأغنية " ليه تحسب الأيام " كلمات فتحي قورة وألحان علي فراج في فيلم " بعد الوداع "
وشارك عبد الحليم للمرة الثانية بصوته فقط في فيلم سينمائي، هذه المرة مع فيلم " بائعة الخبز" ، حيث غنى شكري سرحان بصوت حليم أغنية " أنا أهواك " ، وذلك أمام ماجدة التي غنت بدورها في الفيلم بصوت المطربة برلنتي حسن .
يوم 18 يونيوفي نفس السنة أحيا عبد الحليم حفلة أضواء المدينة بحديقة الأندلس فيما يعتبر بأنها حفلته الرسمية الأولى، والتي كانت أيضا أول إحتفال رسمي بإعلان الجمهورية. حيث كان يوسف وهبي فنان الشعب قد قدم ذلك المطرب الشاب بقوله " اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، وأقدم لكم الفنان عبد الحليم حافظ " .
1953 : تعاقد الموسيقار محمد عبد الوهاب مع الشاب عبد الحليم حافظ على بطولة فيلمين وهما "بنات اليوم" ، و "أيام و ليالى" و لكن لم يتم تنفيذهما ، و بدأ فى تصوير فيلم أول أفلامه بعد ذلك بعامين.
1954 : أول قصيدة تغنى بها عبد الحليم "لقاء" التى كانت من كلمات صلاح عبد الصبور و ألحان كمال الطويل.
ظهرت أغنية "على قد الشوق" فى الإذاعة للمرة الأولى، من كلمات محمد علي أحمد و ألحان كمال الطويل ، والتى ظهرت بعدها بعام فى "لحن الوفاء" أول أفلام عبد الحليم حافظ المعروضة.
1955: بدأ عبد الحليم فى تصوير أول افلامه "أيامنا الحلوة" مع المخرج حلمي حليم و فى نفس الوقت بدأ تصوير فيلم "لحن الوفاء"مع المخرج ابراهيم عمارة ، وقد تم عرض الفيلمين فى فترة متزامنة ، إلا أن "لحن الوفاء" تم عرضه قبل "أيامنا الحلوة" بأسبوع واحد فقط.
لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب أول أغانيه لعبد الحليم مع أغنية "توبة"، و التى ظهرت بعد ذلك فى فيلم "أيام و ليالى" فى نفس العام، الذى شهد عرض أربعة أفلام كاملة للعندليب، فيما وصف بأنه عامه الذهبى سينمائياً.
1956: موعد أول لقاء فنى بين الثلاثي عبد الحليم و المحلن كمال الطويل و الشاعر صلاح جاهين ، و ذلك مع أغنية "إحنا الشعب"، أول أغنية يغنيها حليم للرئيس جمال عبد الناصر بعد اختياره شعبياً لأن يكون رئيساً للجمهورية.
محمد عبد الوهاب يقدم على تعاونه الأول مع عبد الحليم فى مجال الأغانى الوطنية، و ذلك مع أغنية "الله يا بلدنا" ، والتى تغنى بها عبد الحليم بعد العدوان الثلاثى.
عبد الحليم حافظ يصاب بأول نزيف فى المعدة. وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.
خرج إلى النور فيلم "دليلة" أول فيلم مصرى ملون بطريقة السكوب، و تقاسم بطولته عبد الحليم مع شادية فى ثانى لقاء سينمائى بينهما، و هو الفيلم الذى راهن مخرجه محمد كريم أن يقود عبد الحليم بعده جيلاً جديداً من المبدعين و الفنانين.
