فى حوار سابق معه وعندما سألته عن حقيقة الخلاف التاريخى بينه وبين الأستاذ هيكل أجابنى بابتسامته الرائعة: لا يوجد خلاف بينى وبين هيكل، فنحن أصدقاء وهو كان شاهداً على عقد زواجى، وهو من أقنع عبدالناصر بزواجى أيضاً! فخال السيدة رجاء حجاج هو السيد زكريا توفيق، وهو أحد الضباط الأحرار، وعندما تقدم أنيس لخطبتها وعلم عبد الناصر أبدى اعتراضه على تلك الزيجة اعتراضاً منه على شخص أنيس منصور، فتوسط الأستاذ هيكل لدى ناصر لإقناعه، وبعد موافقة عبد الناصر ذهب هيكل إلى السيد زكريا توفيق لخطبة ابنة أخته إلى أنيس منصور، وعند الزواج كان هيكل هو أحد شهود عقد الزواج.. تمر السنوات ويحدث الصدام التاريخى بين السادات وهيكل، وكان أنيس هو الكاتب المقرب إلى قلب السادات، ولأن الخلاف بين هيكل والسادات خلاف سياسى وليس إنسانياً.. تحاشى أنيس أن يتدخل بينهما، خاصة وهو يعلم أن ما يجمع السادات وهيكل أكثر مما يفرقهما، ومع ذلك فقد اتسعت مساحات الخلاف بين السادات وهيكل، الذى طلب من أنيس ألا يتدخل فى تلك الخصومة السياسية بينه وبين الرئيس، وبعد رحيل السادات امتدت العلاقة بين أنيس وهيكل، وفى الوقت الذى كانت الجرائد والصحف تكتب عن أسرار الخلاف بينهما كانا يجلسان سوياً على مائدة العشاء يقرآن ما تكتبه الجرائد فى سخرية ودهشة كبيرة مما يكتب ويقال.. وعندما سألت أنيس منصور فى إحدى المرات لماذا لم ينف هو أو هيكل شائعة ذلك الخلاف؟ رد قائلاً: الجميع يكتب ويجتهد دون أن يسألنا فلماذا نرد؟! هيكل أحد أصدقائى المقربين ولسنا فى حاجة أنا أو هو لنفى كذبة سخيفة تعيش الجرائد والمجلات عليها! وعندما سألته هل لعب مع السادات الدور الذى لعبه هيكل مع ناصر نفى بشدة، وأجاب: هيكل كان يجلس داخل عقل ناصر، أما أنا فقد وضعت مسافة بينى وبين السادات.. تلك المسافة التى تسمح لى بالاختلاف معه ومناقشته، فقد كنت أعرف طبيعة دورى، ولم أحاول مرة واحدة أن أتجاوز طبيعة ذلك الدور، الذى اختارتنى الأقدار له ولم أسع أنا إليه.
وعن آرائه فى جمال عبدالناصر الحادة والمؤلمة وهل ألقت بظلالها على علاقته بهيكل، يقول الأستاذ: اعترف أننى قد ظلمت ناصر فى آرائى الشخصية وهذا ما أخبرت به هيكل وتناقشنا فيه وطلبت منه ألا يقوم بكتابة ذلك الاعتراف وأن يتركه لى لأدونه فى مذكراتى الشخصية لأنى كما ظلمت ناصر فى كتاباتى سأرد له الاعتبار أيضاً فى كتاباتى، وهذا هو أحد الأسرار بينى وبين هيكل والذى يقال عنا أننا فى قطيعة مستمرة وخلاف لن يمحوه الزمن وهؤلاء لا يعرفون أننا نعرف كيف نفرق بين ما هو إنسانى وبين ما هو مهنى وخلافى مع هيكل خلاف سياسى فقط.
هذه هى حقيقة العلاقة بين الكبيرين أنيس منصور وهيكل دون رتوش أو عمليات تجميل، وفى أيام الأستاذ أنيس الأخيرة كان هيكل دائم الاتصال به للاطمئنان على صحته، فقد كان يعلم جيداً حقيقة مرضه، وعندما رحل أنيس منصور وكان هيكل فى إحدى رحلاته فى أوروبا أرسل إلى زوجته برقية عزاء رثى فيها صديقه بكلمات باكية وحزينة، فرغم الخلافات والاختلافات السياسية التى جمعتهما إلا أن تلك الخلافات لم تؤثر على علاقتهما الإنسانية التى جمعتهما.. طوال أكثر من خمسين عاماً.. فهكذا هى أخلاق الكبار دائماً.
وعن آرائه فى جمال عبدالناصر الحادة والمؤلمة وهل ألقت بظلالها على علاقته بهيكل، يقول الأستاذ: اعترف أننى قد ظلمت ناصر فى آرائى الشخصية وهذا ما أخبرت به هيكل وتناقشنا فيه وطلبت منه ألا يقوم بكتابة ذلك الاعتراف وأن يتركه لى لأدونه فى مذكراتى الشخصية لأنى كما ظلمت ناصر فى كتاباتى سأرد له الاعتبار أيضاً فى كتاباتى، وهذا هو أحد الأسرار بينى وبين هيكل والذى يقال عنا أننا فى قطيعة مستمرة وخلاف لن يمحوه الزمن وهؤلاء لا يعرفون أننا نعرف كيف نفرق بين ما هو إنسانى وبين ما هو مهنى وخلافى مع هيكل خلاف سياسى فقط.
هذه هى حقيقة العلاقة بين الكبيرين أنيس منصور وهيكل دون رتوش أو عمليات تجميل، وفى أيام الأستاذ أنيس الأخيرة كان هيكل دائم الاتصال به للاطمئنان على صحته، فقد كان يعلم جيداً حقيقة مرضه، وعندما رحل أنيس منصور وكان هيكل فى إحدى رحلاته فى أوروبا أرسل إلى زوجته برقية عزاء رثى فيها صديقه بكلمات باكية وحزينة، فرغم الخلافات والاختلافات السياسية التى جمعتهما إلا أن تلك الخلافات لم تؤثر على علاقتهما الإنسانية التى جمعتهما.. طوال أكثر من خمسين عاماً.. فهكذا هى أخلاق الكبار دائماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.