1957: موعد أول لقاء فنى بين عبد الحليم حافظ و الملحن بليغ حمدي مع أغنية" تخونوه" التى ظهرت بفيلم "الوسادة الخالية" . و كان عبد الحليم قد لفت نظره لحن هذه الأغنية للمرة الأولى عندما كان يؤدى بروفاته الخاصة للفيلم، حيث كان يقوم بليغ يؤدى بروفة خاصة به لأغنية "تخونوه" مع النجمة الكبيرة ليلى مراد. فنال اللحن إعجاب عبد الحليم الشديد، حتى إنه استأذن من المطربة الكبيرة أن يرفق الأغنية فى فيلم "الوسادة الخالية"، لتصبح واحدة من أهم أغانى أفلام العندليب على الإطلاق.
1960: تكونت شركة "أفلام العالم العربى" بين عبد الحليم و مجدي العمروسى و مدير التصوير وحيد فريد، ليصبح فيلم "البنات و الصيف" باكورة أعمال الشركة ، و الذى كان عبد الحليم بطلاً لقصته الثالثة.
غنى عبد الحليم "حكاية شعب" من كلمات أحمد شفيق كامل و لحن كمال الطويل، و ذلك فى حفل أضواء المدينة الذى أقيم بمدينة أسوان للإحتفال بوضع حجر الأساس بيناء السد العالى، وقد حضر الحفل جمال عبد الناصر. و ظل الجمهور صامتاً طوال فترة الأغنية مما أثار إحساساً بالقلق من فشلها ، و عندما أعطى إشارة نهاية الأغنية حدثت المفاجأة فقد قوبلت هذه الأغنية بعاصفة من التصفيق الشديد، خاصة من رجال الثورة.
1961 :دخل الموسيقار محمد عبد الوهاب شريكاً مع عبد الحليم فى شركة إنتاج أسطوانات، لتصبح جزءاً من شركة أفلام العالم العربى ، ثم تغير إسم الشركة لتصبح "صوت الفن".
حدث الخلاف الوحيد الذى وقع بين أفراد شركة "صوت الفن" و هى عندما أنتجت الشركة فيلم "الخطايا" ، كانت أغنية "قوللي حاجة" التى لحنها عبد الوهاب من ضمن أغانى الفيلم ، و عندما وضعها المخرج حسن الإمام فى سياق دراما الفيلم قرر أن يقطع الموسيقى لمدة عشر ثواني عندما تتلاقى نظرات عبد الحليم و حبيبته نادية لطفى ، فثار عبد الوهاب على ذلك و قرر إعادة مونتاج الفيلم الذي كان قد تم نسخ عدد كبير منه من أجل وضع أغنيته كاملة.
1962 :أغنية "الجزائر" غناها عبد الحليم ليحيي فيها كفاح أهل الجزائر اللذين نالوا إستقلالهم فى نفس العام.
أغنية "لست أدري" التى غناها عبد الحليم فى فيلم الخطايا ، أهداها إليه الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى غناها من قبل فى فيلم "رصاصة فى القلب" عام 1944.
1963 :بدأ تصوير فيلم "معبودة الجماهير" ، وكانت من ضمن أغانيه "بلاش عتاب" التى إستغرق كمال الطويل فى تلحينها مدة الأربعة سنوات التى إستغرقتها مدة تصوير الفيلم.
1964 :وقع خلاف بين عبد الحليم حافظ و السيدة أم كلثوم عندما أخرت دخوله على المسرح فى حفلة عيد الثورة ، وقال يومها قبل غنائه فى الميكروفون "إنه لشرف عظيم أن يختم مطرب حفل بعد أم كلثوم و لكنى لا أدري إذا ما كان غنائى اليوم شرف أم مقلب من أم كلثوم"
1965 :منع عبد الحليم فى هذه السنة من الغناء فى حفلة عيد الثورة بسبب ما حدث منه تجاه أم كلثوم ، إلا أن جمال عبد الناصر رد له إعتباره عندما أعلن عن إقامة حفلة أخرى فى الإسكندرية بعد الأولى بيومين ، والتى أصدر أمر أن يقوم عبد الحليم بإحياءها مع من يشاء من المطربين ، وكانت هذه هى الحفلة الأولى و الأخيرة التى تقام لإحتفالات الثورة فى الإسكندرية.
1967 :ظهر فيلم "معبودة الجماهير" بعد أربع سنوات من التوقفات و المشاكل الإنتاجية و الذى كان بطولة مشتركة بين عبد الحليم و الفنانة شادية و من إخراج حلمى رفلة.
يونيو 1967 : أقام عبد الحليم حافظ خلال الأيام التالية لوقوع النكسة فى مبنى الإذاعة، و ذلك برفقة الكاتب عبد الرحمن الأبنودى و الملحن كمال الطويل. لتكون الحصيلة فى النهاية عشرة أغنيات متعلقة بالمعركة، أهمها أغنية "أحلف بسماها" التى وعد حليم أن يغنيها فى كل حفلاته إلى أن تتحرر أرض مصر فى سيناء.
موعد حفلته التاريخية أمام 8 ألاف شخص فى قاعة ألبرت هول بلندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان. و قد قدم عبد الحليم فى هذا الحفل أغنيته "المسيح" لعبد الرحمن الأبنودي و بليغ حمدي فيما كانت أيضاً نسخة الحفل من أغنية "عدي النهار" واحدة من أبرز أغانى حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل.
1969: قدم العندليب برفقة المخرج حسين كمال فيلم "أبى فوق الشجرة" آخر عمل سينمائى له، و الذى حقق رقماًَ فلكياً فى عدد أسابيع عرضه الأول، حيث ظل فى دور العرض المصرية لمدة 52 أسبوعاً كاملاً .
1973 قام عبد الحليم ببطولة المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، و هو المسلسل الوحيد الذى شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، و ذلك برفقة نجلاء فتحى و عادل إمام و إخراج محمود علوان.
أغنية "عاش اللي قال" أول أغنيه غناها عبد الحليم بعد نصر أكتوبر 73 . من كلمات محمد حمزة و ألحان بليغ حمدي. ، و كانت أول أغنية أشاد فيها بدور الرئيس محمد أنور السادات فى إنتصار مصر العظيم.
1974 :غنى عبد الحليم اغنية "فاتت جنبنا" فى حفل بجامعة القاهرة للمرة الأولى ، من كلمات حسين السيد و الملحن محمد عبد الوهاب. و غنى معها "أى دمعة حزن لا لا " للكاتب محمد حمزة و الملحن بليغ حمدي.
موعد أخر عمل بين عبد الحليم و كمال الطويل مع أغنية "صباح الخير يا سينا".
1975 : بعد إعادة إفتتاح قناة السويس للملاحة العالمية غنى عبد الحليم آخر أغانيه الوطنية "النجمة مالت على القمر" كلمات محسن الخياط و ألحان محمد الموجي. و أغنية "المركبة عدت" من كلمات مصطفى الدمراني و ألحان محمد عبد الوهاب.
1976 : آخر ما تغنى به عبد الحليم "قارئة الفنجان" فى حفلة شم النسيم، و التى كانت من كلمات نزار قبانى و ألحان محمد الموجي .
كتوبر 1982: طرحت فى الأسواق مجموعة شرائط "عبد الحليم و مصر" التى جمعت كل أعمال عبد الحليم الوطنية ، مع حذف إسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكن على الرغم من ذلك وقفت عراقيل عدة أمام إصدار الشريط، و الذى يجد طريقه إلى الأسواق إلا بعد إصدار الرئيس حسنى مبارك لأمر بضرورة خروج هذه الوثائق التاريخية إلى النور
لا يعرف الكثيرون الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي اكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة وسمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة، وهو من أوائل العاملين في الإذاعة المصرية عند انشائها. شغل حافظ منصب مراقب الموسيقى والغناء في الإذاعة
يعشق المصريون الأساطير و طالما ألصقوا هذه الصفة بأكثر من شخصية فى حياتهم المعاصرة، و للأسف فإن معظم هذه الأساطير كانت فى الأغلب من ورق، تم تلطيخ أسطورتها بالكثير من المساحيق لتبدو و كأنها حتى أشباه أساطير ، و لكن يبقى عبد الحليم حافظ هو التعريف الرسمى لكملة " أسطورة "، فلم يكن هذا المطرب النحيل بحاجة إلى أية رتوش أو مساحيق، فهذا الشاب اليتيم صعد من أسفل السلم ليصبح مطرب الجيل، لم يتزوج من قبل و هو الذى علم فتيات العالم العربي كلهن الحب، و فى الفترة التى كان كبده ينزف فيها أكثر من ثلاث مرات فى اليوم كان يقدم للموسيقى العربية أفضل لحظاتها فى الخمسين عاماً الماضية، إنه ربما الشخصية العربية الوحيدة الى مازالت حياتها حافلة بالأسرار و الصفحات المجهولة على الرغم من رحيلها قبل 26 عاماً كاملة.
يتحدث الكثيرون عن عبد الحليم حافظ على إنه نبتة ظهرت فى أرض مصر و إختفت دون سبب ، و لكن للأسف كان عبد الحليم حافظ نموذجاً لجيل كامل ظهر فى مرحلة بالغة الأهمية فى حياة المصريين بمنتصف القرن الماضى. فقد ولد عبد الحليم حافظ يتيماً فى 9 فبراير من عام 1929 بقرية صغيرة تدعى الحلوات بمحافظة الشرقية ، و كان شأنه كشأن المئات من أقرانه الذين تشكل الموسيقى و الغناء مساحة لا بأس بها من حياتهم اليومية، فقد كانت الموسيقى نافذة عبد الحليم على عوالم أخرى لم يحلم بها طفل فى العاشرة من عمره قط، و هو الذى كان يتسمر أمام دكان بقال القرية أملاً فى أن يستمع إلى أغنية من الردايو لعبد الوهاب أو ام كلثوم. و لا يمكن أيضاً تجاهل دور الموالد العديدة التى حضرها بقريته أو بمحافظات أخرى لتشكل جانباً مهماً من ثقافته الموسيقية، مثلما كان الحال مع معظم مطربى مصر الكبار، الذين تعرفوا على ملامح الحس الشعبى المصرى، و " المزاج" الموسيقى الخاص بناس هذا البلد... فقط من خلال "مدرسة المولد".
قرر عبد الحليم فى سن السادسة عشرة الذهاب للقاهرة و الإلتحاق بمعهد الموسيقى العربية، مفضلاً الإنضمام لقسم الآلات، و ذلك على عكس ما توقع البعض و فى مقدمتهم صديقه و زميله فى المعهد آنذاك كمال الطويل. تخرج حليم من المعهد عام 1948 عازفاً لألة الابواه دون أن يضع قدمه فى عالم الغناء بعد ، و لكن كما يذكر مجدى العمروسى مدير أعمال " العندليب " فى مذكراته كان للصدفة عامل كبيرفى تفكير حليم الجدى فى التفرغ للغناء، حيث كان حليم عازفاً للأبواه فى فرقة تنتظر فى أحد أستوديوهات لتسجيل إحدى ألحان كمال الطويل لنجم الفترة آنذاك عبد الغنى السيد، و الذى تأخر كثيراً عن موعد التسجيل، و ماكان من الطويل إلا أن طلب من حليم تسجيل الاغنية هذه المرة بصوته. و ما أن فرغ المطرب الشاب من الغناء حتى كانت علامات الدهشة الممزوجة بالإعجاب تبدو على وجه كل الحاضرين فى الاستوديو. ليقتنع عبد الحليم بعدها أن موهبته فى الغناء تستحق أن يطلع عليها جمع أكبر من الناس.
لم تكن بداية عبد الحليم كمطرب مبشرة بأى حال من الأحوال حيث قوبل بصافرات الإستهجان فى معظم حفلاته الأولى، التى قدم من خلالها مجموعة من أغنياته الخاصة مثل "صافينى مرة" و قصيدة "لقاء" لصلاح عبد الصبور، حيث لم يكن الناس على إستعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد. و لكن مع إنتشار عدوى الثورة فى كل مكان عقب يوليو 1952، أصبح المناخ معداً تماماً لأستقبال حليم و معه جيل كامل من المبدعين، كانوا أشبه بجنود للثورة أكثر من كونهم فنانين عاصروها. و لا يوجد ما هو أدل على ذلك سوى تقديم المذيع الكبير جلال معوض لحفلة أضواء المدينة فى يوم 18 يونيو 1953 ،و هو أول إحتفال غنائى يقام بعد إعلان الجمهورية فى مصر، حيث أفتتح معوض إحدى وصلات الحفل بقوله "اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية، و المطرب عبد الحليم حافظ"، و لم يكن هذا تقديماً لمطرب شاب فحسب بل كان تنصيباً لعبد الحليم كمطرب لمرحلة و جيل و أمة بأكملها تتطلع إلى التغيير
لم يفوت حليم الفرصة هذه المرة فقد نجح من خلال مجموعة أغانى خفيفة مثل "على قد الشوق" و " أنا لك على طول" و "الحلو حياتى" و "هى دى هى" فى ترسيخ أسلوب جديد فى الغناء الشرقى بالإشتراك مع أسماء مثل الشاعر مرسى جميل عزيز و الملحنين محمد الموجى و كمال الطويل. حيث أعتمدت تلك الأغانى من ذوات الخمس دقائق على الإيقاعات و المقامات الشرقية المعتادة ممزوجة بحس غربى فى التوزيع الموسيقى لايفتقد للوعى،و ذلك جاء متسقاً مع حالة الإنفتاح الثقافى التى كانت سائدة فى الوسط الموسيقى آنذاك. و قد قاد عبدالحليم جيل كامل من المطربين لأحداث تغيير كامل فى بنية الاغنية العربية خاصة فى ظل إنتشار الاذاعة و السينما و إزدهار صناعة الاسطونات، وهى وسائط جعلت متطلبات الأغنية شديدة الاختلاف حتى عن عقد مضى و هو ما عرف بعض المعارضين بطبيعة الحال. ولكنه عرف ترحيباُ أكبر من شباب الوطن العربى بأكمله.
كان لإقتحام عبد الحليم حافظ مجال السينما أثره البالغ فى إنتشار شعبيته داخل و خارج القطر المصرى، إضافة إلى تواجد عبد الحليم دوماً ضمن "فترينة" الثورة، التى تسوق جميع مبادئها فى العالم العربى. بل أن أغانى عبد الحليم عقب العدوان الثلاثى، و فى مقدمتها "الله يا بلدنا الله"، و من بعدها "تحت راية بورسعيد" أكدت أن نبرة أغانى عبد الحلبم الثورية أصبحت طريقاً يجب السير على نهجه. و قد واصل عبد الحليم "إكتساحه" للمشاعر القومية خلال فترة الستينات من خلال أغانى مثل "المسئولية" و "بستان الاشتراكية" ، "يا أهلاً بالمعارك" و صورة " مع شاعر الثورة الراحل صلاح جاهين، و الذي كان رفيقاً فكرياً لعبد الحليم طوال سنوات "المعركة القومية".
و كما كانت بدايته مع غناء القصائد باللغة العربية مع "لقاء" لصلاح عبد الصبور فقد واصل عبد الحليم مشواره مع غناء القصائد خلال عقدى الستينات و السبعينيات، و قد تعاون مع معظم أسماء الوزن الثقيل فى كتابة القصائد على رأسهم فيلسوفه كامل الشناوى، و الذى غنى له عبد الحليم "حبيبها" و "لا تكذبى" ، و ذلك قبل أن يدخل أثناء فترة السبعينات فى موجة نزار قبانى و التى شهدت أهم أعماله فى تلك الحقبة "رسالة من تحت الماء" و "قارئة الفنجان".و يذكر مجدى العمروسى أيضاً فى مذكراته أن مرحلة الاعداد للقصائد بالنسبة لعبد الحليم كانت أشبه بالقنابل الموقوتة، نظراً لتدقيق حليم الشديد فى كل كبيرة و صغيرة، و مطالبه التى لا تنتهى، و التى تصل أحياناً إلى حد تعديل بعض الكلمات.
لم تكن مرحلة السبعينات بالنسبة لحليم فترة أكثر روعة من سابقتيها حيث لم يعد حليم قادراً على العمل بنفس الغزارة التى كان يرجوها، خاصة بعد أن تملكه مرض الكبد تماماً خلال تلك الفترة، بل إنه أصبح زبوناً دائماً فى مستشفيات لندن ، أما فى أوقات العمل، فقد كان الاستديو الخاص به أشبه بالمستشفى المتنقلة، و ذلك فى نفس الوقت الذى أنهالت عليه صحافة القاهرة بإنه يدعى المرض إمعاناً فى نسج الأسطورة من حوله، و لكن بالفعل كان "العندليب" منشغلاًَ خلال سنوات السبعينات على العمل مع بليغ حمدى بشكل أكبر ، و الذى كان من أغزر الملحنين الذى عمل معهم عبد الحليم بعد الثلاثى عبد الوهاب و الموجى و الطويل، و قد أثمر هذا التعاون عن أشهر أغنيات تلك الفترة مثل "زى الهوا" ..."نبتدى منين الحكاية" ..و "فاتت جنبنا"، و التى تعتبر واحدة من أخر أغنياته الجماهيرية قبل وفاته فى مارس من عام 1977.
امذ إذا وقع إختيارنا على واحدة من حفلات عبد الحليم لتكون حفلته المختارة فإن الإختيار سيكون بالغ الصعوبة، خاصة أن حليم كان يعشق الأداء الحى و له صولاته و سقطاته أيضاً على خشبة المسرح لا يستطيع أحد أن ينساها بسهولة، و لكن ستبقى حفلته الشهيرة عقب نكسة 1967لصالح المجهود الحربى فى قاعة ألبرت هول بالعاصمة البريطانية لندن من اهم الحفلات التى أداها مطرب عربى على الاطلاق، خاصة أن وصلته الغنائية شملت أغنينتين من أفضل أغانى عبد الحليم الوطنية و هما "عدى النهار" و "المسيح"، و هناك العديد من الخبراء و المؤرخون الموسيقيون يؤكدون أن مكتبة هواة الغناء العربى لن تكتمل إلا بتسجيل هذه الحفلة ، و التى حققت نجاحا مادياً و أدبياً غير مسبوقاً فى تلك الفترة.
عايش عبد الحليم فترات سياسية هامة عاشها القطر المصري مثل حربه مع اسرائيل وفترة العدوان الثلاثي والنكسة وقد كان له شأن في تسجيل هذه الحقبة بأغانيه الوطنية الخالدة التي شحذت همة الشعب المصري الذي تفاعل معها وتغنى بها.
ويبقى أهم ما غنّى في هذا النمط الغنائي «نشيد الوطن الأكبر» والذي يخرج فيه بمفهوم الوطن الى سائر البلاد العربية. وكانت هذه تجربته في الغناء الجماعي اذ أتى الدور الرئيسي وسط عدد من المطربات بينهن وردة الجـزائرية وشادية ونجاة...
أشعلت أغانيه نار الحب الذي لا يعرف الحدود ونار الجرح الذي لم تمحه السنون.
وعلى الرغم من مرور 27 سنة على رحيله فقد ترك لنا العندليب أغان لا تنسى أحبها حتى من لم يعرف هذا الفنان المتألم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)